لهدف لا يتعلّق بالمال فقط.. مركز أبحاث: إيران تسيطر على الاتصالات بسوريا

لهدف لا يتعلّق بالمال فقط.. مركز أبحاث: إيران تسيطر على الاتصالات بسوريا

لا تدّخر إيران وميليشياتها أي جهد في توسعة نفوذهم داخل سوريا سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي أو حتى الديني، فبعد الاتفاقيات المجحفة بحق السوريين والتي رفع فيها زعيم عصابة المخدرات "بشار الأسد" الجمارك عن المستوردات الإيرانية، كشف مركز أبحاث استخباراتي أن طهران باتت تستحوذ بشكل كبير على قطاع الاتصالات في سوريا. 

ووفق ما ذكر "مركز ألما الإسرائيلي" فإن شركة (وفا) الإيرانية والتي تُعدّ المشغّل الثالث للاتصالات بسوريا، أصبحت تمتلك 58 بالمئة من قطاع الاتصالات، في حين يعود الباقي لـ "ياسر إبراهيم" اليد اليمنى للأسد في هذا القطاع.

وأشار المركز إلى أن إيران بدأت تقوم بالتجسس على كل المكالمات والرسائل النصية الخاصة بالسوريين، وتحصل أيضاً على عشرات مليارات الدولارات من البلاد نتيجة هذا الاستثمار، كما تطرّق التقرير لاستثمارات إيران في المناجم وغيرها من القطاعات الحيوية بسوريا.

وتحت عنوان (الاختراق الإيراني للبنية التحتية للاتصالات المدنية والعسكرية في سوريا) بيّن "مركز ألما" أنه حتى قبل عامين تقريباً، لم يكن لدى سوريا سوى مزودي خدمات خلوية اثنين فقط هما (MTN) سوريا وسيرياتل، مضيفاً أن الأولى كانت مملوكة لـ MTN الجنوب إفريقية، فيما كانت سيريتل مملوكة لـ (رامي مخلوف) ابن خال الأسد، وقد قدمت الشركتان خدمات لأكثر من 12 مليون مستهلك.

 

ولفت إلى أن الأسد في السنوات القليلة الماضية مارس ضغوطاً على شركات الهاتف المحمول في البلاد للسيطرة عليها، حيث شمل اعتقال واستجواب المسؤولين التنفيذيين في الشركة، والتهديد بإلغاء العقود والتراخيص، ومطالبات بدفع عشرات الملايين من الدولارات، وبحلول منتصف عام 2021، استولى الأسد على الشركتين، وعيّن أعضاء من دائرته المقربة لقيادتهما.

أما في شباط عام 2022، فأعلن الأسد عن منح رخصة تشغيل ثالثة لشركة خلوية تدعى “وفا للاتصالات”، وبات الرئيس التنفيذي لها هو "غسان سابا" الذي عمل سابقاً بعدة مناصب عليا في وزارة الاتصالات التابعة للأسد، كما مُنحت الحقوق الحصرية لتشغيل شبكات 5G في البلاد لعامين، وطلب من (MTN) وسيرياتل، السماح لـ "وفا" باستخدام بنيتها التحتية ومعداتها وأبراج الاتصالات الموجودة لديها حتى تكمل إنشاء بنية تحتية مستقلة.

وبعد فترة قصيرة تغيّر هيكل ملكية شركة "وفا" وذلك بسبب الضغوط الإيرانية، حيث أصبحت تخضع الآن لسيطرة إيران من خلال ما يبدو أنها شبكة من الشركات الواجهة الدولية، فيما يُظهر تحقيق مفصل أجرته منظمة OCCRP أنه بعد تخفيف عدد الأسهم التي يملكها شركاء الأسد، تمتلك شركتان سوريتان حالياً 48 بالمئة فقط من "وفا".

والشركتان هما: شركة الوفاء للاستثمار والتي يسيطر عليها ياسر إبراهيم المقرب من الأسد، والثانية شركة الاتصالات السورية التي تسيطر عليها ميليشيا النظام، فيما النسبة المتبقية البالغة 52 بالمئة فتسيطر عليها شركة تدعى شركة أريبيان بزنس (ABC) والتي تم تسجيلها في سوريا دون الكشف عن أي معلومات عن المساهمين المسيطرين فيها. 

 

وبيّن التدقيق أن شركة ABC لديها العديد من العلاقات السابقة والحالية مع إيران وميليشيا الحرس الثوري، وفي الحقيقة يبدو أن هذه الشركة تعمل كشركة وهمية وجزء من شبكة أكبر من المنظمات التي تستخدم كغطاء للأنشطة الإيرانية في العديد من الصناعات.

كما أظهر التحقيق أنه قبل وقت قصير من دخول ABC لسوريا، كان 99 بالمئة من أسهم شركة تيومان الماليزية مملوكة لإيراني يُدعى عظيم مونزافي، المعروف بأنه ضابط رفيع المستوى في مؤسسة تهريب النفط التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني.

وقام مونزافي بتسليم أسهمه في تيومان وتم نقل أسهم الشركة إلى مواطن إيراني يدعى أمير محمدي، الذي ليس له علاقات مباشرة معروفة مع الحرس الثوري الإيراني ولكنه يتعامل مع مونزافي، حيث يمتلك الرجلان أسهماً في شركة Energy Development، وهي شركة أسستها شركة PetroGreen ومسجلة في إسطنبول بتركيا. 

وبمعنى آخر، يبدو أن شركة "وفا" تخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني من جهة وميليشيا أسد من جهة أخرى، حيث يهيمن ياسر إبراهيم والشركات المملوكة للدولة على الجانب السوري، في حين أن سلسلة من الشركات الوهمية التي لها علاقات مباشرة وغير مباشرة مع الحرس الثوري الإيراني تتولى التعامل مع الجانب الإيراني.

وتابع مركز ألما أن دخول "وفا" إلى سوق الاتصالات تزامن مع تغلغل إيران في عدة قطاعات من الاقتصاد السوري، مشيرة إلى أن الضغط الإيراني ينبع من الهدف لاسترداد بعض استثماراتها العسكرية التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات في سوريا على مدى العقد الماضي، فضلاً عن طموحها لتعزيز قبضتها على البلاد.

 

التعليقات (1)

    حركة تصحيحية للعنوان

    ·منذ 8 أشهر أسبوع
    الشركة الإيرانية للاتصالات ورد اسمها خطئ بالتقرير (وفا ) غير صحيح الاسم الحقيقي (غدر ) هؤلاء ليس في ثقافتهم الوفا وبالعكس من أهم شيمهم الغدر
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات