في مفاجأة صادمة لمئات الطلاب وذويهم، تسبّبت مدرسة خاصة في مناطق سيطرة أسد بحلب في تدمير مستقبل الطلاب المسجلين بها، بعد أن تبين أن المدرسة مزيّفة وتنتحل صفة وأنها ليست مرخّصة من الأساس، والأهم من ذلك هو منحها وثائق انتقال من صف لآخر (جلاءات) مزورة على مرأى من حكومة ميليشيا أسد.
وجاء في منشور نشرته صفحة أخبار حي الزهراء الموالية في حلب ساخرةً مما جرى بالقول: "مدرسة خاصة بحلب تمنح الطلاب جلاءات مزورة منذ العام 2021 وهي بالأصل غير مرخصة"، دون الكشف عن أية تفاصيل رغم السؤال المتكرر من قبل المعلّقين عن هوية المدرسة.
فساد وتواطؤ وتزوير
وكشف أحد المعلّقين عن تفاصيل ما جرى قائلاً: "بدأ تحقيق موسع بشأن المخالفات في مدرسة (مازن غوفري) الخاصة بحلب، وتقول المعلومات إن المدرسة غير مرخصة نظامياً وتقوم بتسجيل الطلاب ومنحهم جلاءات مختومة من مديرة (مدرسة نزار قباني) الحكومية وبالتنسيق مع موظفين يغطون هذه المخالفات في دائرة التعليم الخاص بمديرية التربية مقابل مبالغ مالية".
وأضاف: "يجري التحقيق مع خمسة من المتورطين في الدائرة حتى الآن، فيما لجأت إدارة المدرسة الحكومية لتنظيم ضبط بما قالت إنه سرقة الأختام والوثائق منها، وعند إحضار السجلات لمطابقتها بمديرية التربية، ادعت مديرة المدرسة بأن الأختام سرقت منها، في حين أكدت المديرية أنها لم تطلب منها إحضار هذه السجلات كما قالت".
وذكر أن مديرة مدرسة نزار قباني الحكومية تعاونت مع مدير مدرسة مازن غوفري من خلال منح طلاب المدرسة الخاصة جلاءات مختومة تؤكد أنهم مسجلون بمدرستها الحكومية، أما المصيبة الأكبر فهي أن المدرسة تعمل منذ عام 2021، وتم اكتشاف الفساد فيها قبل إيقافها بأسبوع فقط، حيث تم ضبطها بالجرم المشهود مع الجلاءات المختومة من المدرسة الحكومية.
ضياع مستقبل الطلاب
يقول المدرس السابق في ثانوية قاسم أمين بحلب (محمد عارف صابوني) لـ أورينت نت، إن مسألة افتتاح المدرسة بدون رخص تم بعلم حكومة أسد وميليشياته، أما موضوع اكتشاف الفساد فهو تغطية لذلك الفساد ومحاولة من حكومة أسد أو الواقفين خلف افتتاح المدرسة التملص من المسؤولية.
وأضاف الأستاذ: "للوهلة الأولى يبدو الأمر كـ (نصب)، ولكن المشكلة الأكبر تكمن في ضياع سنوات على الطلاب، نعم نحن هنا نتحدث عن عامين دراسيين على أقل تقدير، نظام أسد سيستند على قاعدة (القانون لا يحمي المغفلين) في التعامل مع ذوي الطلاب، الذين سيكونون مضطرين لإعادة السنوات التي أمضوها في المدرسة.
التعليقات (4)