جبل الزاوية.. نزوح جديد بقصف روسيا والأسد يطال الآلاف وأورينت توثق المعاناة

جبل الزاوية.. نزوح جديد بقصف روسيا والأسد يطال الآلاف وأورينت توثق المعاناة

حركة نزوح جديدة لمئات العائلات تشهدها قرى ومناطق جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، نتيجة استمرار التصعيد العسكري للاحتلال الروسي وميليشيا أسد الذي بدأ مع بداية الشهر الحالي واستهداف الأحياء السكنية والأراضي الزراعية في المنطقة، إضافة إلى القرى والبلدات التي كانت تُعدّ آمنة نسبياً والمخيمات البعيدة عن المناطق المتاخمة للعمليات العسكرية، ما تسبب بسقوط عشرات الضحايا من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء.

"أورينت" التقت مع عدد من الذين نزحوا من بيوتهم بسبب القصف الجوي والصاروخ للاطلاع على أوضاعهم.

وقال "أبو ياسين" النازح من بلدة معراتة في القسم الغربي من جبل الزاوية وهو يُنزل أغراضه أمام منزل مستأجر في دير حسان: "هذا النزوح الخامس لي من الجبل إلى الشمال، ولكنه هذه المرة هو الأقسى لأن القصف الذي أصابنا كان مجنوناً وطال الشجر والحجر".

وأضاف: "منذ سنوات ونحن نستأجر شادر في دير حسان نضع فيه أغراضنا ونأتي إليه عند اللزوم كما حدث اليوم، لأننا لا نأمن مكر النظام وزبانيته فهم لا عهد لهم ولا ميثاق، ومجرمون بالفطرة".

أما هادي العثمان النازح إلى جبل سرمدا من بلدة البارة الأثرية والقريبة من خطوط التماس، فقد تحدث لـ"أورينت نت" عن خطورة الرحلة التي استغرقت ساعات طويلة لأنهم اضطروا إلى إطفاء ضوء السيارة بسبب طيران الاستطلاع الذي لا يكاد يفارق الأجواء، كما إن القذائف لا تهدأ على مدار الوقت.

ولفت العثمان إلى أن معاناته مع النزوح المتكرر وارتفاع درجة الحرارة ونقص مياه الشرب أثقل كاهله، موضحاً أن للنزوح مرارة لا يشعر بها إلا من فقد بيته ورزقه، وأن تُقتلع من المكان الذي ولدت وعشت فيه أمر صعب جداً، ولكن الأمل بالعودة قريب.

بدورها، قالت أم قدور(67 عاماً)، أرملة نزحت مع عائلتها من بلدة كنصفرة إلى بلدة الرامي إنها فقدت راحتها النفسية بمجرد مغادرتها لبيتها رغم كل القصف الذي كانت تتعرض له، وأنها ستعود قريباً.

عن سبب عدم ذهابها إلى أماكن أكثر أمناً بالشمال المحرر ولكنها أبعد، ذكرت أن البعد عن أرزاقها هو السبب الرئيسي، إضافة إلى الغلاء في المعيشة وآجار البيوت، حتى إن أجرة أراضي المخيمات تضاعفت.. "هنا نحن قريبون من أرضنا، يمكننا استراق بعض الوقت للذهاب خلال النهار لجمع ما يمكننا جمعه من التين والعودة قبل أن يحل الظلام".

وكان فريق منسقو استجابة سوريا وثّق منذ بداية التصعيد العسكري لميليشيا أسد وروسيا على شمال غربي سوريا والذي بدأ مع مطلع شهر أيلول مقتل 10 مدنيين وإصابة 36 آخرين، مع استهداف المنطقة بأكثر من 189 مرة بينها 46 غارة جوية من الطائرات الحربية الروسية، كما تم استهداف أكثر من 22 منشأة خدمية وطبية ومخيمات ومدارس، مما تسبّب بنزوح أكثر من 6382 مدنياً خلال المدة المذكورة أعلاه إلى مناطق مختلفة، وبقاء الآلاف من المدنيين معرضين لخطر النزوح في حال استمرار خروقات النظام وروسيا على المنطقة.

أما الدفاع المدني السوري، فقد نشر على موقعه الرسمي إحصائية عمليات القصف والخسائر البشرية من بداية شهر أيلول حتى السادس منه، حيث شنت قوات النظام وروسيا 149 هجوماً استهدف 49 منطقة في شمال غرب سوريا، وأدت هذه الهجمات لمقتل 9 مدنيين بينهم 6 أطفال وإصابة 27 آخرين بينهم 15 طفلاً، وتوزعت الأسلحة المستخدمة في هذه الهجمات على 41 غارة جوية روسية، ونحو 1000 قذيفة مدفعية ومثلها صاروخية، وهجومين بقذائف كراسنوبول الموجه بالليزر شديدة الدقة والتدمير، واستهدفت الهجمات مخيّمين في ريف حلب الشرقي، ومدرسة ومسجداً ومنازل السكان.

ويقع جبل الزاوية في الشمال الغربي من سوريا، على امتداد المسافة بين طريق عام حلب دمشق يحتضن مدناً عريقة كمدينة معرة النعمان وأريحا وفيه 34 بلدة، كما يضم الكثير من الآثار الرومانية مثل سرجلا وبعودا اللّتين تقعان في الجهة الجنوبية منه، وعلى مقربة من ميليشيا أسد المتمركزة على الأطراف الجنوبية من الجبل في بلدات كفرنبل وحاس ومعرة النعمان.

التعليقات (1)

    اليسر

    ·منذ 7 أشهر 3 أسابيع
    العدو اينما يكون.....على سبيل المثال اليس هذا يعطي الاحقية لاوكرانيا ان تقصف طائرات روسيا في حميمين ولديها هذه الصواريخ التي تستطيع الوصول لهذه الطائرات....بترتاح وبتريح
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات