"طوفان الأقصى".. عملية قرارها فلسطيني حمساوي أم لإيران أيدٍ فيها؟

"طوفان الأقصى".. عملية قرارها فلسطيني حمساوي أم لإيران أيدٍ فيها؟

نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد داني هاغاري، أي ارتباط لإيران بعملية طوفان الأقصى، التي نفذتها حركة حماس ضد الجيش الإسرائيلي ومستوطنات غلاف غزة فجر السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر.

ومع إشادته بالعملية، نفى "المرشد الإيراني" علي خامنئي، أي علاقة لإيران بطوفان الأقصى، واصفاً إياها بالهزيمة العسكرية والأمنية لإسرائيل. 

بدوره نفى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، امتلاك واشنطن أي أدلة تشير إلى توجيه إيران لهذه العملية أو الوقوف وراءها.

في المقابل، أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" مساعدة مسؤولين أمنيين إيرانيين في التخطيط لعملية طوفان الأقصى. وعبّر المتحدث باسم حماس، غازي حمد، عن فخره بمساعدة بعض الدول للحركة، قائلاً: "إيران تساعدنا، ودول أخرى تساعدنا، سواء بالمال أو بالسلاح أو بدعم سياسي، لا بأس أن نفعل ذلك". 

وحقيقةً إن تشريح العلاقات الإيرانية الحمساوية متشابكة ومعقدة، بطريقة تستعصي على محاولة الكثير تسطيحها لتتناسب وآراءهم باعتبار حماس أداة طيعة عمياء تنفذ ما يقرره ملالي طهران، وتعمل لتأمين مصالحهم، دون اعتبار لقضيتها المركزية، أو كما سمّاها الباحث الفلسطيني سعيد الحاج، بالنزعة لتقييم المواجهة الفلسطينية-الإسرائيلية وبلورة المواقف منها من زاوية الموقف من إيران فقط.

علاقة معلنة

وبحسب المحاضر في العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، سميح حمودة، فإن العداء لإسرائيل وعدم القبول بوجودها القائم على الدم الفلسطيني نقطة التقاء إيران وحماس، وتولّد عنه الدعم العسكري والمالي الإيراني لحماس، إضافة إلى أن دعمها على المستوى السياسي والدبلوماسي، دفعت حماس ثمنه على صعيدين، أولهما، منح القوة والشرعية وعلو الرصيد لإيران، مع نزع الرداء الطائفي عنها، وثانيهما، تعزيز أوراق التفاوض الإيرانية إقليمياً ودولياً. 

إلا أن قبول حماس للدعم الإيراني، لم يجعلها منضوية ضمن لواء الفكر الديني والعقائدي الإيراني المُتشيع، ما جعل علاقتهما خاضعة للشد والجذب، والذي تجلّى خلال الثورة السورية، إذ عارضت حماس في بداية الثورة السورية انحياز إيران للنظام، كما عارضت الحل الأمني والعسكري الذي اتخذه نظام الأسد في مواجهة الثورة، ووفقاً لرئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك، خالد مشعل، إن حماس لم تملك أن تكون أداة لقهر شعب يُطالب بحقوقه الإنسانية والمعيشية، وشدد على أن علاقة الحركة مع إيران لم تنقطع، ملمحًا إلى تراجعها على المستويين العسكري والمالي.

لا وجود لدور إيراني أو علاقة مباشرة لإيران، سواء على صعيد التحريض أو التخطيط، بعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس، حسب الباحث الفلسطيني سعيد الحاج.

مورداً خلال حديثه لموقع أورينت أدلته على ذلك، بداية بانتفاء المصلحة الإيرانية، وتحديداً من "حزب الله" أن يكون هناك مواجهة إقليمية مع الاحتلال الإسرائيلي، لاعتبارات داخلية بالأساس الأول، وبالتالي من الصعب تخيل ما يذهب إليه البعض وفق "نظرية المؤامرة" بأن حماس مجرد أداة منفذة لأوامر إيرانية. كما إن عملية بهذه الدقة والحساسية وبكل هذه التفاصيل تدل على أن قيادة حماس/كتائب القسام تعمل عليها منذ فترة طويلة بغاية التكتم، ومن غير المتوقع أو المنطقي أن تكون قد أطلعت عليها أي طرف آخر، باستثناء عملية إخطار بالحد الأدنى لبعض الأطراف، لكن أكثر من ذلك غير متصور نجاح عملية بهذا النوع إن ذاع سرها، أو علمت أطراف أخرى بتفاصيلها.

 الأمر الثالث، حسب الحاج، أن الأسباب المعلنة من قبل حماس منطقية جداً، وهي في العموم ديناميات وأسباب وعوامل داخلية، وتحديداً ما يتعلق بالمسجد الأقصى والقدس، إذ شهدت السنوات الماضية تحذيرات عديدة من قبل حماس بأن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر، وأن استمرار سياسات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى تحديداً، وتقسيمه زمانياً ومكانياً سيؤدي للانفجار وإلى تغيير قواعد اللعبة.

نغزوهم ولا يغزوننا:

رغم عودة الدفء لعلاقة الحركة مع إيران، بعد فترة البرودة التي شهدتها نتيجة تباين مواقف الجانبين تجاه الثورة السورية وعنف نظام الأسد تجاهها، إلا أن ذلك لا يعني أن إيران يمكن أن تقول لحماس ما يجب القيام به، حسب موقع إسرائيل أف تايمز.

مشيراً إلى تباين مواقف الأجنحة الداخلية في الحركة، فإن كان الكثير من قيادتها السياسية الخارجية، كإسماعيل هنية وصالح العاروري، مقربون من إيران، فإن زعيمها الميداني، يحيى السنوار، يتمتع بعلاقات واسعة مع النظام المصري، الذي يسعى إلى الهدوء في القطاع.

يتابع ضيفنا الحاج سرد أدلته، بالإضافة لموضوع الضفة الغربية وحصار غزة والأسرى وما إلى ذلك من ديناميات داخلية تتدفع بهذا الاتجاه، الأمر الرابع لاستقلالية العملية عن أي تدخل إيراني، إشارة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في حديثه للجزيرة قبل أيام، إلى امتلاك حماس لمعلومات تفيد بأن إسرائيل على وشك شن عدوان على غزة، وبالتالي يمكن فهم العملية على أنها مبادرة أو مباغتة سحبت عنصر المبادرة والمفاجأة والتقدم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي عادة في عدوانه على قطاع غزة، وجعلت المقاومة مبادرة وليست مدافعة، إذ بات يتردد كثيراً شعار "نغزوهم ولا يغزوننا" من ضمن شعارات بعض قادة حماس، وهو ما كانت عليه معركة "سيف القدس" عام 2021، التي جاءت كمبادرة من حماس بسبب القدس والمسجد الأقصى.

 مواقف منشؤها النوايا الحسنة

شريحتان جديدتان تنظران للمقاومة الفلسطينية من منظورها للموقف الإيراني فقط، حسب مقالة سابقة للحاج، تجاهل فيها الأولى لارتباطاتها بالأنظمة الإقليمية، بالتالي فإنها تتبنى قناعات مسبقة وذات أهداف مكشوفة، فيما رأى ضرورة لحوار الثانية، والتي تضم بعض أنصار الثورة السورية، نظراً لانطلاق تقديراتها من النوايا الحسنة.

وهنا لابد من الإشارة إلى إقدام حماس على إعادة تطبيع علاقتها مع نظام الأسد، نتيجة لإعادة دفء علاقتها مع إيران وذراعها الإقليمية الأولى "حزب الله"، وكان اللافت في عودة علاقة حماس مع الأسد، موافقة الأولى على تطبيع العلاقة فيما تمنّع الأخير عن ذلك، ولعل الاستهجان الأكبر من قبل أنصار الثورة السورية تجاه حماس، جاء من وصفها لقاتل السوريين، قاسم سليماني بـ "شهيد القدس".

وفي إفادته لموقع أورينت، يصر الحاج ويورد الحجج على أن الدوافع الأساسية دوافع ذاتية فلسطينية مرتبطة بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ورغم استبعاده لافتراض هدف العملية بالتأثير على مسار التطبيع السعودي مع دولة الاحتلال، نظراً لأن عملية من هذا النوع كان يخطط لها مدة سنوات فيما يبدو، لكن مع افتراضه جدلاً لهدفها بالتأثير على مسار واتفاقات التطبيع بين الدول العربية ودولة الاحتلال، فهو هدف فلسطيني وهدف للمقاومة الفلسطينية في المقام الأول، إذ إن القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية هما المتضرران الأكبر من هذا التطبيع، وليس بالضرورة أن يكون هدفاً إيرانياً، وبالتالي ليس هناك رابط مباشر بين إيران وبين عملية طوفان الأقصى.

وختاماً، لا بد من الإشارة إلى أن تشريح العلاقة بين إيران وحماس عموماً وعملية طوفان الأقصى خصوصاً، بطريقة تسطيحية، وجعلها ذات مسار واحد لا حياد عنه، من أبسط الأمور وأهونها، لكنها في المقابل ستفتقد الكثير من المنطق والموضوعية، بالإضافة لإهداء إيران جهلاً لانتصارات أو لعمليات مقاومة ناجحة لا دخل لإيران فيها.  

التعليقات (5)

    طوفان الاقصى

    ·منذ 6 أشهر أسبوعين
    ثلة من الشباب هزمت اسرائيل وفضحت المنافقين في الدول الاسلامية

    وسيم الاسد

    ·منذ 6 أشهر أسبوعين
    اي و نحن ما خصنا انا و نوح زعيتر هاه. بس بودرة نحن. بس للامانة سالوا بشار قالن واحد اتنين تلاتة اتكلوا عالله. بس لا تقصفوه حبيبكن و خبركن

    بثار الاثد

    ·منذ 6 أشهر أسبوعين
    انا ما خثني و لا دخلني و لا خرجني انا كلب اثماء و روثيا. ماهر كلب ايران . حماث و ايران ثحبة و اذا بدكن تقثفو اقثفوا ماهر احداثياته معكن و ارقام هاتفه كل ما بغيرها بثرب لكم ياهن . ثو حكينا ما خثني . انا عبدكن المامور ثو بدكن بثاوي

    اسماعيل درب التبانة

    ·منذ 6 أشهر أسبوعين
    صح ١٠٠% عملية طوفان الاغصى إيرانية حزبلاتية وحماس لها يد فيها

    ساخط سوري

    ·منذ 6 أشهر أسبوعين
    القرار فلسطيني والدعم سوري ايراني يا خونة
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات