تضامناً مع الروائية الفلسطينية عدنية شبلي.. العرب يقاطعون معرض فرانكفورت للكتاب

تضامناً مع الروائية الفلسطينية عدنية شبلي.. العرب يقاطعون معرض فرانكفورت للكتاب

يبدو جلياً أن أمريكا والغرب هم أصدقاء وشركاء لإسرائيل، في كل ما تفعله من جرائم وتجاوزات، وهذا ما يظهر اليوم مجدداً في قصف غزة، وارتكاب مآسٍ، بحق أهلها الغزاويين، من خلال تقديم الدعم العسكري بسخاء، والتغطية على جرائم الجيش الإسرائيلي، بل إن الدعم الغربي لإسرائيل قد وصل إلى ميدان الفكر والثقافة.

وبينما غزّة تُقصَف برّاً وبحراً وجوّاً، فقد تمّ إلغاء تكريم الروائية الفلسطينية عدنية شبلي، ضمن معرض فرانكفورت للكتاب، والتي كان من المقرر الاحتفال بها خلال فعاليات المعرض، لتتسلم جائزة "ليبراتور" عن روايتها "تفصيل ثانوي" في 20 أكتوبر/ تشرين الأول، وذلك ضمن تكريم الكتّاب من الجنوب العالمي عن عمل نُشر حديثاً باللغة الألمانية.

وجاء في إحدى الصحف الصادرة في  زيورخ، حول إلغاء التكريم: "في هذه الأوقات، هل يمكن تكريم رواية تصوّر إسرائيل كآلة قتل بجوائز؟"، واتهمت الصحيفة الكتَاب والكاتبة بمعاداة السامية: "إنه يجلب المشاعر المعادية لإسرائيل، ومعاداة السامية إلى المشهد الثقافي".

وعدنية شبلي هي كاتبة ولدت في فلسطين عام 1974، وتقيم في برلين، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة شرق لندن، وتعمل كأستاذة زائرة في "جامعة بيرزيت"، وبدأت بالنشر في مجلة الكرمل منذ عام 1996، وصدرت لها روايتان "مساس" عام 2002، و "كلنا بعيد بذات المقدار عن الحب" عام 2004، و "تفصيل ثانوي" التي ترجمها إلى اللغة الألمانية غونثر أورث، وصدرت عن دار بيرنبرغ للنشر.

وكانت قد رُشحت رواية "تفصيل ثانوي" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر الدولية، التي تمنحها مؤسسة مان بوكر في لندن، عن دورة عام 2021، وتعرضت الرواية وكاتبتها لمحاولات صهيونية، لإقصائها من المشهد الأدبي الألماني، بعد أن تُرجمت إلى الألمانية.

جاء في تعريف الرواية:

"ذات صباح في شهر تشرين الأوَّل/أكتوبر 2003، كانت هناك شابة فلسطينية منهمكة في مطالعة صحيفة "هآرتس" اليومية الإسرائيلية. تغيَّرت الشابة، بعدما وقع نظرها على مقال يُوثِّق فيه، بعد البحث وبالتفصيل صحافي إسرائيلي اغتصاباً جماعياً لفتاة بدوية فلسطينية كانت لا تزال صغيرة من قِبَل جنود إسرائيليين في جيش الدفاع الإسرائيلي يوم الثالث عشر من آب/أغسطس 1949" أي بعد النكبة بعام واحد.

في ذلك التاريخ خيّم قائد كتيبة عسكريّة مع جنوده في بقعة من الصحراء في النقب، يُشتبه في أنها ممرّ يسلكه المتسلّلون العرب، وهناك حدثت جريمة اغتصاب، وقتل فتاة فلسطينية، وبعد أكثر من خمسة عقود تنطلق فتاة فلسطينيّة في رحلة، صوب النقب ساعية إلى كشف ملابسات هذه الحادثة التي جرت في ذلك المعسكر، بعد أن قرأت عن الجريمة مصادفة في جريدة هآرتس.

تتكون الرواية من جزأين، الأول يستند إلى واقعة حقيقية، وهي اغتصاب، وقتل فتاة بدوية على أيدي جنود الاحتلال في صحراء النقب، وأما الجزء الثاني، فيدور بعد عقود من الجريمة، ويروي قصة محاولة شابة من رام الله القيام باكتشاف المزيد من التفاصيل عن تلك الجريمة، وتقوم الروائية من خلال روايتها، بتعرية الاحتلال الإسرائيلي، وما يرتكب من جرائم، ومن تمييز عنصري.

أثار موقف معرض الكتاب في فرانكفورت استياء واسعاً عند المثقفين والناشرين العرب، ولا سيما عندما قال مدير المعرض يورجن بوس: "إنه يقف إلى جانب إسرائيل، ويتضامن معها بشكل كامل"، وأكد أنه بسبب الهجوم الإرهابي على إسرائيل، فقد تمّ إلغاء تكريم الروائية عدنية شبلي.

وفي ضوء موقف معرض فرانكفورت للكتاب، وتحيزه لإسرائيلي أعلنت هيئة الشارقة للكتاب انسحابها من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، بسبب إعلان المعرض دعم إسرائيل، وإلغاء التكريم الذي كان مقرراً  للكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، وهو ما اعتبرته هيئة الشارقة للكتاب "تحيزاً سياسياً وإلغاء لدور الحوار الذي تشجعه الثقافة".

وكذلك أعلن اتحاد الناشرين العرب انسحابه من المشاركة في الدورة المقبلة لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، بسبب "موقفه المنحاز، وغير العادل" حسب وصفه، وفي رسالة موجهة من محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إلى يورجن بوس الرئيس التنفيذي لمعرض فرانكفورت للكتاب، قال: "إن الاتحاد يعرب عن أسفه العميق لموقف المعرض المنحاز، وغير العادل تجاه الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة".

وأعلنت دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع أيضاً إلغاء مشاركتها السنوية، وانسحابها من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، بعد دعمه الصريح للاعتداء الصهيوني على أهلنا في غزة، واستباحة دماء المدنيين، وقتل مئات الأطفال.

التعليقات (3)

    3

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات