مع دخول الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة يومها الحادي عشر، ترتفع حدة التهديد باجتياح بري للقطاع من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يعلم بأن الأنفاق التي حفرتها حماس تحت الأرض ليس من السهل اختراقها وقد تكبده خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ما يدفعه إلى استخدام أسلحة مخصصة لتدمير الأنفاق كقنابل Bunker Buster الأمريكية.
وقنبلة Bunker Buster مصممة خصيصاً لتدمير الأهداف المحصنة أو المدفونة تحت الأرض، وينقسم هذا النوع من القنابل إلى عدة أنواع منها: "المُلقاة بالمدفعية، المُلقاة من الجو، التي يتم التحكم بها عن طريق صمامات التفجير، ومنها أيضاً الصاروخي والنووي".
وقال رياض قهوجي المحلل العسكري لقناة "العربية"، إن إسرائيل قد تستخدم قنابل Bunker Buster الأمريكية لتدمير التحصينات في قطاع غزة، مشيرا إلى أن وزنها حوالي 2.5 طن.
وأضاف أن إسرائيل قد استخدمتها سابقاً في عملياتها العسكرية ضد الفصائل الفلسطينية في غزة، مدعية أنها دمرت بعض الأنفاق.
وتابع: "لا يمكن أن تؤدي هذه القنابل إلى تحقيق النتائج المرجوة منها بسبب كثافة المباني في غزة والتي تعيق عملها لذلك قد تستخدم إسرائيل القنابل الفراغية أكثر".
مستشار العربية للشؤون العسكرية رياض قهوجي: #إسرائيل تستخدم قنابل Bunker Buster الأميركية لاستهداف المباني التي تعيق تدمير أنفاق #حماس في #قطاع_غزة #العربية pic.twitter.com/AVCQQtsnIl
— العربية (@AlArabiya) October 17, 2023
وكان هذا النوع من القنابل استُخدم أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، حيث كانت هناك حاجة لمثل هذا النوع من القنابل القادرة على اختراق الحصون، خاصةً المبنية تحت الأرض.
وتعتبر الأنفاق في غزة سلاح حماس الإستراتيجي، وسبق أن حاولت إسرائيل تحويلها إلى مقبرة لمقاتلي حماس خلال معركة "سيف القدس" في مايو/أيار 2021، وشكّلت عملية حفرها وتوسيعها داخل القطاع المحاصر والمراقب، نموذجاً أسطورياً على "صراع الأدمغة" بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.
وتعود بدايات حفر الأنفاق في قطاع غزة إلى تسعينيات القرن الماضي، وكانت على طرفي السياج الفاصل لمدينة رفح وتستخدم لأغراض تهريب السلاح الخفيف والبضائع، ولكن مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، سعت الفصائل الفلسطينية إلى استغلال هذه الأنفاق لتهريب السلاح إلى القطاع.
واعتمدت حماس على سلاح الأنفاق في تنفيذ عدد من العمليات النوعية التي استهدفت مواقع إسرائيلية عسكرية داخل حدود قطاع غزة، وكانت هذه العمليات من الأسباب التي عجّلت قرار إسرائيل تنفيذ خطة الانسحاب من القطاع عام 2005.
ورغم الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة، ومنع دخول مواد الإنشاءات والخرسانة والحديد، والرقابة المتواصلة على مدار الساعة التي يفرضها الاحتلال عبر طائراته المسيرة فإن عمليات حفر الأنفاق وتوسيعها وتطويرها تواصلت، وسط عجز إسرائيلي في القضاء عليها.
التعليقات (8)