تحوّل دعم الرياضيين العرب للقضية الفلسطينية إلى أشبه بالجريمة وسط ملاحقات ومضايقات باتت تطال الرياضيين والمؤثرين ممن أعلنوا رفضهم لجرائم إسرائيل بحق إخوتهم بغزة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تلقى العديد من الرياضيين العرب تهديدات أو تعرضوا لمضايقات بسبب إعلانهم التضامن مع فلسطين، في وقت لوّحت فيه دول أوروبية بعقوبات رادعة منها السجن لسبع سنوات لمن يدعم الفصائل الفلسطينية.
وفي أحدث حلقة من تلك المضايقات، قالت صحيفة "ماركا" الإسبانية، إن نائباً في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني يدعى يوهانس شتاينيجر، طالب بطرد اللاعب المغربي نصير مزراوي من ناديه بايرن ميونخ وألمانيا ككل، بسبب نشر اللاعب عبر حسابه على إنستغرام صور للأقصى مع الآية الكريمة "وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍۢ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَٰرُ".
كما أصدر نادي "بايرن ميونخ" بياناً يندد بموقف اللاعب المغربي فيما اتهمت صحيفة "بيلد" الألمانية اللاعب المغربي بأنه "مؤيد للإرهاب"، وفق وكالة الأناضول.
وفي ظل الهجمة التي طالته اضطر مزراوي لتوضيح موقفه، برسالة مطوّلة عبر منصة "إنستغرام" قال فيها: "بادئ ذي بدء، أود أن أقول إنه من المخيب للآمال حقاً أن أضطر إلى شرح ما أدافع عنه، هناك وضع يُقتل فيه الآلاف من الأبرياء. وموقفي هو أنني سأعمل من أجل السلام والعدالة في هذه القضية".
أضاف "سأظل دائماً ضد كل أنواع الإرهاب والكراهية والعنف، وهذا شيء سأدعمه دائماً. اليوم، لا يتعلق الأمر بما أعتقده أو ما تعتقده، فالأبرياء يموتون كل يوم بسبب هذا الصراع الرهيب".
وفي ألمانيا كذلك، تعرض اللاعب يونيون برلين، عيسى العيدوني لحملة شرسة من قبل الإعلام والجماهير وسط دعوات لطرده من النادي لمجرد نشر اللاعب التونسي صورة على إنستغرام تُظهر علم فلسطين مع أيقونة إيدٍ ترتفع بالدعاء لا أكثر دون أن يكتب ولو حرفاً واحداً.
رغم اعتذاره..عطال ملاحق أمام القضاء
وفي فرنسا أعلن المدعي العام في نيس، أمس الإثنين، فتح تحقيق أوّلي بتهمة "الدفاع عن الإرهاب" بحق لاعب نيس الفرنسي يوسف عطال، وذلك على خلفية نشره فيديو لشيخ فلسطين يدعو فيه لنصرة غزة ويتضمن عبارة "اللهم أرينا في اليهود يوما أسود".
كما هدد عمدة مدينة نيس، كريستيان استروزي، في منصة إكس، بطرد اللاعب من صفوف النادي ما لم يقدم اعتذاراته بعد نشره صورة مساندة للشعب الفلسطيني.
وترافق التحرك القضائي ضد عطال مع إحالته إلى مجلس الأخلاقيات التابعة لاتحاد الكرة الفرنسي رغم اعتذار اللاعب الجزائري يوم الأحد الماضي قائلاً "أعلم أن منشوري صدم العديد من الأشخاص، ولم يكن ذلك في نيتي وأعتذر عن ذلك"، مضيفا أنه يدين بشدة جميع أشكال العنف في أي مكان في العالم، ويدعم جميع الضحايا.
وكان الاتحاد الدولي للسباحة حذف صورة المصري عبد الرحمن سامح هريدي الفائز بالميدالية الذهبية ببطولة العالم في منافسات 50 متر فراشة وذلك دعمه لأهالي قطاع غزة، قائلاً بعد فوزه: "لا أعرف صراحة إن كان ينبغي عليّ أن أحتفل بهذا أم لا، بسبب أن إخوتي يُقتلون في فلسطين الآن".
كما كشف السباح المصري بعد نيله الذهبية عن تلقيه تهديدات بالقتل بسبب دعمه لفلسطين، مؤكداً أن عائلته باتت تذهب إلى النوم، وهي لا تعلم ما إذا كان شخص ما سيقتحم غرفته أو شقته في اليوم التالي.
التعليقات (0)