تصريح "بنيّات عدوانية".. هل تستغل روسيا "طوفان الأقصى" للهجوم على إدلب؟

تصريح "بنيّات عدوانية".. هل تستغل روسيا "طوفان الأقصى" للهجوم على إدلب؟

كثفت ميليشيات الأسد وقوات الاحتلال الروسي القصف والغارات الجوية على مناطق شمال غرب سوريا بعد فترة "تهدئة"، حيث استبقت روسيا عشرات الغارات التي شنتها طائراتها أمس على مناطق في غرب مدينة إدلب، بزعمها أن الفصائل تستعد لشن هجمات على المدنيين ومواقعها وأخرى تابعة لميليشيا النظام.

وفي تصريح "خطير" قال نائب رئيس المركز الروسي فاديم كوليت، إن "الجماعات الإرهابية في منطقة خفض التصعيد بإدلب تستعد لشن هجمات على المدنيين ومواقع القوات الروسية والسورية، وقيادة مجموعة القوات الروسية ستتخذ الإجراءات الاستباقية اللازمة".

وتكشف إشارة المسؤول الروسي إلى "الإجراءات الاستباقية" عن نيّات عدائية ضد المنطقة، في الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام الدولي ووسائل الإعلام على الحرب في غزة والجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

ولا تحتاج روسيا إلى ذرائع لتبرير جرائمها في سوريا، كما يرى الناشط السياسي عبد الكريم العمر في حديثه لـ"أورينت نت"، مؤكداً أن ما يُعرف بـ"مركز المصالحة" اعتاد على أن يلقي التهم ضد فصائل المعارضة، قبل أي تصعيد في إدلب، مؤكداً أن إدلب وأرياف حلب تتعرّض لقصف مكثف منذ 5 تشرين الأول الحالي.

استغلال "طوفان الأقصى"

وبحسب العمر، فإن طبيعة روسيا الإجرامية تدفعها إلى استغلال كل التطورات لقتل أكبر عدد ممكن من سكان المناطق الخارجة عن سيطرة حليفها بشار الأسد، معتبراً أن "من المتوقع" أن تواصل روسيا قصف مناطق إدلب مستغلة انشغال العالم بمتابعة ما يجري في غزة.

ولا تبدو المواقف الروسية متطابقة مع المواقف الغربية تجاه ما يجري في غزة، وهو ما تبدّى من خلال عدم تبني مجلس الأمن مشروع قرار صاغته موسكو يدعو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، ولذلك لا تستبعد تقديرات أن تعمد روسيا إلى اتخاذ خطوات للتذكير بوجودها في المنطقة.

ويرى الكاتب المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد، أن روسيا تقرأ في الحرب على غزة تغيرات قد تشهدها المنطقة، ما يعني أن روسيا لن تُعارض توسيع مساحات سيطرة النظام في إدلب، أو استعادة كامل المحافظة في حال سمحت الظروف.

من جانب آخر، يُحمّل عبد الواحد خلال حديثه لـ"أورينت نت" "القوى الداعمة للمعارضة مسؤولية منح "الذرائع" لروسيا من خلال الإبقاء على سيطرة "هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة" المصنّفة "إرهابية" على إدلب، معتبراً أن "استمرار التنظيم يمنح مبرّرات لشن عمليات عسكرية".

فتح طريق M4


لكن الخبير في الشأن الروسي الدكتور نصر اليوسف لا يرى وجود صلة للتصعيد الروسي في إدلب والعملية "المحتملة" هناك بـ"طوفان الأقصى"، ويقول لـ"أورينت نت": إن "روسيا تستخدم ذريعة الهجوم على الكلية الحربية في حمص، لتنفيذ المخطط القديم المتعلق بالسيطرة على طريق M4".

وتابع اليوسف، بالإشارة إلى تركيز القصف على المناطق القريبة من جانبي طريق حلب- اللاذقية، معتبراً أن "الطريق سيكون هدفاً لعملية عسكرية روسية "محتملة" في المنطقة".

وبالفعل، وصفت وسائل إعلام تابعة لميليشيا النظام القصف على إدلب بـ"الرسائل الروسية" إلى الجانب التركي لتنفيذ الاتفاقيات الثنائية الروسية التركية، وفي مقدمتها "اتفاق موسكو" الموقّع في آذار 2020، والذي يقضي بوضع طريق عام حلب اللاذقية، في الخدمة.

تبرير المجازر

ومن خلال استعراض المواقع التي استهدفتها الغارات الروسية، يقلل القيادي في "الجيش الوطني" النقيب عبد السلام عبد الرزاق، من احتمالية قيام روسيا بعملية عسكرية، نظراً لأن الغارات استهدفت أهدافاً مدنيّة بعيدة عن الجبهات، وثُكنات الفصائل العسكرية.

كذلك، يؤكد لـ"أورينت نت" على عدم وجود مؤشرات أو معطيات عن تحركات بريّة في المناطق القريبة من الجبهات من جانب ميليشيات النظام، ويقول: "ليس لدى النظام بجيشه المتهالك، القدرة على شن عملية عسكرية جديدة، فضلاً عن أن المنطقة ما زالت محكومة بتفاهمات أنقرة وموسكو".

وبذلك، يعتبر عبد الرزاق أن الهدف من الأكاذيب الروسية هو "تبرير تصاعد الغارات الجوية" على المناطق المدنيّة، وهو التصعيد الذي يجسّد استغلال روسيا للتطورات في غزة، بهدف إبقاء المناطق المحرّرة في حالة عدم استقرار. 

التعليقات (1)

    غريب

    ·منذ 6 أشهر أسبوعين
    قريبا جدا اهلنا في ادلب سيعودون الى حضن سوريا بعد كل الظلم من تركيا وعبيدها ممن باعو بلدهم ل اهلنا بالمخيمات المغلوب على امرهم بادلب قريبا سترجعون الي ضيعكم واراضيكم ولكن درس يجب ان تتعلمونه لا تسلموا بلدكم تحت اي شعار للغريب التركي او عبيده من السوريين الذين يخرجون على الاعلام ويصورون حياتكم كأنها الجنه وانام في المخيمات تذوقون المر قريبا باذن الله ستعود سوريا واحده وسيلاقي اصحاب المجموعات المسلحه مصيرهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات