إيران وغزّة.. تهديدات حقيقية أم استثمار بدماء العرب؟

إيران وغزّة.. تهديدات حقيقية أم استثمار بدماء العرب؟

كما كان متوقعاً، اقتصرت ردود فعل إيران بعد نحو 20 يوماً من الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، على التهديد إعلامياً بتوسيع رقعة الحرب فقط، والتي لم تعد تلقى اهتماماً حتى من وسائل الإعلام التابعة لـ"محور المقاومة" لكثرتها وتكرارها.


وفي الوقت الذي كانت توحي فيه التهديدات الإيرانية بأنها تنوي جدياً التدخل لمساندة حماس، خففت طهران من حدة خطابها وتهديداتها "المستهلكة"، مؤكدة على لسان وزير خارجيتها "أمير عبد اللهيان" أنها تدعم حماس سياسياً وإعلامياً، وأنها ليست بوارد توسيع الحرب.

 


وأضاف عبد اللهيان، أن بلاده تسلمت رسالتين من واشنطن بضرورة عدم التدخل وتوسيع الصراع، مضيفاً أن "إيران لا تسعى لتوسيع الحرب لكن ضاق ذرع الجميع من استمرار قصف المدنيين والمجازر التي ترتكب بحقهم".


ويبدو من خلال المؤشرات السابقة أن إيران لن تتدخل فعلياً بالحرب على غزة، بل على العكس تماماً، هي تعتقد أن ضغوطاتها بتوسيع الحرب وممارسة القصف الاستعراضي على الحدود الشمالية للأراضي المحتلة عبر ميليشيا "حزب الله"، ومناوشات أذرعها للقواعد الأمريكية في المنطقة قد أثمرت، وأن عليها انتهاز اللحظة لتحصيل مكاسب سياسية واقتصادية من الغرب لا علاقة لها بغزة لا من قريب ولا من بعيد.

حفظ ماء الوجه

لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال، أن إيران ستكف عن اجترار التهديدات بتوسيع رقعة الحرب، لحفظ ماء وجهها مع استمرار المجازر التي تُرتكب في قطاع غزة من قبل جيش إسرائيل، وهو ما يتفق معه الباحث والكاتب السياسي المقيم في الولايات المتحدة "وائل السواح"، الذي شكك بجدية التهديدات الإيرانية بالمشاركة الحقيقية في الحرب، في ظل حالة من التصميم الأمريكي على عدم السماح بذلك.


وأضاف في حديث لأورينت نت: "إيران وحزب الله يدركان أن فتح جبهة جديدة تعني حرباً مع أمريكا هذه المرة، وخاصة أن الأخيرة أرسلت حاملات الطائرات والبوارج إلى المنطقة ليس للتهديد فقط، بل للتدخل في حال حدوث أي خرق كبير"، مشيراً إلى أن الاشتباكات والهجمات الصغيرة التي تقوم بها الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، تأتي بهدف حفظ ماء وجه طهران ليس إلا، وذلك بعد تزايد الانتقادات لها على خلفية موقفها من الحرب في غزة.

الحروب الحاسمة لا تخدم أهداف إيران


وحرصت طهران منذ شن عملية "طوفان الأقصى"، على محاولة تقديم نفسها على أنها طرف قادر على توسيع نطاق الحرب، بما تمتلك من أذرع وأدوات في المنطقة، وهو ما اعتبره مدير مركز الشرق للبحوث في واشنطن "سمير تقي"، استثماراً من إيران للتصعيد (المحدود)، مشيراً إلى أن الحروب الحاسمة غير مفيدة لها إطلاقاً.


وتابع خلال حديثه لأورينت نت: "ارتفاع ألسنة اللهب في محيط غزة ومسارعة الغرب لتدارك انهيار دفاعات إسرائيل بعيد هجوم 7 تشرين الأول، جعل إيران تعيش حالة من المفاجأة والخوف، فهي رغم حاجتها للتوتر إلا أن ما جرى زاد من احتمالية تضررها.


وبما يخص الملفات التي تطمح إليها إيران من وراء ما يجري في غزة، اعتبر "تقي" أنه "حتى الآن لن تُقدم إيران على أي خطوة حتى يتبين الوضع في غزة، لكن المؤكد أنها أصبحت في موضع الاستهداف العسكري والإستراتيجي من الولايات المتحدة".

كما اعتبر الأستاذ في جامعة جورج واشنطن "رضوان زيادة"، أنه "من غير الوارد أن تقدم الولايات المتحدة والغرب تنازلات لإيران في إطار برنامجها النووي، أو العقوبات المالية المفروضة عليها مقابل عدم توسيع نطاق الحرب، لافتاً إلى أن إيران غير قادرة أصلاً على افتعال أي تصعيد في المنطقة".

 
استثمار دماء غزة


بدوره أكد رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز عباس الكعبي في حديث لأورينت نت، أن "زيادة الوجود الأمريكي في المنطقة تصب في مصلحة إيران، وأن الكثير من الدلائل خلال العقود الماضية، أكدت أن إيران وأذرعها تتحرك بجانب القوات الأمريكية"، معتبراً أن "إدراج إيران كطرف في معادلة الصراع في الشرق الأوسط وعلى وجه التحديد في فلسطين، يقود إلى ضرورة تصنيفها كطرف حاقد على العرب"، مذكراً بجرائمها في الأحواز والعراق وسوريا ولبنان واليمن.


أما عن خياراتها فيقول الكعبي: "إيران غير معنية بمآسي العرب، وهي لن تتدخل في هذا الصراع بكل الأحوال، وأبعد من ذلك هي تبحث الآن في كيفية الاستثمار في دماء أبناء غزة، لتحصيل مكاسب من الغرب".

التعليقات (2)

    الخبير رياض الهريسي

    ·منذ 6 أشهر يومين
    انها الحرب النفسية التي تشتّت انتباه العالم و التي برع فيها الاسد بشار بن حافظ و الايام القادمة نهاية الطغيان الاميركي على يد بشار الاسد

    محمد المسالمة

    ·منذ 5 أشهر 4 أسابيع
    تعال شوف الشحادة عضهر اهل غزة بالغرب اقسم بالله كله سرقات و لو المخابرات الاوربية تشتغل شغلها منيح تصادر كل الأموال اللي انلمت و توزعها عفقراء فلسطين عبر الامن المتحدة يا حرام شو شلاتية لمت مصاري و روح شوفهم يلعبون قمار و يدخنون حشيش و يركبون سيارات و تعلمم سيارات مو ملك مشان ما ينكشفون استئجار . و للغزاوي الله نايمين بالعراء حسبي الله و نعم الوكيل فيهم مهاترات حماس و لك كل شيء تشوفه بالشام و طهران زبالة مثلك مثلك تعا لعنا . السعودية و الدول العربية و العالم جمعهم بمكة و خنثم بيمين الصلح .. و البيوت اللي اتهدمت تبرعات من جميع الدول العربية و الإسلامية و العالمية و بمقدمة الدول الكويت و شعبها الشهم رغم جرح كبير تناسى اهل الخليج و ربعنا و نشامة البدو و تجاوزم الماضي و بنيم غزة من الحجر للشجر للبشر و اجا عبيد الخميني هدموها بتفويض كلاب حماس. سبعكم عوذة اطفال الأنابيب عذاا
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات