5 أسباب وراء شلل التعليم بريف دمشق

5 أسباب وراء شلل التعليم بريف دمشق

أجبرت الظروف الاقتصادية الصعبة عدداً كبيراً من المعلمين والطلاب في مدن وبلدات ريف دمشق على التخلي عن التعليم مع بداية هذا العام الدراسي الذي وُصِف بالأشد على الأهالي من الناحية المعيشية المزرية، وهو ما أصاب العملية التعليمية بحالة من الشلل، ودفع بآلاف الأطفال نحو التسرب، وبمئات المعلمين نحو السفر أو البحث عن عمل آخر.

وبحسب صحيفة "الوطن" الموالية لميليشيا أسد، فقد امتنع عدد كبير من المعلمين المكلّفين من خارج ملاك "وزارة التربية" عن التعليم هذا العام بمدارس ريف دمشق، لعدم تقاضيهم أجورهم في العام الفائت، تزامناً مع النقص الشديد في الكادر التدريسي.

وقال مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج، إن عدم توفر الاعتماد المالي اللازم هو السبب في تأخر تقاضي صرف أجر المدرسين المكلفين من خارج الملاك مستحقاتهم، مؤكداً أنه تم طلب زيادة الاعتماد من وزارة التربية "وفق الأصول" ولم يتم الصرف لحد الآن.

رواتب لا تكفي مواصلات

بدوره، قال المدرس فايز أبو فهد من مدينة دوما لموقع أورينت نت، إن مئات المعلمين الذين كانوا يأتون من العاصمة دمشق للتدريس في مدارس الغوطة الشرقية وباقي مناطق ريف دمشق عزفوا عن المجيء منذ بداية العام الحالي، والسبب هو أن تكاليف المواصلات تأخذ نصف راتب المدرس، فعليه أن يدفع حوالي 90 ألف ليرة سورية للمواصلات في الشهر، وراتبه لا يتجاوز الـ 200 ألف ليرة سورية.

وأضاف فايز أن عدداً كبيراً من الطلاب أُجبروا كذلك على ترك المدارس والتسرب بسبب عدم قدرة 50% من الأهالي في ريف دمشق على تلبية متطلبات العملية التعليمية من لباس وكتب وقرطاسية وأجور تنقل إذا كانت المدرسة بعيدة عن بلدة أو قرية الطلاب، وأوضح أن  بعض البلدات الصغيرة كما في مناطق المرج وفي القلمون الشرقي والغربي لا يوجد مدرسة في كل بلدة، وعلى الطلاب أن يدفعوا مبالغ كبيرة للسرافيس لنقلهم لمدارس خارج البلدات وهذا يفوق قدرة الأهالي في هذه البلدات الفقيرة بالأصل، وهو ما يؤدي لتسرب آلاف الطلاب.

خسائر بالكادر التدريسي

 من جهته، قال الموجّه التربوي حسان عبد العزيز من الغوطة الشرقية، إن حرب ميليشيا أسد تسبّبت بقتل وتهجير واعتقال 60 % من الكادر التدريسي الذي كان في ريف دمشق، وأضاف أن معظم المدرسين وخريجي الجامعات الذين كانوا في غوطة دمشق وداريا والتل والهامة وقدسيا آثروا التهجير على البقاء في مناطق سيطرة أسد نتيجة القبضة الأمنية والخوف من الاعتقال والواقع الاقتصادي البائس.

وكشفت وسائل إعلام نظام أسد في تقارير لها عن نقص كبير في عدد المعلمين باختصاصات محددة، وذلك بعد فرار الآلاف منهم بسبب تدني الأجور وتدهور الوضع المعيشي في مناطق سيطرة أسد رغم الإجراءات التقييدية التي تم اتخاذها لمنع تسرّبهم من العمل.

وبحسب ما نقلت صحيفة "الوطن" المحلية عن نقيب المعلمين في مناطق أسد، وحيد زعل، فإن هناك نقصاً حاصلاً في المدارس من المعلمين وخصوصاً في الاختصاصات النوعية مثل الرياضيات والفيزياء وغير ذلك من المواد النوعية.

وذكر أنه لا يمكن تحديد فيما إذا كان عدد المعلمين الذين هاجروا من مناطق أسد صغيراً أو كبيراً، مقرِّاً أن المعلمين كباقي الاختصاصات التي حدث فيها نقص مثل الأطباء والمهندسين وغيرهم.

الجدير بالذكر أن الكشف عن النقص في أعداد المعلمين في مناطق أسد  يأتي رغم الإجراءات التقييدية التي اتخذتها حكومة أسد لمنع فرار المعلمين وتسربهم، ففي آب الماضي، أصدر وزير تربية أسد "محمد عامر مارديني" قراراً  يوقف بموجبه العمل بالتفويضات الممنوحة لمديري التربية والمحافظين حول طلبات (الاستقالة أو النقل أو الإجازة غير المأجورة) للموظفين تحت أي سبب أو ظرف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات