شهر على حرب غزة.. إسرائيل تتعرض لخسائر اقتصادية وبشرية غير مسبوقة

شهر على حرب غزة.. إسرائيل تتعرض لخسائر اقتصادية وبشرية غير مسبوقة

بعد شهر كامل من حملتها الدموية على قطاع غزة، لم تحقق إسرائيل أياً من أهدافها المعلنة من الحرب والتي تمثلت بالقضاء على حركة حماس وشلّ قدراتها، أو تحرير الأسرى في القطاع، إضافة إلى تهجير سكانه المدنيين والسيطرة عليه، فيما تكبدت بالمقابل خسائر بشرية واقتصادية هائلة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ودفعت تلك الخسائر الهائلة إسرائيل لمعاقبة سكان القطاع المحاصر أصلاً، حيث كثّفت من غاراتها وقصفها على الأحياء المدنية فيه، ما أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى، وتسبب بعاصفة من التنديد والغضب حول العالم.

ورغم أنه لم تصدر حتى اليوم أيّ إحصاءات دقيقة من قبل المؤسسات الرسمية أو البحثية بسبب صعوبة ذلك مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، إلا أن تقارير أحصت بشكل أولي تلك الخسائر المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي.

مقتل وإصابة 7 آلاف إسرائيلي

تسببت عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية وحماس في 7 تشرين الأول الماضي على مواقع إسرائيل العسكرية في مستوطنات، ما يعرف بغلاف غزة، وما تلاها  من حرب شنتها إسرائيل على سكان القطاع، بمقتل أكثر من 1700 إسرائيلي قسم كبير منهم يعمل كجنود ومتطوعين في الجيش، فيما أصيب أكثر من 5 آلاف إسرائيلي بجروح في قصف للفصائل الفلسطينية في إطار ردها على المجازر الإسرائيلية المتكررة بحق أهل غزة.

كما تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية بنزوح نحو 250 ألف مستوطن من غلاف غزة، بعد خطة إخلاء حكومية حتى يتسنَ للجيش أداء عملياته العسكرية ضد القطاع بشكل يقلل فيه الخسائر البشرية.

الاقتصاد الإسرائيلي

اقتصادياً، أظهرت تقديرات أولية أن الحرب على قطاع غزة ستكلف ميزانية الدولة 200 مليار شيكل (51 مليار دولار أمريكي)، فيما قال بنك "جيه بي مورغان تشيس"، في تقرير له الأسبوع الماضي، إن الاقتصاد الإسرائيلي قد ينكمش بنسبة 11% على أساس سنوي مع تصاعد الحرب.

بورصة تل أبيب

وتراجع مؤشر (Tase35) لبورصة تل أبيب بنسبة 15%، بينما تراجعت أسهم بعض الشركات فيه أكثر من 35%، مقارنة مع إغلاق عشية الحرب.

وفقدت القيمة السوقية للبورصة ما قيمته 25 مليار دولار، قبل أن تقلص خسائرها في تعاملات الأسبوع الماضي، مع ظهور مؤشرات أولية على الخسائر المتوقعة للحرب رغم الدعم الأمريكي والغربي.

فيما تراجعت أسهم أكبر خمسة بنوك مدرجة في بورصة تل أبيب بنسبة 20%، على أثر الحرب، بالتزامن مع بيع المستثمرين أسهمهم في الشركات الإسرائيلية المدرجة، وبخاصة البنوك العاملة في السوق المحلية.

الشيكل الإسرائيلي

أما الشيكل الإسرائيلي فقد تراجع سعر صرفه أمام الدولار إلى أدنى مستوى له منذ عام 2012، ووصل إلى 4.08 شيكل، قبل أن يرتد صعوداً في تعاملات الشهر الجاري إلى متوسط 3.94 شيكل.

الزراعة 

قطاع الزراعة بدوره بدأ يترنح خلال فترة الحرب، بسبب وجود نسبة مهمة من المحاصيل في أراضي مستوطنات قطاع غزة وفي الشمال على الحدود مع لبنان.

والشهر الماضي، نقلت صحيفة "غلوبس" المختصة بالاقتصاد الإسرائيلي، عن عميت يفراح، رئيس اتحاد المزارعين الإسرائيليين، قوله إن 75% من الخضراوات المستهلكة في إسرائيل تأتي من غلاف غزة، إضافة إلى 20% من الفاكهة، و6.5% من الحليب.

العمالة

أما في موضوع القوى العاملة في إسرائيل، فقد دفع قرار الجيش استدعاء الاحتياط لزجهم في الحرب ضد غزة إلى أزمة في العمالة، إذ تم استدعاء 350 ألف موظف إلى الجيش، يمثلون ما نسبته 8% من إجمالي القوى العاملة، فيما تعطلت أشغال قرابة 140 ألف عامل فلسطيني كانوا يعملون في إسرائيل.

التصنيف الائتماني

وأواخر شهر أكتوبر، قالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني في تقرير إنها بصدد خفض تصنيفها لإسرائيل بسبب الحرب.

فيما وضعت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني إسرائيل تحت المراقبة، أما وكالة "ستاندرد آند بورز" فقد أعلنت أنها خفضت توقعاتها لتصنيف إسرائيل من مستقرة إلى سلبية.

السياحة في المنطقة

أما على الصعيد السياحي، فقالت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال "S&P"، الإثنين، إن "الحرب بين إسرائيل وحماس" ستتسبب بأضرار لقطاع السياحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأضافت الوكالة في تقرير، أن قطاع السياحة سيكون المتضرر الأكبر في لبنان ومصر والأردن، بسبب قربها الجغرافي واحتمال توسع نطاق الصراع عبر حدودها.

وتوقعت الوكالة أن يبلغ الأثر المالي لخسارة نسبتها 10% أو 30% أو 70% في عائدات السياحة في كل دولة من الدول الثلاث وفق سيناريوهات محتملة.

خسائر الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية المرتبطة بالأوضاع في إسرائيل، شهدت بورصة فلسطين تراجعاً في معظم جلساتها، ومنذ جلسة 5 أكتوبر الماضي وحتى نهاية جلسة 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تراجع مؤشر القدس بنسبة 8.5% وفق مسح أجرته الأناضول للبيانات الرسمية.

فيما تظهر بيانات الإحصاء الفلسطيني أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت لتعطل أعمال قرابة 140 ألف عامل فلسطيني من الضفة الغربية كانوا يعملون في إسرائيل، ويتلقون نحو 400 مليون دولار، معظمها يتم ضخها في أسواق الضفة الغربية، على شكل قوة شرائية واستهلاكية.

فيما وجّه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بتجميد أموال الضرائب الفلسطينية "المقاصة" التي تقدر بـ190 مليون دولار شهرياً بسبب عدم إدانة السلطة لحماس.

خسائر غزة الاقتصادية

على الطرف الآخر، تسببت الحرب الإسرائيلية "المدمرة" بمقتل وتدمير الآلاف من المدنيين والمنازل، وكان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، قد قال في تصريحات إن القطاع تكبد 3 مليارات دولار خسائر مباشرة وغير مباشرة بفعل الحرب الإسرائيلية، التي طال المنشآت التجارية والاقتصادية ومنازل المدنيين ومقار حكومية وأهلية وبنى تحتية، في تقدير أولي لحجم الخسائر.

المشافي والمراكز الصحية 

واليوم الثلاثاء، كشفت بيانات لمنظمة الصحة العالمية، أن إسرائيل نفذت 229 هجوماً على مستشفيات ومراكز رعاية صحية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة.

وبحسب بيانات منشورة على موقع المنظمة حتى 6 نوفمبر الجاري، فإن هذه الهجمات نتج عنها مقتل 509 فلسطينيين من مواطنين ومرضى وأطقم طبية، فضلاً عن إصابة 447 آخرين.

مقتل 10 آلاف مدني

وفي حصيلة الخسائر البشرية، أكد مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أن "10 آلاف قُتلوا في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، أن نحو 2 بالمئة من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين جراء الحرب.

ووفق مصادر فلسطينية رسمية فقد قتل 10 آلاف و22 فلسطينياً، منهم 4104 أطفال و2641 سيدة و48 صحفياً، وأصيب أكثر من 25 ألفاً آخرين، كما قتل 163 فلسطينياً واعتقل 2150 في الضفة الغربية.

المرافق الحيوية

وأمس الإثنين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة المساجد المتضررة من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة إلى 192 مسجداً.

وقال رئيس المكتب سلامة معروف "192 من الكوادر الطبية والصحية و32 سيارة إسعاف دمرت، و113 مؤسسة صحية لحقت بها أضرار بليغة وأخرج عن الخدمة 16 مستشفى و32 مركزاً صحياً".

وتابع: "222 ألف وحدة سكنية تضررت و10 آلاف مبنى تهدّمت كلياً و40 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال بالكامل".

وأوضح أن "الاحتلال الإسرائيلي دمّر 222 مدرسة وألحق فيها أضراراً عديدة جراء القصف المتواصل، وأخرج عن الخدمة 60 مدرسة، ودمّر 88 مقراً حكومياً منذ بدء العدوان".

وأردف: "الاحتلال ارتكب انتهاكات عديدة بحق الطواقم الحكومية والصحفية، حيث ارتقى 48 صحفياً و53 إماماً وداعية، و18 من كوادر الدفاع المدني والإنقاذ".

وتتواصل الغارات الإسرائيلية على مختلف المناطق في القطاع لليوم الـ32 على التوالي، مصحوبة بقصف مدفعي من البر والبحر.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات