مقبرة جماعية لضحايا الغارات بغزة والسعودية تستضيف قمة عربية إسلامية

لليوم الـ36 على التوالي، كثّف الجيش الإسرائيلي، غاراته العنيفة على قطاع غزة؛ ما خلَّف قتلى وجرحى واستدعى إنشاء مقبرة جماعية لاستيعاب ضحايا الغارات، في وقت تستمر فيه الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في عدة محاور ومناطق بالقطاع.

وأعلنت صحة غزة إنشاء مقبرة جماعية داخل مجمع الشفاء، لدفن نحو 100 قتيل وسط استمرار القصف المكثف على المدنيين والأحياء السكنية.

وقال مدير الصحة في القطاع منير البرش في تصريحات صحفية: "القصف لا يهدأ بمحيط مستشفى الشفاء منذ 3 ليالي، ويوجد قصف بشكل عنيف جداً كل دقيقة تقريباً بهدف التمهيد لدخول المجمع".

وأضاف: "لا نستطيع أن ندفن الموتى الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة في المستشفى، نريد أن نحفر مقبرة جماعية في الصباح داخل الشفاء لدفن 100 جثة ملقاة الآن في المستشفى".

يأتي ذلك فيما كثفت الطائرات الإسرائيلية مساء الجمعة، هجماتها ضد مستشفيات القطاع، حيث واصلت غاراتها على محيط مستشفيات "الشفاء" و"الإندونيسي" و"العودة" و"القدس" و"الرنتيسي للأطفال".

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خروج مستشفى القدس غرب مدينة غزة عن الخدمة جراء نفاد الوقود، وأضافت: "سيُحرم 500 مريض وجريح بالمستشفى من الرعاية الصحية وسيفقد المرضى في غرفة العناية المكثفة والأطفال في الحاضنات حياتهم".

انهيار القطاع الصحي

من ناحيته، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن النظام الصحي في قطاع غزة بات "على ركبتيه" في إشارة إلى وصوله لمرحلة الانهيار التام.

وقال في تدوينة على منصة "اكس": "في الـ 48 ساعة الماضية فقط، تم إيقاف 4 مستشفيات عن العمل، نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى وثلثا مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تعمل على الإطلاق".

فيما حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن حياة مليون طفل "على شفير الهاوية"، وأن الخدمات الصحية للأطفال على حافة الانهيار في جميع أنحاء قطاع غزة.

تواصل القصف الإسرائيلي

في السياق، أفادت وزارة الداخلية في غزة على منصة تلغرام بسقوط 6 قتلى وعدد من المصابين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع.

واستهدف القصف إلى جانب المستشفيات منازل المواطنين في مناطق متفرقة من غزة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وقصفت طائرات إسرائيل الحربية، ومدفعيتها عدة مواقع ومنازل في حي النصر، والشيخ رضوان، في الوقت الذي تستمر فيه المدفعية بالتوغل في مناطق شمال غرب غزة.

ودمّرت غارة إسرائيلية منزلاً مأهولاً في مخيم الشاطئ، فيما سقط قتلى وجرحى باستهداف منزل في بيت لاهيا ومنزلين بمخيمي جباليا والبريج في غزة.

قمة عربية إسلامية مشتركة

وبالتزامن مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، أعلنت وزارة الخارجية السعودية، مساء الجمعة، عقد القمتين العربية والإسلامية في قمة واحدة مشتركة اليوم السبت، بالرياض، لبحث التطورات في غزة.

وأفادت الخارجية السعودية التي تترأس بلادها الرئاسة الدورة للقمّتين، بأنه "تقرّر عقد قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية) بشكلٍ استثنائي في الرياض اليوم السبت".

وأوضحت أن توحيد القمّتين "استجابةً للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة، وبعد تشاور المملكة العربية السعودية مع جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي".

مفاوضات إطلاق أسرى في غزة

والجمعة، قال مصدر مطّلع لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن هناك تقدماً "على نطاق كبير" في مفاوضات صفقة قد تؤدي إلى إطلاق سراح أسرى إسرائيليين في قطاع غزة.

وأضاف المصدر أن "هناك تقدماً على نطاق كبير في صفقة إطلاق سراح أسرى إسرائيليين في غزة، قد تؤدي للإفراج عن قرابة 100 منهم".

وادّعى أن "التقديرات تشير إلى أن عائلات في قطاع غزة تحتجز أسرى إسرائيليين".

جاء ذلك بعدما جدد متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنذاره لأهل غزة وطلب منهم النزوح نحو الجنوب "من أجل سلامتهم"، على حد زعمه.

ومنذ 36 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً جوية وبرّية وبحرية على غزة "دمّر خلالها أحياءً سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11,078 فلسطينياً بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسناً وأصاب 27,490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.