غزّة.. حصار المشافي يتواصل وإسرائيل تتكبد عشرات القتلى في أسبوعين

غزّة.. حصار المشافي يتواصل وإسرائيل تتكبد عشرات القتلى في أسبوعين

لليوم الـ39 يواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة الذي تعرض شماله لأحزمة نارية من الطيران الحربي والقصف المدفعي على مدار الليلة الماضية، فيما حاصرت دباباته مستشفيات غزة وفي مقدمتها مشفى الشفاء، وذلك على وقع استمرار المعارك مع الفصائل الفلسطينية، ما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 47 قتيلاً.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين خلال المعارك الدائرة مع الفصائل الفلسطينية، ما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 47 قتيلاً منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال الجيش في بيان "قُتل جنديان يوم الإثنين خلال القتال في قطاع غزة. وهما الرقيب أول روي ماروم (21 عاماً) من رعنانا، والرائد راز أبو العافية (27 عاماً) وهو جندي احتياط من ريشبون".

وأضاف: "كما أصيب مقاتل احتياطي، وعنصر دائم من الكتيبة 605 بجروح خطيرة في معارك شمال قطاع غزة".

وتابع: "أصيب مقاتلان من الكتيبة 299، واللواء 300، بجروح خطيرة نتيجة سقوط صاروخ مضاد للدبابات بالقرب من المنطقة الزراعية".

ووفق البيان "تم إجلاء المقاتلين لتلقي العلاج في المستشفى، وتم إبلاغ عائلاتهم".

استمرار القصف

في غضون ذلك، تواصل القصف الإسرائيلي العنيف في مناطق مختلفة من قطاع غزة، وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين في مخيمي جباليا وخان يونس.

وارتفع عدد قتلى قصف منزلين بخان يونس في غارات إسرائيلية استهدفتهما جنوب القطاع إلى 13 قتيلاً، فيما قتل وأصيب العشرات بقصف مماثل طال منزلاً في بني سهيلا شرق خان يونس.

كما أعلنت وزارة الداخلية في غزة، الإثنين، سقوط "شهداء وجرحى" إثر قصف إسرائيلي استهدف بناية سكنية بحي "الخلفاء"، وسط مخيم جباليا شمال القطاع.

تواصل الاشتباكات

يأتي ذلك بينما لا تزال الاشتباكات في عدة مناطق داخل قطاع غزة مستمرة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي الذي أعلن مقتل عدد من جنوده مساء الإثنين.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن اشتباكات ضارية دارت مساء الإثنين بين كتائب القسام وقوات الجيش الإسرائيلي في بيت حانون شمال قطاع غزة.

فيما أعلنت كتائب عز الدين القسام استهداف وتدمير 12 آلية عسكرية إسرائيلية بقذائف "الياسين 105″، بينها ناقلة جند و7 دبابات غرب غزة وشمال بيت حانون.

بدورها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين إنها قصفت حشوداً للجيش الإسرائيلي في أحراش مستوطنة كيسوفيم بعدد من قذائف الهاون، فيما دوّت صفارات الإنذار في نيريم ونير عوز بغلاف غزة.

مناوشات مع ميليشيا حزب الله

في السياق، قالت ميليشيا حزب الله إنها استهدفت موقع المالكية "بالأسلحة المناسبة أثناء قيام العدو الإسرائيلي بإعادة تحصينه".

من جانبه، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن الجيش رصد عمليات إطلاق نار من لبنان على مواقع قواته قرب الحدود في منطقة المالكية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي ليل الإثنين/الثلاثاء، اعتراض عدة صواريخ أطلقت من الأراضي اللبنانية على إسرائيل، وسقوطها جميعاً في مناطق مفتوحة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "عدة صواريخ أطلقت من الأراضي اللبنانية على إسرائيل في وقت متأخر من يوم الإثنين، واعترض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي أحدها. وسقطت جميع الصواريخ الأخرى في مناطق مفتوحة".

وأضاف البيان أن "إسرائيل هاجمت البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان في وقت سابق من يوم الإثنين، رداً على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، حيث تم تدمير عدة مواقع عسكرية في الغارة على أهداف تابعة لحزب الله".

من جانبها، قالت وكالة الإعلام اللبنانية في بيان مقتضب، إن "مسيّرة معادية نفذت قرابة الحادية عشرة هذه الليلة، عدواناً جوياً إذ استهدفت أطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل (بمحافظة النبطية جنوبي لبنان) بصاروخ".

ووفق الوكالة، فإن الجيش الإسرائيلي "استهدف أيضاً منطقة اللبونة جنوبي الناقورة إضافة إلى إطلاق للقنابل المضيئة كما استهدف الأطراف بين بلدتي الناقورة وعلما الشعب".

وأضافت: "ثمة قصف مدفعي استهدف الأطراف بين بلدتي الجبين وطير حرفا".

حصار المستشفيات

وشهدت الأيام الثلاثة الماضية حصاراً مكثّفاً من القوات الإسرائيلية ضد أغلبية مستشفيات شمال قطاع غزة، في ظل غياب تام لمقوّمات الحياة من ماء وغذاء ونفاد احتياطات الوقود.

وتقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى أبواب مستشفى الشفاء، المستشفى الرئيسي في مدينة غزة، وهو هدف رئيسي في معركة السيطرة على النصف الشمالي من القطاع.

وقال الطبيب الجراح بالمستشفى أحمد المخللاتي لرويترز "الدبابات أمام المستشفى. نحن تحت حصار شامل. هذه منطقة مدنية بالكامل. يوجد فقط مرافق المستشفى والمرضى والأطباء ومدنيون يقيمون في المستشفى. يجب على أحد (المسؤولين) إنهاء هذا الوضع".

بدوره، قال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، يوسف أبو الريش، الإثنين، إن مئات جثامين القتلى "متكدسة" في ساحة مستشفى الشفاء الطبي المحاصر، ما ينذر بـ"وباء وكارثة حقيقية".

فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الإثنين، توقف قافلة المركبات المخصصة لإخلاء المرضى والطواقم الطبية من مستشفى القدس، في المحافظة الوسطى، نتيجة "خطورة" الأوضاع في محيط المستشفى.

وتفيد الأمم المتحدة أن نحو عشرة آلاف فلسطيني من مرضى وطواقم ونازحين من القتال، يوجدون في موقع مستشفى الشفاء وقد يكون العدد أكبر بحسب مسؤولين محليين. وحذرت منظمة "أطباء بلا حدود" عبر منصة "إكس" من أن "الوضع خطر للغاية وغير إنساني".

كارثة إنسانية

في السياق، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش، لجنة التحقيق الدولية المستقلة والمحكمة الجنائية الدولية التحقيق في ما يجري في غزة.

وقالت إنه يجب على الحكومة الإسرائيلية إنهاء الهجمات على المستشفيات.

فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) جميع سكان غزة ضمن الفئات التي تعاني من "انعدام الأمن الغذائي".

وقال شو دونيو المدير العام للمنظمة في بيان ليل الإثنين/الثلاثاء على الموقع الرسمي للمنظمة، إن "المنظمة تعتبر أن جميع السكان المدنيين في غزة يعانون في هذه المرحلة من انعدام الأمن الغذائي".

وأضاف قائلاً: "يعد توفير الماء والغذاء والدواء والوقود من الأولويات العاجلة والبديهية لتخفيف المعاناة الإنسانية، ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى أهمية المساعدات الزراعية الطارئة من أجل البقاء".

وتفيد الأمم المتحدة أن 1,6 مليون شخص من أصل 2,4 مليون عدد سكان قطاع غزة، نزحوا جنوباً منذ بدء الحرب.

ولا تزال المساعدات تدخل ببطء إلى قطاع غزة عبر مصر وبكميات غير كافية بتاتاً بحسب الأمم المتحدة، فيما تمكن أكثر من 550 مواطناً أجنبياً أو يحمل الجنسية المزدوجة من الخروج بحسب مصادر فلسطينية.

الإفراج عن الأسرى

على نحو منفصل، قالت كتائب القسام، إنها مستعدة للإفراج عن نحو 70 من النساء والأطفال المحتجزين في غزة مقابل هدنة لخمسة أيام في الحرب.

فيما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع أنه سيكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة لنحو 5 أيام مع تبادل "الرهائن" والأسرى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات