أهمية دور النقابات في انتفاضة السويداء.. وما هو المرتجى؟

أهمية دور النقابات في انتفاضة السويداء.. وما هو المرتجى؟

بدأ حراك نقابة المحامين منذ بدايات الثورة في محافظة السويداء، وتعرّض بعض المحامين الأحرار للمساءلة الأمنية والاعتقال، وفي بعض الأحيان تم التهديد بالتصفية. 

وفي بلد يحكمه البعث والأمن لا يوجد قضاء مستقل، فكل مفصل في الجسم القضائي هو اختيار أمني يضمن المهمة الوظيفية للشخصية الحقوقية.  

وبات من المعروف تماماً أن قضايا كبرى متعلقة بجرائم متنوعة أخفاها القضاء، لتبقى البلاد ملاذاً للعصابات المأجورة ومنطقة لتصنيع وتصدير وترويج المخدرات.

وهناك قضايا متعلقة بالتعدّي الجائر على الأحراش التي أصبحت أرضاً متصحّرة، بسبب تجارة الأخشاب والتدفئة والتي تولتها شخصيات مشبوهة ونافذة، ناهيك عن بيع الأراضي لصالح إيران عبر التزوير في الملكية والسجلات العقارية. 

والأمر وصل إلى حد أن شخصيات معينة تقوم بهذا وسيُعلن عنها في وقت معين، كل ذلك وأكثر، شهده الأحرار من النقابة ووثقوه واستنكروه، وخرجوا على مدى سنوات الثورة معلنين موقفهم منددين بالفساد والمفسدين وقدّموا دائماً مشاريع للتغيير كانت غاية في الأهمية والمسؤولية المسلكية.

ولما قامت انتفاضة السويداء كان المحامون الأحرار في مقدمة المنتفضين لوعيهم أن الثورة في أحد أهم مساراتها هي تغيير جذري للقوانين الملتبسة وسعي لوضع البلاد في ظل قانون عام أو ما يعرف بالدسترة، وليس ذلك فحسب، بل الأمر متعلق بعرض قضيتنا العادلة حقوقياً في المحافل الدولية. 

وكانت تقدّمت نقابة المحامين بأعدادٍ فاقت التوقّع وهي تحمل علم الثورة بتطبيق قوانين أممية متعلقة بالعدالة والإفراج عن المعتقلين والمغيّبين قسرياً ومطالبة المجتمع الدولي بمسؤلياته. 

و أما النقابة الثانية التي دخلت ساحة التظاهر كانت نقابة المهندسين والأحرار منهم، وقد كان أعضاء النقابة الأحرار على الدوام يظهرون مفاسد تجار البناء المرتبطين بالسلطة والأمن وتجاوزات الاعتداء على آثار لسويداء القديمة.  

وأما نقابة المعلمين الأحرار فأبلت حسناً بدخولها الجريء الذي بيّن تهافت وتهتك العملية التربوية، من ألفها إلى يائها، وتدخّل الأمن بالمناهج والأنظمة المدرسية، وأقلّها ترديد شعارات لحزب البعث وإجبار الطلاب والكادر التدريسي على الخروج في مظاهرات موالية، تحت طائلة الفصل من الوظيفة، ولا يغيب أبداً عمل الأمن في التعيينات ومراقبة المعلمين، والتقصير إلى درجة التجويع في حقوقهم المعاشية.

ولكن الذي نريده من ذكر النقابات هو أمر في غاية الأهمية، متعلّق بتطوّر الحراك وانتقال التظاهر إلى مرحلة مؤسسات منظمة، تبشر بتفهم الحراك لعملية تتجاوز التعبير وتأخذ بزمام المبادرة في العمل البناء القائم على التخطيط والمنهجية، ما يعني أنقلاباً على ما أراده البعث من النقابات كمراكز رديفة للأمن ومرتع للوساطة والرشوة.

إنه إعلان يقضي ببداية الوعي للدور المحوري الذي تقوم فيه النقابات نضالياً ومطلبياً وعملياً، والملفت أن النقابات دخلت الساحة غير آبهة بأي تهديد، وتملك شجاعة منقطعة النظير لتقف لوقت طويل في الساحة، منددةً مطالبةً ومبادرةً في التقويم والعمل على كل المستويات، ولأول مرة تكون النقابات تمثل نفسها عبر اختيارها عن طريق الحرية، بعد نحو 3 أشهر.

بلغنا هذا النضج وسيأتي وقت تخرج فيه كل النقابات لتلاقي مشروع سورية الحرة على مفترق الوضع الإقليمي والدولي والمحلي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات