بناها رفعت الأسد الشقيق الأصغر لحافظ الأسد على المنطقة العقارية ذات الرقم 3603 والتي تعود ملكيتها السابقة لأهالي معضمية الشام منذ الأزل وتسمى " البلان "، وكان مزارعو المعضمية يستغلونها بزراعة القمح. الموقع الاستراتيجي لهذه الأرض جعلها محط أنظار رفعت الأسد الذي عمل على زرع بؤرة علوية موالية له على تخوم مدينة دمشق، لتكون مساكن خاصة لضباط سرايا الدفاع المؤلفة من 50 ألف جندي وعائلاتهم.
مساكن السومرية.. بؤرة علوية موالية لرفعت الأسد..
ضباط سرايا الدفاع لم يكن لهم أي تبعية للجيش السوري ولا لحافظ الأسد بل لرفعت مباشرة، وكانت من أقوى الفرق العسكرية دعماً وتدريباً، تخضع لأوامر رفعت الأسد بين عامي 1966 – 1984 وهي مسؤولة عن المجازر المرتكبة في حماة بين عامي 1978 – 1982 وعن مجزرة سجن تدمر الصحراوي عام 1981. وسمي هذا التجمع بالسومرية نسبة لسومر الأسد ابن رفعت، وبعد خروج هذا الأخير مطروداً من سوريا، نتيجة سعيه للانقلاب على أخيه الدكتاتور الراحل حافظ، بقيت عوائل الضباط والمتطوعين التي سكنت السومرية تقيم فيها، حاول حافظ الأسد آنذاك أن يخرجهم ويعيدهم إلى قراهم، لكنهم رفضوا وهددوه بانقلاب وباستعمال السلاح الموجود معهم ضده, فعدل عن رأيه مُكرهاً وبقيت هذه المنطقة مع نوع من التمرد على حكم الأسد، وكانت مستنقعاً لكل المفاسد، ومرتعاً للمرتزقة وبائعي المخدرات والممنوعات، لكن مع اندلاع شرارة الثورة ضد حكم الأسد غلبت عليهم طائفيتهم واعتبروها حرب بقاء، فمالوا للدفاع عن الحكم الأسدي الذي سمح لهم بتكوين هذه البؤرة فبقي في المساكن من حمل السلاح ضد الشعب السوري وهم الأكثر، أما من رفض المشاركة في إخماد الثورة عاد إلى قريته في جبال الساحل.
تقسيمات تشبيحية تتبع للمخابرات والفرقة الرابعة والحرس..
سلّح الأسد من بقي منهم داخل المساكن بأفضل أنواع الأسلحة وبكميات كبيرة موجودة دائما وتحت الطلب ليكونوا سندا له في إطفاء شعلة الثورة, ونظم هؤلاء أنفسهم في لجان شعبية مؤلفة من أبناء الضباط والضباط المتسرحين، بالإضافة إلى ضباط كرسوا أنفسهم للتشبيح وقسموا أنفسهم ثلاثة أقسام: القسم الأول منهم يتبع للمخابرات الجوية التي تكفل دعمه وتنظيمه وإمداده بالسلاح, أما القسم الثاني فيتبع للفرقة الرابعة وهي تتكفل بكل ما يحتاجونه، والقسم الثالث ينظم أموره وإمداده بالسلاح الحرس الجمهوري, بالإضافة إلى مجموعة من المدنيين العلويين الذين تسلحوا وهم لا يتبعون لأي من التنظيمات السابقة، يقومون بمهمات مؤازرة للأقسام سابقة الذكر.
سوق للبضائع المنهوبة من بيوت "السنة"!!
كل قسم من الأقسام مؤلف من مجموعات, وكل مجموعة مؤلفة من 15 شخصاً (واحد منهم قائد والبقية عناصر)، للمساكن أبواب لايمكن لأحد أن يدخل إليها إلا من أحد هذه الأبواب, الباب الأول من الجهة الجنوبية المجاورة لكراجات السومرية والباب الثاني من الجهة الشمالية المطلة على طريق بيروت، وفيها سوق تجاري "للشبيحة" يتميز بأسعاره الرخيصة والمنافس لكل أسواق دمشق يسمى بسوق "السنة" وسبب رخص أسعاره أن كل البضائع الموجودة فيه مسروقة من الأماكن التي داهمها شبيحة هذه المساكن في دمشق وريفها الغربي.
التعليقات (12)