يوميات سورية: غضب صلاح الدين وضآلة جمال باشا السفاح!

يوميات سورية: غضب صلاح الدين وضآلة جمال باشا السفاح!

السبت 27-4-2013

فشل المنجمون ومفسرو الأحلام في تفسير الحلم (الكابوس) الذي فاجأني منذ يومين، وفيه رأيت القائد الكبير صلاح الدين الأيوبي يغادر مدفنه المعروف بجوار الجامع الأموي، وعلى وجهه تبدو ملامح الغضب الشديد، وكان يصرخ بصوت عالٍ معبراً عن غضبه الشديد من الوافد الجديد الذي تم دفنه الى جانب ضريحه، وتسبب في إقلاق راحته الأبدية، التي لم يؤرقها أحد منذ وفاته في 4/آذار/عام 1193، حيث لم يجرؤ أحد على مشاركته مقامه المعروف باسمه، إلى أن تم دفن الشيخ البوطي إلى جوار ضريحه، وسبب غضب القائد الأيوبي ليس ضيقه من دفن من لم يدانيه في المقام، بل بسبب قيام الوافد الجديد بالحديث بشكل دائم عن إنجازات (الحركة التصحيحية المجيدة) مما تسبب في حالة القلق التي إنتابت قائدنا الكبير وإضطراره إلى مغادرة ضريحه، لكن المفاجاة التي كانت بانتظارالقائد الأيوبي هي عندما تم إيقافه عند أحد الحواجز، ومن ثم تم إعتقاله وإحالته الى المحكمة بتهمة تحرير القدس .

المفاجأة الأكبر التي واجهها كانت بانتظاره في القاووش الذي تم احتجازه فيه حيث شاهد مؤسس الدولة الأموية الخليفة معاوية بن أبي سفيان مشبوحاً على الجدار، ويقوم عنصر يرتدي عمامة سوداء بجلده بهراوة غليظة والدم ينزف منه، وهنا إستيقظت مرعوبا من النوم على صوت دوي إنفجار كبير من مكان بعيد، ولازلت أبحث عن تفسير لهذا الكابوس رغم أنني قمت بالإتصال ببعض المنجمين من أمثال كارمن شماس، وميشال الحايك ، وماغي فرح إلا أنهم كانوا يغلقون هواتفهم فور سماعهم حكاية الحلم (الكابوس) الذي شاهدته، دون أعرف سبب ذلك!!

الأربعاء 1/5/2013

تم تزويد الحواجزالأمنية المنتشرة في كل شوارع المدن والأرياف السورية والطرق الواصلة بينهما بأجهزة قراءة الباراكود لتخزين كل المعلومات المثبتة على الهويات الشخصية، وأصبح على المواطن تقديم هويته لعدة حواجز في كل مشوار ليتم تخزين صورة عن المعلومات الواردة فيها ، لذا أقترح أن تقوم السلطات المعنية بوضع لصاقات الباراكود على جبين كل مواطن ومواطنة تتضمن السيرة الذاتية لكل شخص، كما أطالب بتطوير جهاز الباراكود ليتمكن من الدخول إلى الرأس وقراءة الأفكار ومعرفة النوايا، وبهذا يمكن توفير نصف موازنة الدولة المخصصة لكتاب التقارير والمخبرين. وقد أدى إستعمال الباراكود الى إزدحام عشرات السيارات وباصات النقل الخاص والعام على شكل صفوف طويلة بعضها يصل لأكثر من مئتي متر وعلى عرض الشارع بأرتال تقف إلى جوار بعضها البعض بحوالي أربع حارات، وأصبح على المواطن أن ينتظر لأكثر من نصف ساعة أمام بعض الحواجز، ولايستثنى من ذلك الكبار والصغار وحتى النساء الذين يحملون أطفالاً رُضع.

رحلة الانتقال من البيت إلى العمل أو حتى الخروج لتأمين حاجات العائلة الغذائية أصبحت رحلة شاقة يواجهها السوريون كل ساعة وكل يوم، الجميع يعتبر أن هذه الإجراءات لم ولن تستطيع توفير الأمان أو توقف العنف، ومن غير المعقول أن يقوم أي مجنون أو أحمق بحمل أي سلاح حتى لو كان سكيناً لتقشير الفواكه ثم يقوم بركوب وسيلة نقل عامة يعلم أنها ستتعرض للتفتيش الدقيق من قبل عشرات الحواجز في الذهاب والإياب، والمضحك في الأمر أن عناصر الحواجز تستثني أصحاب السيارات الخاصة من إجراءاتها، وتكتفي بالإطلاع على هويتهم الشخصية دون تفتيش سياراتهم، ويبقى الناس الذين يستعملون وسائل النقل العامة بنظر عناصر الحواجز هم مصدر الشك والريبة، وكل مواطن مشبوه حتى يثبت العكس!

الجمعة 3/5/2013

اليوم 3 أيارهو اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، وتم تكريس هذا اليوم للاحتفال بحرية الصحافة وتذكيرالحكومات بضرورة احترام الحريات وتنبيه الصحافيين بأهمية التقيد بأخلاقيات المهنة والمصداقية والإنحياز لرغبات الجمهور في المعرفة والإطلاع على الحقائق كما هي، وقد شاركت معظم الوسائل الإعلامية حول العالم في إحياء هذه المناسبة، وكما هو متوقع غابت المناسبة هذا العام كباقي الأعوام السابقة عن الإعلام السوري الذي يعتبر نفسه المالك الحصري للحقيقة، ولا يتورع عن إتهام كل وسائل الإعلام في العالم بالكذب والفبركة، .ويشن حرباً شعواء ضد الصحافة العربية والعالمية، علماً أن حرية الصحافة في سورية سجلت مؤشرا متدنياً . وجاء في التقريرالسنوي لمنظمة (مراسلون بلا حدود ) عن عام 2013 أنّ سوريا من أكثر الدول قمعاً لحرية الإعلاميين، ولم يسبقها إلى ذلك سوى (تركمانستان وكوريا الشمالية وإريتريا). ونشرت سابقاً معلومات تؤكد أنّ حوالي 56 صحافياً وناشطاً إعلامياً قتلوا منذ بداية «الثورة» في سورية ، وأن العنف تجاه الصحفيين سجل ارتفاعاً نسبته إلى مايجري في سورية منذ 26 شهراً ، وأوردت المنظمة في تقريرها إلى مايشير إلى أوضاع عدد كبير من الإعلاميين المعتقلين من قبل النظام، وأهمهم رئيس «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» مازن درويش ورفاقه الذين قضوا أكثر من عام في الاعتقال، وأشارت إلى الصحافية شذى المداد ومهند عمر اللذين يعتقلهما النظام منذ وقت طويل. وقد مثلت المداد أمام محكمة الإرهاب، وقرر القاضي الإبقاء على إيقافها.

السبت 4/5/2013

الآن لم يبق أمام السوري الذي هرب من مدينته إلى مدينة أخرى بحثا عن الأمان سوى العودة إليها مرة أخرى بعد أن أكتشف أن الموت الذي هرب منه يلاحقه أينما اتجه، المدينة التي هاجر إليها يلاحقها الموت، الطرق كلها أصبحت مسدودة، مدخراته نفدت، الغلاء يخنقه، لم يعد قادراً على دفع آجار البيت المفروش لمالك البيت الجشع الذي رفع بدل آجار بيته إلى أرقام فلكية، حتى طريق العودة إلى مدينته لم يعد آمناً، بيته الذي سيعود إليه أصبح أنقاضاً، ينظر إلى وجوه أطفاله، يقرأ فيها الإنكسار، حتى السماء أغلقت أبوابها ولم تعد تستجيب لدعائه: طريقك مسدود يا ولدي، مسدود مسدود!!

الإثنين 6/5/2013

في 6 أيار 1916 أعدم جمال باشا السفاح 21 مناضلاً وطنياً في سورية ولبنان ، منهم سبعة شهداء في دمشق ، وتم إطلاق اسم (ساحة الشهداء) على ساحة المرجة بدمشق، وعلى ساحة البرج في بيروت، ومنذ عام 1937 تم تكريس السادس من أيارعيداً وطنياً للشهداء في البلدين .

ما فعله جمال باشا السفاح أواخر أيام العثمانيين لا يقارن بما يجري في سورية الآن، حيث تجاوز عدد الشهداء المائة ألف، والعدد في ازدياد مع ارتفاع عدد المجازر الجماعية التي لم تخلُ منها مدينة سورية. ترى كم عيداً للشهداء نحتاج لتخليد هذا العدد المتزايد من شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم فداء له، ومن أجل أن يتمتع السوريون بالحرية والديمقراطية، وكم ساحة للشهداء تكفي لتكريمهم ؟ وكيف تبدو صورة (السفاح) على قتامتها التاريخية المتوارثة في مرآة جرائم أخرى؟!

في كل شارع، وفي كل حي، وفي كل مدينة وقرية على امتداد مساحة سورية، أصبح لدينا قتلة وشبيحة أكثر إجراماً ودموية من جمال باشا السفاح، مع فارق بسيط، أن جمال باشا كان تركياً عثمانياً نلعن جدوده وأحفاده كل يوم، والذين يقتلون السوريين يومياً ويدمرون سورية يحملون الجنسية السورية!

التعليقات (3)

    ثائر

    ·منذ 11 سنة يوم
    لا يا حضرة الكاتب .. السوريين لا يلعنون جدود واحفاد جمال باشا كل يوم ! فإن كان هو سفاح فما ذنب جدوده واحفاده !!!!!!!!!!!!!!!! تركت بشار وحافظ وكل سلالة الأسد ولحقت جمال باشا وأحفاده وأجداده !!!!!!!!!

    سوري اصيل

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    فشرت انت واحلامك وكوابيسك بدي اعرف حتى الواسطات وصلت عالاورينت نيوز حتى يحطوا واحد متلك ياخد زاوية ويكتب يلي بدويا

    أبو الروض

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    أستاذ صبري.. مقالك جميل والتفاصيل التي ترصدها مكتوبة ببساطة وصدق وذاكرتك التاريخية تشعف الحاضر
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات