ندمان يا سيدي!!

ندمان يا سيدي!!

كل شيء كان مرتباً بإتقان، اللقطة العامة كانت فخمة ومتقنة للغاية، النافذة بإطلالتها الرائعة تظهر كأنها حقيقية، لقطته الخاصة ومن خلفه العلم رمز الصمود، كرسي الرئاسة الذي يعشقه، ربطة العنق تبدو من أفضل الماركات العالمية، الولد سر أبيه يختارها بنفسه.

لقد كانت تزيد ثقته بنفسه بمثل هذه المناسبات لكنها بالفترة الأخيرة تعامله بإزدراء، ما أسخف النساء كل ذلك من أجل صورة، ابتسم كزير نساء مغرور، كيف لو علمت ببقية المغامرات، غابت الإبتسامة عن وجهه عندما تذكر آخر محاولاته الفاشلة، تبا لأميركا حتى حبوبها الزرقاء اشتركت بالمؤامرة، على كل حال ليس بحاجة ثقتها، هو يعرف مدى حبهم له حتى لو ناداه سيدهم بخطابه الأخير ( بالرجال حاف ) دون أن يذكر مقام معاليه أو حتى أن يحترم شيبة والده الخالد، لكنها صفة تمناها دائما بينه و بين نفسه، اجتاحه شعور غريب، لم يعد يشعر بالإرتياح، بدت له تلك المذيعة واثقة من نفسها أكثر من اللازم بضحكتها الصفراوية الخبيثة، هنالك شيء مريب، لم يعد يستطيع الجلوس لوقت طويل، على الرغم من أن طبيب القصر وصف له أفضل المراهم العلاجية ووضع بيده الكمية المناسبة، فكر للحظة: صحيح أنني لا أمتلك هيبة والدي ورأسه الكبير وقدرته على الجلوس الطويل لكنني أفوقه ثقافة، تحدث مطولا عن السيادة الوطنية وحب الشعب له، عندما فاجأته مقاطعه بطريقة قاسية لم يكن يتوقعها، تذكر الولي الفقيه، إبتلع الألم بغصة، ما ذنبها إذا كان الكرسي أقسى من المعتاد، بدا له أن صناعة الأدوية في روسيا لم يكن ( شغل تقوى) بتاتاً، تباً للعملاء لم يكن أحد يجرؤ، حتى هي لم تكن تجرؤ لولاهم، كيف لسيادة الوطنية أن تستمر؟ من سيرعى مصالح صديقي بوتين، أسئلة راودته فجأة، هو أيضا أصبح يعاملني بقسوة، حتى أنه لم يرد على اتصالي أو يطمئنني عن مصيري بجنيف الثاني، ( صغيري يا كبير ) قرئها بعينه على أحد حواجز جيشه، عادت ثقته بنفسه ترتفع تدريجيا، شرد لوهلة، هم أيضا خذلوه، سنتان و أكثر ولم ينفذوا وعدهم، كبيري ما صغيري رن في ذهنه صوت ابنه ينادي الخادمة راكضا إلى الحمام، قال مستدركا من حيث المبدأ، نحن سنعود للوطن وهم إلى فنادق الخمس نجوم، تذكر رامي فجأة، لم تعد الأمور كالسابق، شوقه للفنادق و للإحترام زادت اصفرار وجهه، شعرت بتوتره عندما تحرك بألم، كأنه لم يعد يستطيع الجلوس أكثر، ما هذا الكرسي القاسي اللعين، قالت مبتسمة بثقة : يقاتل السيد الأعداء لأجلك، أشاح بنظره كطفل يتيم أمام زوجة أبيه الحيزبون، شعر أن العلاج بحاجة إلى وجع، الأمر لم يعد بيده، آه يد الغريب قاسية، تمتم بصوت منخفض لم يسمعه أحد، ندمان يا سيدي الشعب.

التعليقات (5)

    اب خالد

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    احلى همام واحلى شكيل اونيل الحمصي كلو كوم والحيزبون كوم تاني هههههههههه

    ابو الحروف

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    فناااااااااااااااااااااااااااااااااااااان يا سيدي

    حسيب- الجزء الثاني

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    ألم تلاحظ أن المذيعة مشذبة الحاجبين ؟ هل في ذلك إيحاءات فارسية ؟!! والله وأنا ندمان يا سيدي خالد بن الوليد لم أستطع أن ادافع عنك ..

    منى إم شام

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    جميلة جداً

    فراس

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    قصة معبرة جداً و بالصميم
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات