بعد انطلاق ثورة الحرية والكرامة في سوريا، تغيب الأسد عن الظهور وتأخر في إلقاء الخطاب "التاريخي" الذي سيتحدث فيه عن الوضع الداخلي أسوة بمن سبقه من زعماء مخلوعين أو متنحين أو هاربين أو مقتلوين في بلدان الربيع العربي. ظهر الأسد في 30 آذار من العام 2011 أي بعد انطلاق الاحتجاجات في مدينة درعا بـ 15 يوماً، ليقف على منبر مجلس الشعب ويتحدث وكأنه في عالم آخر ويضحك ويسمع قصائد الغزل من المصقفين. ضحك الأسد وأخذ يلقي النكات، رغم أن دماء عشرات الشهداء لم تجف بعد، ممن قتلهم عناصر أمن ومخابرات النظام. ويرى الكثيرون أن هذا الخطاب الكارثي كان الوقود الحقيقي لانتشار الاحتجاجات على الرقعة السورية كانتشار النار في الهشيم!
توالت خطابات الأسد ولقاءاته التلفزيونية، وبسبب ضحالة أفكارها، لم تكن تشد الناس لمضمونها، بل إن ما كان يشغل وسائل الاعلام بعد كل خطاب أو مقابلة هو طول مدتها الزمنية ورصد مكروراتها، وتعداد كلمات مثل "المؤامرة، الارهاب، العصابات المسلحة، التآمر، المتأمرين، الخط الممانع، الاصلاح، العصا السحرية"، وغيرها من المفردات المهترئة.
ومن الملاحظ أنه بعد كل خطاب أو مقابلة يجريها الأسد، تزداد وحشية قواته وشبيحته، حتى أن أحد المجازر المروعة ارتكبت في ريف دمشق بتاريخ الأول من آب هذا العام بالتزامن مع كلمته المطبوعة بمناسبة عيد الجيش العربي السوري "كتائب الأسد".
واليوم من المقرر أن تبث قناة روسيا اليوم التي يصفها الكثيرون بقناة الدنيا الروسية، مقابلة تلفزيونية مع الأسد بث منها مقاطع يتحدث فيها هذا الأخير عن الويلات التي سيجرها أي تدخل عسكري في سوريا على المنطقة والعالم بأسره "ربما يقصد تصنيع أعاصير كساندي وتوجيهها نحو عواصم العالم!!". المقطع الذي عرضته القناة كنوع من الدعاية للمقابلة يهدد ويتوعد فيه الأسد المنطقة والعالم بطريقة تشبه تهديدات شبيهه الراحل معمر القذافي والذي قال ستكون ليبيا "نار حمرا وجمر ".
وفيما يللي محاولة لتتبع خطابات وحوارات ومقابلات الأسد منذ اندلاع الثورة السورية وحتى هذا اللقاء على قناة روسيا اليوم:
- "قبل الثورة بأسابيع" مقابلة مع صحيفة (وول ستريت جورنال) بتاريخ /31 /كانون الثاني /2011/. تحدث فيها الأسد عن مناعة سوريا تجاه الربيع العربي، وعن اطمئنانه من أن المد الثوري لن يصل إلى دمشق أبداً.
- أول خطاب لبشار الأسد في 30/آذار / 2011 بعد بدء الاحتجاجات على نظامه في منتصف الشهر ذاته.
- كلمة متلفزة أمام الحكومة السورية الجديدة التي أسندها إلى عادل سفر وزير الزراعة في الحكومة المقالة بتاريخ 16 نيسان 2011.
- كلمة على مدرج جامعة دمشق في 20/ حزيران /2011 بحضور ما قيل أنه حشد من أساتذة الجامعات السورية وطلابها.
- كلمة للقوات المسلحة في عيد الجيش 1 /آب /2011 وهي كلمة مطبوعة.
- حوار مع التلفزيون العربي السوري بتاريخ 21/آب/ 2011.
- مقابلة مع التلفزيون الروسي القناة الأولى بتاريخ /30/ تشرين الأول/2011/.
- خطاب بشار الأسد على مدرج جامعة دمشق بتاريخ /10/ كانون الثاني/2012/.
- مقابلة بشار الأسد مع تلفزيون 24 الروسي بتاريخ /16 /أيار /2012/
- خطاب أمام مجلس الشعب بتاريخ /3/ حزيران /2012/
- كلمة للحكومة الثانية التي تكلف بها رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب بتاريخ /26/حزيران /2012/
- مقابلة القناة الرابعة الإيرانية بتاريخ /28 /حزيران/2012/
- مقابلة مع التلفزيون الألماني في تموز 2012
- مقابلة مع صحيفة جمهورييت التركية بتاريخ /3/ تموز /2012/
- كلمة الى القوات المسلحة في عيد الجيش بتاريخ /1/ اب /2012/ وهي كلمة مطبوعة أيضاَ (ترافقت مع عدة مجازر منها مجزرة جديدة عرطوز في ريف دمشق)
- مقابلة مع تلفزيون الدنيا بتاريخ /29 /اب /2012/
• عصا سحرية:
منذ أن ورث السلطة عن أبيه في العام 2000، تحدث بشار الأسد في ما يزيد عن "151" خطاباً وحواراً ومقابلة تلفزيوينة ومؤتمر صحفي، ويرى الكثيرين أن خطاباته كلها تحوي جملاً مكررة وحتى الطرائف التي يلقيها تكون مكررة. كما تحتوي على الكثير من الكلمات التي فيها حرف السين والذي يلفظه الأسد الابن "ثين"، إضافة إلى مصطلح "العصى السحرية" الذي لا يغيب عن خطاباته أبداً.
• إحصائية:
أعداد الخطابات والمقابلات والحوارات في المناسبات السورية والعربية والدولية، التي أتحفنا بها بشار الأسد قبل انطلاق ثورة الحرية والكرامة:
2000 (5)
2001 (14)
2002 (8)
2003 (6)
2004 (5)
2005 (11) نفس العام الذي اغتيل فيه الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
2006 (11)
2007 (13)
2008 (18)
2009 (26)
2010 (36)
التعليقات (16)