تفوق في الإجرام
وتؤكد الدراسة أن ميليشيا حسن نصر الله قد تفوقت على "المافيا" في مجال تهريب المخدرات والاتجار بها. وعلى الرغم من نفي حزب الله القاطع أي صلة له بهذه التجارة القذرة، إلا أن العديد من التقارير والتصريحات التي نشرت خلال السنوات القليلة الماضية، تؤكد ضلوعه في إنتاج المخدرات والاتجار بها، مستعينًا بفئة كبيرة من المغتربين اللبنانيين "الشيعة" المتواجدين في أمريكا الجنوبية وأفريقيا بشكل رئيسي حيث يبلغ عدد أبناء الجالية اللبنانية الشيعية هناك بنحو 256 الف مغترب.
ووفقاً لتقارير أمنية مسربة، يستعين الحزب ببعض الأفراد في الداخل الفلسطيني، ممن يسمون "عرب إسرائيل". ويعتمد أيضاً على أطفال يتم بتهريبهم من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتمارس هذه الشبكات عملها، تحت إشراف فرع مختص تابع لحزب الله، بعيدًا عن أعين السلطات القانونية في العالم، بالتعاون مع أباطرة و"كارتلات" المخدرات، ويتقمص بعض أفراد هذه الشبكات أحيانًا هيئة شخصيات منتمية لتنظيم القاعدة أو حتى لحركة حماس، في الأماكن المعادية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرئيل.
يقول هشام خريسات المحلل الاستراتيجي في موقع (GBC news ): "يحقق حزب الله من تجارة المخدرات نحو 6 مليارات دولار سنوياً وهو دخل يفوق الميزانية السنوية التي يحصل عليها من إيران والمقدرة بمبلغ 2 مليار دولار ، ويستخدمه الحزب لأغراض كثيرة بما من شأنه تخفيف العبء على الموازنة الإيرانية، وذلك كتمويل بناء ترساناته العسكرية وكتمويل مؤسساته الداخلية الاجتماعية والاقتصادية، وكتمويل عملياته العسكرية والأمنية، وكدعم للحوثيين في صعدة في شمال اليمن، والأحزاب الشيعية الموالية لإيران في البلدان العربية وخاصة مصر ودول الخليج".
شبكات أخطبوطية
ويرى مراقبون أن شبكات الاتجار بالمخدرات التابعة لحزب الله قد وسعت نشاطها بشكل كبير في أمريكا الجنوبية، وأمريكا الوسطى والمكسيك، وامتدت إلى أنحاء أخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وغرب أفريقيا، فضلاً عن لبنان والبلدان العربية، وفضائح حزب الله في الاتجار بهذه السموم والترويج لها، أكثر من أن تحصى.، ففي يونيو 2005 تناقلت وكالات الأنباء خبر نجاح السلطات في الإكوادور في إلقاء القبض على شبكة دولية لتهريب المخدرات، يديرها صاحب مطعم لبناني في العاصمة كويتو، اسمه راضي زعيتر، اعتقل مع ستة آخرين. وكانت هذه العصابة تقوم بتمويل حزب الله بما نسبته 70 ٪ من أرباحها. وتزامن ذلك مع إعلان ألمانيا والبرازيل إلقاء القبض على أكبر مافيا لتهريب المخدرات في العالم يقودها عشرون لبنانيًّا، ينحدرون من عائلة واحدة!
بعد حرب تموز 2006 استفحلت زراعة المخدرات في مناطق زراعته في لبنان بشكل غير مسبوق ويعمل الحزب على ترويجه المخدرات في مدينة طرابلس شمال لبنان، لتمير البنية الاجتماعية والاقتصادية في آخر معقل للسنة في لبنان، وذكرت منظمة (دي اي ايdea ) الأميركية الدولية لمكافحة المخدرات أن"نحو 70% من مخدرات الحشيش والهيرويين والكوكايين، هي من إنتاج لبناني محلي، حيث تزرع في المناطق البقاعية الواقعة تحت سيطرة "حزب الله" و"حركة أمل"، كما أن قسمًا منها يزرع في مناطق الجنوب المحظور دخولها على قوى الأمن اللبنانية, ثم يجري تكريرها في مصافٍ يديرها عناصر من الحزب الذين يؤمنون عمليات توزيع 50 % منها في لبنان, والباقي يحاولون نقله إلى بعض الدول العربية والأوروبية وخصوصًا إلى إسرائيل لينقل منها إلى الخارج.
التعليقات (5)