سفارة الأسد برومانيا: فرع أمني يمنع تجديد جوازات السفر

رفضت السفارة السورية في العاصمة الرومانية بوخارست طلب المواطنة السورية (ن،م) بتجديد الجواز السفر الخاص بها بعد فترة انتظار تجاوزت الأسابيع الثلاث، معتبرين أنها لا تستحق جواز سفر سوري لأن زوجها أحد الأشخاص المتظاهرين والداعمين لحركة المعارضة ضد بشار الأسد في رومانيا.

(ن،م) والعشرات من الأشخاص اجتمعوا أمام السفارة السورية مطالبين بحقوقهم كمواطنين سوريين أولا، بعد تعنت السفارة بعدم منحهم الوثائق والشهادات التي تثبت هويتهم السورية، حسب قول خالد هنداوي (أحد المجتمعين أمام السفارة)، مضيفاً أن القائمة كبيرة للأشخاص الذين يحتاجون وثائق الرسمية، وهو الدافع الأول لاجتماع السوريين ضد السفارة (التابعة لنظام الأسد) باعتبارها غير ممثلة للسوريين الأحرار، ولا تقدم واجباتها بالشكل الصحيح.

تجمع عدد من السوريين أمام السفارة السورية، لترك رسالة وضحوا من خلالها أن السفارة السورية في رومانيا لا تمثل السوريين الأحرار، بعد أن تحول مبناها لفرع أمني بقيادة السفير وليد عثمان حسب تعبيرهم وتحت مسمى (فرع باريس 47 تيمناً بفرع فلسطين)، وطالبوا فيها بطرد سفير النظام من رومانيا أسوة بما قامت به عدد من الدول الأخرى، لتتبعها وقفة احتجاجية واعتصام شارك فيها عدد كبير من أبناء الجالية السورية وأصدقاء الشعب السوري، ومنظمة (APADAR) الحقوقية المدافعة عن حقوق اللاجئين والمهاجرين ممثلة برئيسها ياني فيوريل الذي قال (دعمنا للأخوة السوريين ضد الدكتاتورية التي يعيشونها نابع من أهمية القضية التي يدافعون عنها، فهناك العشرات من الأطفال الذين هم بحاجة لوثائق تيسر لهم أمورهم، وطلبنا للترخيص أتى بعد طلب عدد من السوريين بأن نمثلهم ونساعدهم في طلباتهم وإيصال صوتهم للجهات الرسمية المسؤولة في رومانيا).

وقدم المعتصمين بيان أوضحوا من خلاله أن الاعتصام أتى ضد سوء المعاملة التي يرتكبها ممثلو السفارة السورية مع المواطنين السوريين الذين لا يؤيدون النظام الحالي، إضافة إلى أن الأطفال من عائلات مختلطة (سورية ورومانية) لا ينالون أي أوراق رسمية ثبوتية أو وثائق سفر، كذلك عدم منح الطلاب السوريين الدارسين في رومانيا تأشيرة دخول إلى سوريا، وهو ما أكده نائب رئيس النادي الروماني العربي للثقافة والاعلام أحمد جابر أن الاعتصام أتى بناء على طلب عدد كبير من السوريين بلغ العشرات بعدم منحهم الوثائق اللازمة لاستكمال حياتهم، ورفض الكثيرين منهم، لأسباب تتعلق بأراءهم السياسية أو أراء أقربائهم ومعارفهم.

الاعتصام ألحقته الجالية السورية الحرة في رومانيا برسالة للرئيس الرومانية، تبعتها برسالة لوزارة الخارجية قبل عدة أيام، تطلب فيهما حل للمعاملات المتعلقة بالسفارة السورية، لرفض سفارة الأسد تسهيل معاملاتهم، وطالبوا الحكومة الرومانية منح الجالية تفويضاً للقيام بتجديد جوازات السفر وتصديق الشهادات العلمية والاعتراف بها، إضافة لمنح السوريين من خارج رومانية فيزا السفر وغيرها من المعاملات التي تسهل عمل السوريين على الأراضي الرومانية.

وفي وقت سابق وعد السفير التابع لنظام الأسد بحل هذه المشكلات وعدم التمييز في التعامل بين السوريين بالنسبة للدين والخيارات السياسية، إلا أن المعتصمين ضد السفارة السورية أكدوا أن السفارة قامت بتهديد عدد من السوريين وتعاملت بتفرقة فيما بينهم، وذكر هنداوي أن (مساعدة المؤسسات الرومانية لنا في احتجاجنا ضد السفارة السورية أتى لسحب الاعتماد من السفارة التي تمارس التمييز وانتهاكات حقوق الإنسان) وهو ما أكده رئيس منظمة (APADAR) بأن العمل لسحب الاعتماد من السفارة يتألف من ثلاث مراحل الأولى الوقوف الاحتجاجي أمام السفارة السورية والتعبير عن المعاملة السيئة التي تقدمها للسوريين على الأراضي الرومانية، لتتبعها المرحلة الثانية وهي رفع طلب ورسالة احتجاج إلى وزارة الخارجية والتعبير عن طلباتهم بشكل واضح وجلي، وبالنهاية المرحلة الثالثة رفع طلب إلى رئاسة الجمهورية ومحاولة لقاء مستشار الرئيس الخاص بشؤون الأجانب، إلى أن نصل إلى طرد السفير أو إرغامه على تسهيل أمور السوريين في رومانيا.

وقد تعاهد السوريون في رومانيا على استمرار الاعتصام والاحتجاج دورياً أمام الجهات الرسمية في رومانيا حتى يتم تحقيق مطالبهم، ومنحهم حرية طالب بها ملايين السوريين.