مجزرة الكيماوي: شهادات الرعب في زمن الإبادة الجماعية!

مجزرة الكيماوي: شهادات الرعب  في زمن الإبادة الجماعية!

من زمن الرعب والموت.. من قلب الإبادة الجماعية في غوطتي دمشق اللتين لم تكونا يوماً – ومنذ فجر التاريخ- سوى أرض الخصب والحياة والعطاء.. تأتي هذه الشهادات، محملة بوقائع سيؤرخ التاريخ لما قبلها وما بعدها لقرون طويلة.

وإذا كان هناك من يعتقد أن ذاكرة الشعوب لا تحتفظ بكل وقائع تاريخها، وأنها قد تنسى وقد تهرب، وقد تحاول يوماً أن تردم جروح الماضي حين تصبح شرخاً عميقاً في سجل الوطن، فإن أحداً لا يستطيع أن يتنبأ أو يطمئن إلى أن السوريون سينسون ما حدث بالغوطتين في الثلث الأخير من شهر آب عام 2013.

الملف التالي، محاولة توثيق لحرب الإبادة الكيماوية التي شنها بشار الأسد على غوطتي دمشق الشرقية والغربية، مستخدماً فيها صواريخ أرض أرض، تحمل رؤوساً كيماوية معبأة بغاز "السارين" ربما أراد من خلالها أن يمحو تاريخاً ومكاناً وبشراً لم ينتمِ لهم، ولن ينتمي لهم يوماً!

 مجزرة الأربعاء الأسود!

مبكراً من يوم الأربعاء وتحديداً في 21 آب 2013، أقدم الأسد على جريمته المروعة والتي أودت بحياة المئات وخلفت آلاف المصابين، في منطقة تشهد يومياً قصفاً عشوائياً بمختلف أنواع السلاح الذي يملكه النظام، وسط حصار شديد منذ أكثر من عام، جعل من الصعب تأمين أبسط مستلزمات الحياة لمئات آلاف السكان، وفوق كل ذلك، قامت قوات الأسد بقصف عدة قرى وبلدات في غوطتي دمشق الشرقية والغربية بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد الكيماوية، وكان هذا الهجوم هو الأضخم، منذ أن بدأ النظام باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المناطق الثائرة.

فقد تعرضت كل من زملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية ومدينة المعضمية في الغوطة الغربية إلى قصف بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد السامة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن مئات المصابين. واستيقظت تلك المناطق على كارثة إنسانية لاتوصف، خاصة في ظل الأعداد الهائلة التي توافدت إلى النقاط الطبية التي تعاني من الحصار ونقص الكوادر والافتقار إلى أبسط التجهيزات اللازمة لمواجهة حالات مماثلة.

بعد توقف القصف، قام الفريق الميداني لمركز توثيق الإنتهاكات بزيارات ميدانية عاجلة غطت نحو 80% من النقاط الطبية التي استقبلت المصابين والضحايا في الغوطة الشرقية للحصول على شهادات المصابين والطواقم الطبية والإسعافية، فضلاً عن زيارة لبعض المواقع التي تعرضت للقصف بالمواد الكيماوية، للوقوف على حقيقة ما جرى وتقديم معلومات واضحة ودقيقة حول طبيعة الهجوم وضحاياه.

أجمع جميع شهود العيان الذين التقاهم فريق الرصد الميداني في مركز توثيق الانتهاكات في سوريا على أن القصف الذي استهدف المنطقة بعد منتصف الليل، كان قصفاً مختلطاً ما بين القصف بالصواريخ والقصف بقذائف الهاون حيث بلغت الأعداد أكثر من 30 صاروخاً وقذيفة.

أحد المسعفين من مدينة زملكا أكد لفريق التوثيق أن أول ضربة كانت حوالي الساعة الواحدة وأربعين دقيقة بعد منتصف الليل، وكانت مختلطة بين صواريخ وهاون، حيث سقط صاروخ خلف مقسم زملكا، وفي منطقة "مداير جديا" بين جوبر وزملكا، ثم قصفت مدينة عين ترما بمنطقة الزينية والأربع مفارق. ووفقاً لروايات شهود العيان فإن المواقع التي تعرضت لصواريخ قوات الأسد الكيماوية في زملكا هي: (بيت حراتة - جانب مردسة "أم مازن" للبنين- جامع التوفيق- مزرعة "مصطفى الخطيب"- المقبرة القديمة). وبعد القصف بالكيماوي انهالت القذائف على جميع بلدات ومناطق الغوطة بشكل كثيف جداً واستمرت هذا الحال حتى الصباح، وهو ما زاد في صعوبة عمليات الإخلاء والإسعاف إلى حد كبير.

 ليالي الرعب والموت السريع!

سادت حالة من الهلع والارتباك بين الأهالي بعد القصف الذي استهدف مناطقهم في كل من زملكا وعين ترما، أولاً لأن معظم السكان اعتقدوا أنه قصف بالهاون أو براجمات الصواريخ، فقاموا بالنزول إلى الأقبية بدل الصعود للطوابق العليا، وهو ما ساهم في تفاقم الأمور قبل انجلاء الحقيقة لهم، ذلك أنّه من المعروف وفي حالة القصف بالمواد الكيماوية يطلب من جميع السكان التوجه إلى الأمكان العالية وليس العكس، وثانيا لأن العديد جدا من حالات الوفيات حصلت أثناء نوم السكان باعتبار أن توقيت الضربة كان بعد منتصف الليل وهو ما زاد من أعداد الضحايا بشكل كبير كما تجمع معظم الشهادات.

يقول أحد المصابين لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال زيارة الفريق لإحدى النقاط الطبية: "كنا جالسين في البيت، وسمعنا صوت قصف بالصواريخ، ثم بدأ الجيران بالصراخ، وطلبوا المساعدة، وعندما ركضنا إليهم وجدنا النساء وقد أصبحن على الأرض، أمّا الأولاد فكانوا يلفظون أنفاسهم، وبعد وصولي إلى منزلهم أصابني الدوار وبدأت بالاستفراغ، وزحفت على ركبتاي حوالي كيلومتر حتى قام أحد المواطنين بإسعافي، كان هذا بزملكا، الرائحة كانت ثقيلة جداً، لم استطع تمييزها بالمطلق كانت تشبه رائحة الحرق قليلاً".

وأضاف الشاهد واصفاً الأعراض التي حدثت له عند بدء الهجوم: "شفتاي بدأتا بالرجفان والانتفاخ، وعيناي بدأتا بالرجفان أيضاً، وانعدمت الرؤية أمامي، وكان جميع الناس مرميين على الأرض ويصرخون، وكان هنالك العشرات من الشهداء، وكان لون وجوههم أصفراً وجاحظي الأعين ومفتوحي الأفواه، عائلة كاملة من بيت جيراننا كانت تنازع الموت ولم استطع انقاذهم، وحاولت انقاذ بعض النساء، بعد أن كانوا يصرخون ويطلبون النجدة، وكان الأطفال يرجفون بشكل مخيف وكانوا يتساقطون الواحد تلو الآخر" ويضيف: "بدأ الزبد يخرج من فمي عدت إلى البيت فوراً، فوجدت عائلتي وقد أغمي عليهم، وقام أحد المواطنين بمساعدتي في نقلهم إلى النقطة الطبية بعد عدم تمكني من قيادة السيارة".

 الغوطة الغربية: استهداف معضمية الشام!

بالتزامن مع قصف الأسد للغوطة الشرقية، قامت قواته باستهداف مدينة المعضمية في الغوطة الغربية، والتي تحاصرها قواته منذ نحو سنة.. المدينة التي تجاورها داريا الصمود، والتي نجت بحسب شهود من تأثيرات الكيماوي، نتيجة اتجاه الهواء يومها. إذ لا يمكن للأسد قصفها بالكيماوي وهي تحتضن مطار المزة العسكري، أحد أخطر المطارات العسكرية في سوريا. وقد اصيب أكثر من 800 شخص من أهالي المعضمية بالغازات السامة، استشهد منهم 109 أشخاص، والعدد مرشح للارتفاع رغم مرور عدة أيام على ارتكاب مجزرة الأسد الكيماوية.

 عمليات الإسعاف والإخلاء

بمجرد انتشار نبأ القصف بالمواد السامة توجهت إلى المناطق التي قصفت طواقم المسعفين والمتطوعين للإخلاء والإسعاف من مختلف بلدات ومدن الغوطة الشرقية، وبدأ نقل المصابين إلى النقاط الطبية في كل من جسرين، سقبا، حمورية، حرستا، مسرابا، كفربطنا، ومدينة دوما. كما أصيب معظم المسعفون نتيجة عدم توفر الأقنعة الواقية والبزات الواقية أثناء قيامهم بعمليات الإخلاء والإسعاف.

أحد المسعفين في نقطة الخولاني الطبية في حمورية قال لفريق التوثيق: "أثناء قيام فريقنا بالإسعاف من المنازل، كان المسعفون يضطرون لترك الشهداء في بيوتهم ويحضرون فقط الأحياء المصابين لكثرة الحالات وللتمكن من انقاذ الناس. جميع ماصادفناه من حيوانات أثناء عمليات الإسعاف كان ميتا في الطرقات".

المسعف أبو صقر قال للموثقين: "في الساعة الثانية ليلاً قامت قوات النظام بقصف المنطقة بقذائف تحديداً في أول حي القصور في عين ترما خلف المقبرة وأثنائها انتشر بسرعة كبيرة غاز ذو رائحة عفنة مما أدى إلى أعراض منها غثيان وضيق في التنفس وأيضاً صعوبة في الرؤية حتى وصلت لعدم الرؤية بشكل تام وبعض من الأشخاص أصيبوا بالإغماء وشلل تام بأعضاء جسمهم وألم شديد في الرأس وقد قمنا بالاسراع لمحاولة اسعاف المصابين وقد أسعفت ما يقارب 370 شخص إلى عدة نقاط طبية منها حمورية وعربين وسقبا وكفر بطنا ومدينة دوما".

الناشط الإعلامي في مكتب جوبر ماهر قال لفريق التوثيق: "كنت متواجدا في مدينة جوبر، عند الساعة الثانية والنصف حيث علمت أنه قد تم قصف مدينة عين ترما بالصواريخ الكيماوية، فاتجهت الى عين ترما لتغطية الحدث، بدأت الأعراض بالظهور علي وأنا بطريقي الى هناك من ضيق بالتنفس وغباشة في الرؤية، عندما وصلت الى المدينة وجدت العديد من المصابين ملقون على قارعة الطريق من دون أن يسعفهم أحد، عندما وصلت الى المشفى الميداني، وجدت 1000 مصاب تقريبا، قام الأطباء بإعطائي حقنة (أتروبين) وبدأت بالتحسن بعدها، لاحظت أيضاً أنّ العديد من الأطباء والمسعفين أصيبوا بالكيماوي نتيجة عدم توافر المعدات اللازمة".

 نقص الدواء والكوادر الطبية

عدد المشافي المجهزة كمشافي في بلدات الغوطة الشرقية، قليل جداً، بينما جميع النقاط الطبية الأخرى استحدثت كمشاف ميدانية في بداية الأمر ثم جرى تطوير عملها وإمكانياتها لتصبح نقاط طبية للاسعاف والاستشفاء. جميع هذه النقاط تقريبا استحدثت في أماكن غير صحية، العامل الوحيد الذي أمكن مراعاته فيها هو أن تكون في منطقة آمنة نسبيا من القصف. مكانياً تكون النقاط الطبية عبارة عن أقبية أو صالات فارغة قسمت بشكل يدوي بالأغطية والستائر وفيها عدد محدود من الأسرة والتجهيزات الطبية الأساسية. اكتظت تلك المشافي الغير مطابقة للشروط الصحية يوم المجزرة الكيماوية بآلاف النساء والأطفال والرجال، امتلأت بهم أرضيات الردهات والممرات وحتى الطرقات أمام مداخل تلك المشافي والنقاط.

أحد الإداريين العاملين في نقطة الخولاني الطبية بحمورية قال لفريق المركز التوثيق: "وصلت أولى الحالات المصابة بالغازات الكيماوية في الساعة الثانية ليلا وبلغت ذروتها بين الساعة الثالثة والسادسة صباحا، احضرنا صهاريج ماء وكنا نقوم بخلع ملابس المصابين وغسلهم بالصهاريج، وصلنا نحو 1000 مصاب، لم يكن ليدنا في النقطة الطبية مادة (أتروبين) كافية للجميع، ولم يبق اكسجين على الاطلاق ولا يوجد كهرباء ولا مازوت لتشغيل المولدات، أصبحنا نعطي الابر فقط للحالات الصعبة جدا، أما البقية فاكتفينا بغسلهم بالماء". وأضاف الشاهد أن حقن الأتروبين التي كانت في النقطة الطبية منتهية الصلاحية ولكنهم استخدموها، واستخدموا أيضاً أتروبين مخصص للحيوانات أحضره أحد الأطباء البيطريين من أبناء المنطقة.

في نقطة "الإحسان" الطبية في حمورية تم استحداث نقطة طبية في مدنية حمورية تابعة لنقطة الاحسان الطبية، بسبب العدد الهائل للمصابين، حيث تم استقبال 450 مصاباً، ضمنهم حوالي200 طفل، و 100 سيدة، لم يتم علاج عدد كبير منهم بالأتروبين وذلك لعدم توافره، وتم نقل بعض المصابين الى نقاط طبية أخرى بسبب الإزدحام الشديد ونقص المواد والكوادر الطبية اللازمة لعلاجهم"

 إصابات الطواقم الطبية!

أجمعت شهادات الأطباء والمسعفين على عدد من الأعراض التي عانى منها المصابون والضحايا ويمكن تلخصيها في التالي: الإقياء، سيلان اللعاب بشكل رغوي، هياج شديد، حدقات دبوسية، احمرار في العينين، زلة تنفسية، اختلاجات عصبية، توقف التنفس والقلب، خروج دماء من الأنف والفم، وفي بعض الحالات الهلوسة وفقدان الذاكرة. وأكد أحد الأطباء في نقطة طبية بعربين أن الأعراض الي رآها هي لغاز يؤثر على الجهاز العصبي، وأهمها (الرمح العصبي النخاعي المنشأ والرقرقة والزلة التنفسية وتوقف التنفس والقلب) وكان الفارق الزمني بين القصف وبين بدء الأعراض نحو نصف دقيقة فقط، لذلك في العديد من الحالات لم يتمكن المصابون من التحرك أو الهرب وماتوا في مكانهم".

 كرنفال الوحشية يحصد الأطفال والنساء!

يمكن القول أنّه لم يسلم أحد من الكوادر الطبية والإسعافية من الإصابة بالمواد السامة، بسبب عدم وجود أقنعة أو بزات واقية أثناء قيامهم بعمليات الإخلاء والإسعاف. ففي حمورية على سبيل المثال، أصيب ثمانية من أفراد الطاقم الطبي والإسعافي في نقطة الخولاني الطبية.

أما أطفال الغوطتين الذين صفعت صورهم الرأي العام العالمي النائم في كرنفال الوحشية الأسدي، فمعظم الأطفال الذين تعرضوا للمواد السامة لم تكتب لهم النجاة للأسف، إما استشهدوا في أسرتهم لحظة القصف وهم نيام، أو فارقوا الحياة بعد وقت قصير من وصولهم للنقاط الطبية التي كانت تعمل في ظروف بالغة السوء بسبب استمرار حصار قوات الأسد للمنطقة وقصفها بالأسلحة التقليدية. فيما كانت المعاناة بالنسبة للنساء المصابات مضاعفة، نظرا لضيق الأماكن وعدم وجود ردهات خاصة تتيح خلع ثياب النساء قبل غسلهن من آثار المواد السامة.

 جثث الشهداء وعمليات الدفن!

بسبب نقل الشهداء والمصابين إلى مختلف النقاط الطبية في بلدات ومدن الغوطة، تعذّر على الكثير من الأهالي إيجاد أبنائهم وذويهم بالسرعة المطلوبة، خاصة أن معظم الشهداء قتلوا وهم نيام وجرى إخراجهم بثياب نومهم من غير هويات شخصية أو أي شيء يدل على شخصيتهم. ومع الحر الشديد لشهر آب وعدم وجود كهرباء وثلاجات لحفظ الجثامين كان هناك اضطرار في العديد من الحالات لدفن الشهداء المجهولين قبل تعرف ذويهم عليهم ووداعهم.

أما المقابر فقد جرى فيها حفر القبور الجماعية لتتسع للعدد الأكبر الممكن من الشهداء، كما حصل في إحدى مقابر زملكا حيث قال الشخص المسؤول عن المقبرة لفريق التوثيق أنه تمّ دفن 140 شهيداً وشهيدة هنا، كانت عائلات بأكملها؛ آباء وأمهات وأطفال موثقين جميعهم. وقد حفرت القبور بشكل ملاصق لضيق المساحات حتى أن أحد القبور دفن فيها خمسة عشر سيدة مع بعضهم البعض. وقد تسببت حالة الذعر التي حصلت بعيد القصف بتشتيت أفراد العائلات ونقلهم إلى نقاط طبية مختلفة على امتداد الغوطة الشرقية. وفي كل نقطة زارها فريق المركز كان هناك أهل يسألون عن أبنائهم ويحاولون معرفة مكان إسعافهم وما إن كانوا استشهدوا أم لا. وهو ما يقضتي أن يدوروا النقاط الطبية جميعها.

 شهادات فائق المير: كنت في الغوطتين!

من الشهادات الهامة التي يمكن تأملها هنا. شهادات القيادي في حزب الشعب السوري، فائق المير، الذي تنقل بين الغوطتين عقب المجزرة، ونشر على صفحته على الفيسبوك العديد من الشهادات التوثيقية الهامة... فقد كتب المير يوم 24/8/2013:

الهجوم العنيف الذي تشهده جبهة جوبر منذ الصباح، لااعتقد أنها تندرج في إطار خطة عسكرية عند الطاغية لاقتحام الحي. بل تأتي في إطار جلب الانتباه المحلي والدولي وفي إطار ترتيب موضوع الكيماوي بما يتناسب مع رواية النظام وشركائه الروس، بعد أن ظهر لهم أن المجتمع الدولي مو قادر يبلع هيك مجزرة وهيك جرائم. الرواية المرتجلة على عجل وتقول أن القذائف الكيماوية أطلقها المسلحون من حي جوبر باتجاه الغوطة.

وهاهم يلاحقون العصابات هناك ويعثرون على الدلائل التي كانت مراسلة سما والأخبارية السورية جاهزتين باللباس الميداني والخوزة لتوثيقها وتصويرها. ألا يكفي أن يكون مكتوباً عليه: صنعت بالسعودية هل تريدون أكثر من هيك دليل؟! إلا أن الصواريخ الكيماوية الثماني اللي سقطت على المعضمية بعد ساعتين، في الخامسة صباحاً أزعم أننا رأيناها وهي تسقط من قاسيون ومن الفرقة الرابعة على المعضمية. اللهم إلّا إذا كنّا (مو عارفين الشام منيح) وكان حي جوبر هو على قمة أو سفوح قاسيون ؟! ثم إذا كانت العصابات هي من أطلق الكيماوي لماذا دبابات وطائرات السفاح كانت جاهزة لقصف هذه المناطق والتقدم لأقتحامها (جوبر، المعضمية)؟! يمكن كانوا رايحين لينقذوا الناس من الكيماوي، ولهيك كانت طوابير الشبيحة من ال 86 والسومرية و.... جاهزة وكانت محملة بالمعدات الطبية والاسعاف، مو متزنرة بالأسلحة والسكاكين وبقية عدة القتل.أنه العهر والافلاس السياسي بعينه!

كذلك كتب فائق المير مرة أخرى على صفحته على الفيسبوك في 25/8/2013: فاجعة الكيماوي التي ألمّت بالغوطة الشرقية ـ عدا شهداء المعضمية ـ الموثقين حتى الآن 1730 شهيد ارتقوا. خمسة وسبعون بالمائة منهم من زملكا أم الصمود والفاجعة، وخمسة عشر بالمائة منهر من مناطق أخرىم من عين ترما، والباقي من المسعفين والكوادر الاعلامية والطبية. والكلام عن شهداء كثر بينهم من دوما وسقبا وحمورية غير دقيق. فهناك حالات فردية. العدد مرشح للزيادة ووصوله لحوالي الألفي وخمسمائة مصاب بسبب بعض الاصابات الخطرة ، وبسبب - وهو الأهم- وجود الكثير من العائلات والأفراد المفقودين والذين مايزال أهاليهم يبحثون عنهم. هناك الكثير من البيوت التي لم تفتح بعد والبعض الذي تهدم بفعل الغارات التي أتبعت القصف الكيماوي، وهناك الكثيرين من الذين هامو ا على وجوههم وماتوا في المزارع والحقول ناهيك عن المزارع القريبة التي لم يجر البحث فيها بعد.

من أفظع الحالات وأشدها قسوة وصفعاً للضمير الانساني حالة الشهيد البطل ابن مدينة زملكا، وأحد شباب الثورة الأستاذ رشاد الشماس الذي وجد شهيدا في غرفة النوم مع زوجته الحامل وثلاثة أطفال هم كامل العائلة. أيها القتلة ...أيها البرابرة: هل وصل الحقد إلى الأرحام حتى تلاحقوا الجنين إلى رَحم أمّه؟ المجد والرحمة لك رشاد ولزوجتك ولأطفالكم أكبادكم التي كانت تمشي على الأرض وقتلها السفّاح. المجد والرحمة لشهداء المجزرة. المجد والرحمة لشهدائنا الذين بتضحياتهم ومعهم نصعد إلى الحرية

 أتباع الأسد: طقوس الكراهية!

في إحصائية تتوالى مفاجآتها ويرتفع عداد ضحاياها: وصل عدد المصابين بغازات الأسد السامة خلال الست ساعات الأولى بعد القصف إلى أكثر من 10 آلاف إصابة، منها أكثر من 3000 إصابة بحالة حرجة، كما بلغ عدد شهداء الغوطة الشرقية فقط أكثر من 1700 شهيد 67% منهم نساء وأطفال، وأكدت عدة مصادر أن العدد أكبر من ذلك، خصوصاً مع تعذر الوصول إلى المنازل التي دمرها القصف والغارات الجوية لطيران الأسد بعد الاستهداف الكيماوي فوراً.. كما أن المصابين ممن هم تحت العلاج معرضين للوفاة إلى أن يتعدو مرحلة الخطر والتي تمتد عدة أيام يحتاجون فيها إلى رعاية طبية وعلاجات لا تتوفر لهم بسبب استمرار القصف العشوائي والحصار الذي تفرضه قوات الأسد.

وعلى الفور، وبينما كان أهالي الغوطة يدفنون الشهداء، وينتظر المئات من المصابين دورهم في الصعود إلى السماء، كانت المناطق الموالية وتحديداً في المزة 86 ومنطقة السومرية ومساكن الضباط وجنود الأسد والتي يقطنها علويون بنسبة تفوق 98%، يوزعون الحلوى ويتبادلون التهنئة والتبريكات، ويجاهرون بالفم الملئان أن المجزرة الكيماوية تمثلهم.. لم يكتفوا بذلك بل جابوا شوارع دمشق المكلومة بسياراتهم وهم يرفعون أصوات أغاني تمجد معشوقيهما "البسطار العسكري وبشار الأسد"، في مشهد يجسد طقوس الكراهية التي تنهش عقولهم المريضة وضمائرهم الميتة أساساً.

 المصادر:

- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا

- صحف

- صفحات فيسبوك سقبا وزملكا وعربين

- صفحات فيسبوك مؤيدة "تشبيحية"

- تقارير أورينت نت

التعليقات (2)

    مروان أصفر

    ·منذ 10 سنوات 7 أشهر
    لن ننسى ولن نسامح أيها القتلة المجرمين

    احمد المصرى

    ·منذ 10 سنوات 7 أشهر
    الله يلعنكم الف مرة فى اليوم يا اولاد الزنا يا مجرمين الأسد ابن اللبوة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات