الحر يتقدم بدرعا ومخاوف من قيام النظام بالانتقام الكيماوي

الحر يتقدم بدرعا ومخاوف من قيام النظام بالانتقام الكيماوي
أكدت معلومات حصل عليها الجيش الحر في محافظة درعا من مصادر في جيش بشار الأسد وصول شحنات من الأسلحة الكيماوية إلى الفوج 175 في مدينة إزرع أواخر الشهر الماضي، وقال القيادي في الجيش الحر بالمنطقة الوسطى "مناف أبو فهد" إن المعلومات الاستخباراتية الأولية التي حصل عليها من مصادره تتحدث عن وصول خمس شحنات من الغازات إلى الفوج 175 نقلت بخزانات محمولة على شاحنات مخصصة لهذا الغرض، لكن لم يتم التعرف على نوعية الغاز الذي تحمله بالتحديد مشيراً إلى أن الفوج قد لا يكون الوجهة النهائية لهذه الشحنات والتي تخزن في مرافق مدنية وخدمية تابعة للدولة وفيها تواجد كثيف للجيش منذ بداية الأزمة.

وأوضح "أبو فهد" أنه لا يمكن معرفة كمية الصواريخ والقذائف التي من الممكن حقنها بالشحنات التي وصلت إلى حوران لأن ذلك يعتمد على على الكمية التي ستحقن في كل صاروخ وقذيفة. وحذّر من استخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد السكان في المناطق المحررة من حوران للانتقام منهم وإلصاق التهمة بالجيش الحر والثوار ذاهبا أبعد من ذلك إلى إمكانية استخدامه ضد محافظة السويداء لخلط الأوراق وحرف انتباه المجتمع الدولي عن جريمته وإشعال حرب أهلية، في حال شعر النظام بدنو أجله وخاصة أن هناك مناطق عسكرية تتموضع داخل مدن وقرى المحافظة الجنوبية ما يسهل عليه التملص من فعلته حال حصولها وتضليل أي لجان تحقيق دولية قد تدخل سوريا مستقبلا.

وتتصاعد المخاوف من "ضربة كيماوية" قد يشنها جيش الديكتاتور بشار الأسد على القرى المحررة شرق وغرب سهل حوران وقرى قريبة من الحدود الأردنية، في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات والكوادر الطبية، ما قد يضاعف من حجم المأساة إن حدث أي هجوم.

وتتداخل مبان عسكرية واستخباراتية في إزرع الواقعة في الوسط الشرقي من حوران والأشبه بثكنة جيش مع منازل المدنيين، وبالكاد يمكن تمييزها عنها، وتقع المدينة تحت سيطرة آلاف من عناصر قوات الأسد الذين يحتلون الكثير من المرافق المدنية والخدمية التابعة للدولة فيها، لكنها تحولت إلى مناطق عسكرية قبل أكثر من عامين.

 تكتيك الجيش الحر

ويخوض الجيش الحر بدرعا معارك حقق فيها انتصارات متتالية, فمن معركة "الرماح العوالي" إلى معركة "جسر حوران" و"بدر حوران" في نوى ثم معركة "بوابة درعا" في عتمان، فقد فرض حصاراً خانقاً على جنود الأسد, وتمكن من تحرير سرية الهندسة وسرية مضاد الطيران في بلدة عدوان، وخاض معارك ضارية واشتباكات عنيفة أسفرت عن ارتقاء عدد من عناصر الحر وجرح عدد آخر, ولكن قوات النظام التي تلقّت صفعة ثوية من قبل الحر بدأت بقصف عنيف وشبه عشوائي بشتى أنواع الأسلحة التي شملت الطيران الحربي وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات وغيرها.

ويفرض الجيش الحر أساليب جديدة في معاركه، حيث يبادر بالهجوم على كتائب ومراكز النظام في آن واحد, وكانت معركة "سرية الهندسة" في عدوان نموذجاً لهذا الأسلوب، قام الحر على إثرها بتحرير "كتيبة المدفعية" الواقعة في بلدة الشيخ سعد وذلك بعد اشتباكاتعنيفة مع قوات الأسد المتواجدة في البلدة بينما استخدم النظام الطائرات الحربية لقصف المناطق التي سيطر عليها الحر ومن ضمنها "كتيبة الدبابات" المحرة في وقت سابق.

ولم يهدأ الجيش الحر منذ أن أعلن عن معركة "بدر حوران" لتحرير مدينة الإمام النووي, حيث أستهدف الحر معاقل وتجمعات قوات الأسد بقذائف الدبابات المتمركزة على تل الجابية غربي مدينة نوى، وتمكن من تحقيق إصابات مباشرة تسبب في تصاعد سحب الدخان من آليات النظام المدمرة.

 بوابة درعا

وتعتبر بلدة عتمان من أهم المراكز المتاخمة لمنطقة البانوراما والملعب التي يتحصّن فيها جيش النظام، ما يسبب عبئاَ على تحرك الثوار وتنقّلهم في المنطقة, وكون هذه البلدة ذات بعد جغرافي لمدينة درعا، فخاض مقاتلو الجيش الحر معارك أطلقوا عليها اسم "بوابة درعا "، وتحقق ما كان هدف إليه الحر، فسيطروا على بلدة عتمان بعد أن ضربوا الحواجز العسكرية التي تمركزت في داخلها، ما فتح المجال أمام الثوار للدخول إلى مدينة درعا وتحريرها. وبعد أكثر من 6 أيام على إعلان المعركة لا تزال الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة في الملعب والتي بدورها ما تزال تقصف مدينة درعا والبلدات المجاورة ملحقة دماراً هائلاً في منازل المدنيين, فما إن تعلن مدينة أنها محررة حتى يمطرها النظام بوابل من الصواريخ وبراميل" تي ان تي "من طائراته.

 معركة "الأوتوستراد"

لم تكن بعيدة "خربة غزالة" أو ما باتت تعرف بـ "جسر حوران" عن مدفعية لوائي "المهاجرين والأنصار" و"فلوجة حوران" التابعين للجيش الحر، فقد أستهدف مقاتلو الحر رتلاَ لقوات النظام على طريق "درعا- خربة غزالة" قاطعين في ذلك الإمدادات المتجه لمؤازرة قوات النظام التي تحاول اقتحام بلدة عتمان, واستفاد الحر باغتنامه مضادات للطيران وصواريخ السهم الأحمر، متمكناً من تفجير دبابة على الطريق الدولي "دمشق –عمان".

ويخوض الحر المعارك لزيادة نفوذه وسيطرته على الشريط الحدودي لدرعا وشمال الأردن، فمعركة تحرير المخافر الحدودية ما تزال مستمرة, فاستهدفت مدفعية الجيش الحر تجمعات للنظام في كتيبة الهجانة المتمركزة على الحدود وأقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش النظامي، ليفرض سيطرته على المنطقة بالكامل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات