أثار إعلان نظام الأسد عن مقتله قبل قنوات المعارضة جدلاً كبيراً وتضارباً في كيفية مقتله أيضاً, ففي وقت أعلنت فيه قناة الإخبارية عن استهدافه برصاصة قناص, أعلنت الفضائية ومواقع تابعة لنظام الأسد بمقتله أثناء تأدية مهامه فيما سمته "ملاحقة الإرهابيين", ومن الجانب الآخر راجت أخبار عن مقتله بتفجير في حي الرصافة من قبل الجيش الحر وهو ما تم تأكيده من عدة مصادر مختلفة, حيث قتل معه مساعده وستة عناصر آخرين بحسب المعلومات.
* لبنان
خدم اللواء الركن جامع جامع النظام في لبنان منذ السبعينيات, ودارت حوله الشكوك والمسؤولية إثر اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق رينيه معوض أواخر الثمانينيات, وبقي حتى خروج القوات السورية من لبنان عام 2005, اعتبر مسؤولاً عن اغتيال رفيق الحريري من قبل اللجنة الدولية والتي ذكر فيها اسمه لجلبه إليها, يملك الكثير من المعلومات عن عمليات الاغتيال التي جرت في لبنان, عمل في الاستخبارات العسكرية في دمشق قبل نقله إلى دير الزور عام 2008, اعتبر حاكماً عسكرياً عليها وله الكلمة الأولى في المنطقة الشرقية من سوريا بأكملها.. وعن ذلك يقول "أبو الطيب النعيمي" الناطق باسم شبكة شام في دير الزور وريفها لأورينت نت: "يعتبر اللواء جامع جامع أهم شخصية عسكرية عند النظام, ويعتبر الآمر الناهي في ديرالزور وريفها.. هو رجل غريب ومحنك وشرس ومجرم وسفاح أكبر, وهو اليد التي يبطش بها النظام معارضيه".
يضيف أبو الطيب: "جامع جامع الاسم الثاني في الاستخبارت السورية في لبنان عام 2005, اسم أظهرته قوى 14 آذار وقصت عنه الكثير من الحكايات عن بطشه وقوته في مقابل أنه الوجه الأبيض للسوريين في لبنان حتى أنه كان صديقاً لكثير من هذا الطرف في فترة وجوده كمسؤول للاستخبارات السورية في بيروت لكن هناك أسراراً كثيرة دفنت بعد موته في ديرالزور، ذاع صيته سريعاً في لبنان ليس للسجع الذي يحمله اسمه ولكن لتسلمه ملف المصالحة بين حركة أمل وحزب الله, وكان آنذاك من المتحمسين القلائل لحزب الله ووقف إلى جانبه في محطات كثيرة لينتقل من حي "آل المقداد" إلى "رأس النبع" برتبة رائد, ومنها إلى الحمرا ببيروت, تدرج في الرتب إلى رتبة عقيد وتسلم قيادة أستخبارت العاصمة.. يخبر من عرفه من الضباط اللبنانين أنه ضابط بارز وأنه صُنف أولاً في دورة قيادة الأركان للجيوش العربية التي أجريت في لبنان عام 2005 وكان مفصلياً بالنسبة للضابط السوري الذي دخل لبنان ضابطاً شاباً ليخرج منها ضابطاً برتبة عميد ونائباً لرئيس فرع الأمن والاستطلاع في دمشق".
* دير الزور
انتقل اللواء الركن جامع جامع بعد ذلك للخدمة في الأمن العسكري حتى 2008 وأنتقل إلى ديرالزور حيث تسلم الأمن العسكري في المحافظة ورقّي إلى رتبة لواء وتسلم ملف التنسيق مع الأكراد, يقول أبو الطيب لأورينت نت "خلال فترة الثورة تسلم ملف إطفاء نار الثورة في ديرالزور بمساعدة كل من:
- العميد دعاس محمد دعاس "رئيس فرع أمن الدولة".
- اللواء موفق أسعد "حرس جمهوري" قائد العمليات العسكرية في ديرالزور والذي يتخذ من معسكر الطلائع مقراً له.
- اللواء الطيار بسام حيدر "قائد مطار ديرالزور العسكري".
- العميد عزالدين ابراهيم "قائد اللواء 37 التابع للفرقة 17 مشاة".
- العميد عبد الرؤوف "قائد الفوج 119 د/ج" الذي يتمركز على جبل ديرالزور.
- اللواء عادل -غير معروف الكنية- "قائد الفرقة 17 مشاة" في الرقة.
- اللواء حميدان العرسان "قائد ما يسمى بالجيش الوطني"
- العميد غازي –غير معروف الكنية- والذي تسلم مركز نائب رئيس فرع الأمن العسكري بعد
مقتل العميد فيصل الظاهر العرسان على يد أبطال الجيش الحر.
وخلال فترة تواجده في دير الزور يقول النعيمي: "كان من النوع الحقود المخلص للنظام الطائفي بقيادة بشار الأسد, حيث أنه قبل اشتعال الثورة قام بتسيير دوريات مكثفة في مدينة ديرالزور ونصب حواجز عسكرية وقام بحملات دهم واعتقالات لأغلب القرى والبلدات, حيث أنه في إحدى المداهمات تعرض موكبه لإطلاق نار في مدينة الشحيل لتصبح من بعد هذه الحادثة الطائرة هي وسيلة تنقله.. كما أنه يتميز بطاقم خاص به يتنقل معه حيث ما ينتقل ويتميزون بالقتل والسلب والنهب والولاء الخالص له, كما قام بتوظيف شبكة كبيرة من المخبرين والعواينينة, وكان معروفاً بالرشوة وفي صفقات كبيرة حيث إنه جاهز لتجاوز جميع القوانين مقابل المال, حيث كانت له صلاحيات يتجاوز بها جميع الفروع الأمنية الأخرى, كما كان يفرض سلطته على زملائه في باقي الفروع الأمنية -حيث أنه في إحدى الحوادث قام بإدخال قائد شرطة ديرالزور أثناء زيارته للفرع مشياً على الأقدام ولم يسمح له بإدخال سيارته للفرع".
* اللواء ومساعده
أكد الناطق باسم شبكة شام في دير الزور وريفها مقتل اللواء الركن جامع جامع ومعه مساعده وستة عناصر من فرع الأمن العسكري نتيجة استهدافهم بعبوة ناسفة "تم تأكيد مقتل العميد زهير زعتر من "كلماخو" معاون اللواء جامع جامع في فرع الأمن العسكري وستة عناصر, ويذكر أن للواء جامع جامع ثلاثة معاونين كل منهم رئيس قسم.. ولله الحمد هاهم أبناء الفرات يثأرون لشهداء الثورة عامة وأبناء ديرالزور خاصة من المجرم جامع جامع كما وضعوا بصمتهم من قبل على العقيد علي خزام وتم قتله في ديرالزور, وكذلك كسر شوكة العميد عصام زهر الدين مع حملته التي وعد بها بشار الأسد بأنه خلال أسبوع سوف يصل لحدود العراق, كما أن أبناء الفرات أول من أسقط طائرة الميغ في سوريا".
إذن بعد الإشاعتين اللتان ظهرتا في بداية الثورة ومنتصف عام 2012, جاءت الثالثة لتكون ثابتة قاصمة على ظهر اللواء.. اللواء "جامع جامع" من مواليد بلدة زاما في مدينة جبلة في محافظة اللاذقية وهو أول من أصدر أمراً باطلاق النار على المتظاهرين السلميين من أبناء محافظة ديرالزور وكان الجيش الحر قد تمكن من قتل ابن أخته الذي كان ضابطاً حيث تم قتله في معركة مشهودة في محافظة ديرالزور معروفة باسم ملحمة الرصافة وجن جنون جامع جامع بعدها.
التعليقات (9)