* حجي مارع في سطور..
ابن الثالثة والثلاثين عبد القادر الصالح، شاب من ريف حلب الشمالي- بلدة مارع، ظهر كقائد مميز لأكبر تشكيلات الجيش الحر, ونتيجة أرائه وتصريحاته وانجازاته الميدانية على الأرض ضد قوات الأسد، أصبح الصالح رمزاً من رموز الثورة في حلب. عمل عبد القادر قبل اندلاع ثورة الحرية والكرامة في تجارة الحبوب والمواد الغذائية، وكان يعرف عنه الصدق والأمانة في التعاملات التجارية، وكان داعية للإسلام داخل سورية وخارجها أحياناً بحسب رواية أهالي مارع.
نظم عبد القادر الصالح جهود الحراك السلمي الثوري في مدينة مارع في بداية اندلاع الثورة، واطلق عليه "حجي مارع"، ومع ازدياد جرائم الأسد بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين، اضطر الصالح كما العديد من الثوار إلى حمل السلاح وقاد كتيبة مارع التي حررت المدينة من قوات الأسد السوريين، لتتوسع الكتيبة وتتوحد مع كتائب وفصائل مقاتلة أخرى من ريف حلب بتشكيل يعتبر من أقوى وأهم التشكيلات العسكرية المقاتلة في سوريا ضد الأسد وهو "لواء التوحيد" والذي تولى الشهيد حجي مارع قيادة العمليات العسكرية فيه.
* الصالح دخل قلوب الثوار بتواضعه
عبد القادر الصالح شخصية محبوبة اجتماعياً، ويعتبر قدوة للمقاتلين في الجيش الحر بحلب وخاصة أولئك الذين يقاتلون في صفوف لواء التوحيد، يحبه الجميع ولا يقدسونه كقائد ومتحكم بشؤونهم بل إنه من الذين دخلوا القلوب دون استئذان بسبب بساطته وتواضعه، وحبه للجميع وصدقه في المطالبة بتحرر السوريين, بالإضافة إلى شجاعة لا يمتلكها إلا رجل مؤمن مدافع عن قضيته العادلة, وما يميزه عن غيره من القادة العسكريين أنه لا يميز نفسه عن مقاتليه وغالباً ما يكون داخل المعركة بل في الصفوف الأولى فهو مثال القائد الحقيقي, بينما نرى الكثير من القادة الذين يدعون أنهم يديرون المعارك عن بعد, ولهذا السبب حصل على علاقات جيدة مع المقاتلين وحتى الأهالي في الكثير من المناطق التي قام لواء التوحيد بتحريرها, لم يتحدث أحد عنه إلا بالخير, حتى أن الكثيرين ممن لا يقتنعون بسياسة لواء التوحيد ككل وبتخطيطه العسكري, يحترمون عبد القادر ويحبونه كإنسان ودود صادق بمختلف تعاملاته.
لم يكمل الرجل تعليمه, لكنه حظي بإعجاب الكثيرين في مقابلاته التلفزيونية أو في لقاءاته الصحفية حيث وجدوا فيه ذلك الإنسان الناضج الذي يتحدث بلغة وطنية بحتة بعيداً عن كل طائفية, وعبر في الكثير من لقاءاته أنه مع السوريين جميعاً, ومع المحافظة على حقوق كل مواطن سوري بغض النظر عن طائفته, رغم الافتراءات التي ذكرها الجعفري في حديثه عنه إلا أن الحقيقة غير ذلك والكل يشهد. ويقول عن نفسه: أنا رجل بسيط وليس تواضعاً مني بل هي الحقيقة, كل ما في الأمر أنني رأيت الظلم يشمل الجميع من قبل النظام فوقفت مع الثائرين ضده, ويؤكد انه لم يعرف استخدام البندقية قبل الثورة.
* محاولات اغتيال وآلاف الدولارات ثمناً لرأسه
عبد القادر الصالح من أهم المشاركين في معارك تحرير الريف الشمالي بحلب, وكان له الدور الأكبر في معركة الفرقان والمعارك التي قام بها الجيش الحر داخل المدينة وتحرير أجزاء كبيرة منها, وله دور أساس في تحرير الكثير من القطع والمنشآت العسكرية سواء على صعيد التخطيط أو المشاركة مع الثوار جنباً إلى جنب, عندما نادت القصير المقاتلين كان أول من هب إلى نصرتها فعلاً لا قولاً على عكس الكثيرين من القادة الذين تبنوا الأقوال فقط وقد شهد مقاتلوا القصير وإعلامييها بالرجل وبطولاته وشجاعته التي يتحلى بها, وأكدوا أنه كان معهم في المعارك جنباً إلى جنب على عكس ما تشدق به البعض عن أن المجموعة التي ذهبت إلى القصير من لواء التوحيد كانت سبباً بخسائر كبيرة هناك.
بعض الحلبيين أساؤوا للرجل قولاً وفعلاً بسبب دخوله إلى أحياء المدينة لتحريرها من قوات النظام بعد أن كانت هادئة مستكينة خاضعة لبطش النظام, واعتبروا أنه من تسبب بقصف الأحياء الحلبية, لكن وجهة نظر القائد مختلفة عن ما يفكر به هؤلاء فقد كان يرى أن حلب من أهم الدعائم التي يستند عليها النظام ويخشى من خروجها عن سيطرته, والدليل أن أكبر عدد من المعتقلين في صفوف النظام من حلب, فحسب رأيه أن السيطرة الكاملة على حلب ستعني سقوطاً مدوياً لهذا النظام لذا لا بد من تحريرها.
تعرض عبد القادر الصالح لمحاولتي اغتيال أولها عندما استهدفه صاروخ بعد لحظات من بدء مقابلة له مع طاقم قناة سكاي نيوز والمحاولة الثانية كانت أمام باب مكتبه عندما خرج لإجراء مكالمة هاتفية فأطلق مجهول عدة طلقاته أصابته في كتفه وفشلت المحاولة, حدث جدل كبير حول محاولة الاغتيال الثانية والجهة المتهمة فيها لكن الكثير من إعلاميي لواء التوحيد والناطقين الرسميين أكدوا أن من قام بهذه المحاولة شخص مازال مجهولاً حتى اللحظة, وأن ما روي عن علاقة إحدى الكتائب التي تم فصلها عن اللواء بسبب سلوكها المسيء بموضوع محاولة الاغتيال ليس من الصحة في شيء.
بينما يعلن الرجل موقفه من جبهة النصرة على الملأ ويقول عن وجود تنسيق عسكري بين لواء التوحيد وجبهة النصرة وعن احترامه لهم كمجاهدين ضد النظام المجرم, لكنه يؤكد أن هنالك اختلافات (وليس خلافات) سياسية كبيرة بينهما.. ويؤكد عبد القادر الصالح أنه لا يسعى لتحقيق أي طموح سياسي وأنه سيعود لعمله المعتاد والذي هو التجارة بعد انتهاء الثورة وسقوط نظام بشار الأسد الإجرامي. عبد القادر الصالح مصدر قلق للنظام بعد ازدياد شعبيته فالأسد يخشى أمثاله من القادة وقد عرض النظام مبلغ مائتي ألف دولار لمن يأتي برأسه.
التعليقات (20)