حين وضعت هيئة التنسيق نفسها في خانة «داعش» و«النظام»

تداعت هيئة التنسيق وتشاورت في الخارج والداخل، وحتى من لم تستطع الوصول اليه بسبب الحواجز وتقطيع أوصال المدن اتصلت به هاتفياً أو عبر "فيس بوك" وأصدرت قراراً.. لقد قررت الهيئة مقاطعة قناة أورينت، لتصبح الطرف الثالث الذي يتخذ قراراً مماثلاً.. الطرفين الأخرين هما النظام وداعش على التوالي .

كان لدينا موعد مع السيد حسن عبد العظيم ليظهر في أحد برامجنا حول موضوع اعتقال السيد رجاء الناصر القيادي في الهيئة, وكان موقعنا الإلكتروني قد نشر خبراً من مصدر موثوق داخل الهيئة يقدم تفسيره الخاص حول اعتقال الناصر، الخبر يقول أنه وبعد قرار مجموعة لندن للدول الداعمة للشعب السوري بان يكون وفد المعارضة موحداً بحث الناصر فكرة الوفد الموحد مع زملائه, ولكن الموضوع انتهى باعتقاله لأنه وبحسب الخبر الذي وصلنا من أحد أعضاء الهيئة الذي طلب عدم نشر اسمه فإن عضواً قيادياً آخر في الهيئة سرب جهود الناصر حول الوفد الموحد إلى الإيرانيين مما أدى لاعتقاله لإيقاف الجهود عند هذا الحد , لأن النظام فرض خطاً أحمراً حاسماً بعدم لقاء الهيئة مع الائتلاف بأي شكل من الأشكال وهو السبب على مايبدو وراء اعتقال القيادي الأخر عبد العزيز الخير ورفاقه لدى عودته من الصين . كان هدف البرنامج على أورينت هو مناقشة الأسباب الكامنة وراء اعتقال الناصر، لأن الاعتقالات التي طالت بعض القيادات في الهيئة تسبب الحيرة، فالهيئة تعمل من داخل سوريا وتسافر للقاءات دولية تشمل الروس والأمريكان والأيرانيين وغيرهم وهم أي الهيئة أعلنوا أن برنامجهم السياسي هو إسقاط النظام برموزه ومرتكزاته ومع ذلك يواصلون العمل من دمشق بحرية ويسافرون ويعودون فلماذا اعتقال عبد العزيز الخير ولماذا اعتقل الناصر.. المسألة تبقى غامضة، ولكننا في هذا المقال لسنا بصدد التحليل السياسي بل في سلوك الهيئة، فعوضاً عن خروجها إلى الرأي العام لبحث الموضوع ومناقشة الأفكار تقرر مقاطعة قناة تلفزيونية وتوجيه السباب إلى مالكها وتتهمه بأنه هو تحديداً من يقف وراء الخبر، في أسلوب تبسيطي يليق بالبعثيين.. أي ببساطة لايوجد إعلام ولا اعلاميين ولا سعي وراء الخبر والمعرفة بل جهات تترصد ببعضها وكل شيء تقف وراءه جهة سياسية ما، هذا السلوك يترك ثغرات.. فرغم مرور يوم كامل على نشر الخبر السيد حسن عبد العظيم وافق على المشاركة مع أورينت ولكن ضغوط منذر خدام حالت دون ذلك إذاً بأوامر مَن بالضبط يتحرك منذر خدام إذا كان رئيسه نفسه لم يكن لديه مانع من المشاركة.. وماعلاقة مالك القناة بكل ذلك.. السيد غسان عبود موجود في أوروبا ويركز على عمله أو الأعمال الإنسانية في مجموعة أورينت الانسانية ولاتهمه أخبار الهيئة قليلاً أو كثيراً والأورينت تنشر في اليوم العادي وسطياً أكثر من ثلاثمئة خبر فهل يرسلها السيد عبود كلها.. لو كانت الحال كذلك لما كان لديه وقت للتجارة والأعمال وأفلس ولن يكون بمقدوره أن يكون مالك الأورينت أو غيرها، ثم متى ستنتهي سوريا من سلوكيات من ليس معنا فهو ضدنا لدينا مصدر قيادي قام بتسريب خبر والحل المعقول الذي أوجده عالم الإعلام بسيط هو ترك المساحة كاملة لمن يكون موضوع الخبر بالتوضيح في نفس البرنامج أو الصحيفة لشرح موقفه من القضية موافقة أو رفضاً، ثم لماذا التهمة لأورينت بمعاداة هيئة التنسيق نستطيع بكل بساطة أن نتجاهلهم إعلاميا ولا نتصل بهم هكذا بكل بساطة ودون أن يحاسبنا أحد ولن "يزعل" جمهورنا بشدة على اطلالاتهم التي تسبب الحيرة أكثر مما تقدم أجوبة، ولماذا ترضى الهيئة أن تنضم لركب من يعادي الأورينت وهم حتى الأن النظام وداعش وهيئة التنسيق؟.. هنيئاً لرفاق جمال الأتاسي على انضمامهم إلى هذه المجموعة. لسوء الحظ المسألة لاتتعلق بالهيئة فقط الجميع بدا يتصرف بهذه الطريقة، إذا كتبت حرفاً عن الإغاثة "تحرد" السيدة سهير، وإذا كتبت سطراً عن الكتلة الديمقراطية في الائتلاف تكتشف أنه ليس فيها شيء من الديمقراطية سوى اسمها ويقوم رئيسها السيد ميشيل كيلو بالتهجم على أورينت وفريقها الصحفي ويهدد بالويل وعظائم الأمور، على رسلكم ياجماعة مازلتم معارضة ماذا ستفعلون إذا لاسمح الله أصبحتم حكاماً.

ياسادة أنتم تعملون في الشأن العام وتطاولتم لمهمة المشاركة في رسم مستقبل سوريا ومع ذلك ليس لديكم نفس لتحمل قناة تلفزيونية، وللسيد منذر خدام نؤكد السوريون لن يتحملوا فكرة الملثمين في الشوارع ويعتقدون أنهم تركيبة وراءها أجهزة مخابرات فحتى الشبيح مكشوف ويعتقد أنه يقاتل دفاعاً عن وجوده والثائر أيضاً مكشوف لأنه يقاتل من أجل حريته والآن السيد منذر خدام يريد أن يكون ملثماً في السياسة وبدلاً من مواجهة الاستحقاقات يتفرغ لسب هذا وذاك للهروب إلى الأمام ...

أنتم ياسيد خدام في هيئة التنسيق مثل أي تجمع سياسي لديكم صقور وحمائم وأفكار متنوعة وأحياناً مختلفة ومتضاربة ليس في ذلك مايدعو للخجل.. مايدعو للخجل هو ادعاء العكس لأنكم بذلك ستتحولون الى بعث آخر يمتلك قيادة وأطر وهمية وآخرى شبحية حقيقية ولن يطول الأمر قبل أن تظنوا أنفسكم الحزب القائد للدولة والمجتمع وهو ما بات عصياً عليكم وعلى غيركم بالمناسبة حتى لو قالت لكم قناة الميادين أن المعارض الوطني من باريس يعتقد غير ذلك.