مرضى السرطان: الالتزام بالعلاج يشفي

مرضى السرطان: الالتزام بالعلاج يشفي

* أعراض المرض تعب وإرهاق مزمن ورعشة وتعرق وحمى من دون التهابات

يعرف مرض اللوكيميا (ابيضاض الدم), على انه مرض خبيث ومعقد وذلك نتيجة لوجود انواع عدة منه. ولفهم تنوع هذا المرض, يجب الالمام ببعض المعلومات الأساسية عن كيفية انتاج الدم. حيث يقوم النخاع الشوكي الموجود في العظام بتصنيع خلايا الدم المختلفة مثل كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. وفي حالة الاصابة بسرطان الدم, تخرج عملية انتاج خلايا الدم عن مسارها الطبيعي, لتصبح شاذة وغير ناضجة او فعالة وتتزايد بأعداد هائلة ولا تموت. وبالتالي تتكدس في الدم والنخاع وتمنع انتاج خلايا دم أخرى.

ويترتب عن ذلك حدوث نقص في تعداد خلايا الدم الفعالة ما يؤثر على صحة الجسم بأكمله. كما تنتشر في الدورة الدموية والجهاز الليمفاوي, ويمكن أن تتجمع في الأنسجة الليمفاوية او الطحال لتكون سرطانا.

وكما يعرف, هناك نوعان من اللوكيميا الاكثر شيوعا, الاول يعرف باللوكيميا النخاعية والثاني اللوكيميا الليمفاوية. وبالنسبة للوكيميا النخاعية ينشأ السرطان من خلايا النخاع الشوكي (الجذعية). وقد تتسرطن خلايا المنشأ التي تتحول الى كريات الدم الحمراء وخلايا النخاع التي تتحول الى صفائح دموية. ولها انواع هي: اللوكيميا النخاعية الحادة: وهي اقل شيوعا, حيث تكون سبب 20 في المئة من مجمل حالات الاصابة باللوكيميا. ورغم إمكان الاصابة بها في أي عمر, الا انها غالبا ما تصيب الفئة العمرية الاكبر من الخامسة والعشرين سنة, اما النوع الثاني من اللوكيميا النخاعية فيعرف بالمزمن: وهي من الحالات التي تقل نسبتها عن 2 في المئة من مجمل حالات اللوكيميا. وتتميز بوجود عدد كبير من الخلايا البيضاء غير المكتملة النمو وبوجود كروموسوم مختل يُعرف بصبغي فيلادلفيا في الدم أكثر من 90 في المئة من الحالات. وترتفع نسبة الاصابة بهذا النوع لدى الرجال مع تقدمهم في العمر.

وبالنسبة للنوع الثاني من اللوكيميا, فيعرف باللوكيميا الليمفاوية ينشأ السرطان من الخلايا الليمفاوية. ولهذا النوع اقسام ايضا, وهي: اللوكيميا الليمفاوية الحادة: قد تصيب البالغين, بيد انها الأكثر شيوعا في الأطفال ما بين سنوات الثانية والثامنة من العمر, اذ تحتل نحو 75 الى 80 في المئة من مجمل حالات اللوكيميا في الاطفال. ولأسباب غير معروفة تزداد نسبة الاصابة بها في الذكور مقارنة بالاناث, اما النوع الثاني فهو اللوكيميا الليمفاوية المزمنة: وهي نوع نادر, وقد لا تظهر على المصاب أعراض اثناء مراحلها المبكرة. ويشدد على ان يبقى المرضى تحت المراقبة مخافة تطورها.

ويعزى سبب الاصابة في 90 في المئة من الحالات الى وجود خلل جيني, يتعلق ببنية الكروموسومات. فالجسم يحتوي على 22 كروموسوماً, وفي حالة المصابين بمرض لوكيميا النخاع المزمنة فان الكروموسومين 9 و22 الموجودين في الدم يتبادلان بعض المواد الجينية ما يوجد كروموسوما جديدا ومختلفا. وقد اسماه مكتشفه "فيلادلفيا". وهذا الجين الجديد يصنع بروتين يسمى تيروسين كاينيز الذي يسمح بنمو خلايا الدم البيضاء الى ان تخرج عن السيطرة ولا تموت. ليمتلئ النخاع بهذه الخلايا, التي تزاحم الخلايا الطبيعية الاخرى وتقوض قدرة النخاع على انتاج خلايا الدم السليمة وتعمل على تدميره.

* الأعراض

أعراضه الاولية هي: الرعشة, التعرق, الحمى دون وجود التهابات, التعب والارهاق المزمن. أما في المرحلة المتقدمة, فان انخفاض كفاءة النخاع الشوكي في انتاج خلايا دم كافية ستسبب الاعراض التالية:

- آلام في المفاصل والعظام نتيجة لتكدس الخلايا الدم البيضاء وارتفاع ضغط النخاع الشوكي.

- التعب والارهاق واعراض انيميا حادة نتيجة لقلة عدد كريات الدم الحمراء.

- نظرا الى تشوه غالبية الخلايا البيضاء وقلة كفاءتها فانها تفشل في التعامل والتغلب على اي عدوى او التهاب. ما يزيد من فرصة اصابة الشخص بالأمراض المعدية والالتهابات.

- قد تصل خلايا الدم البيضاء المشوهة الى الطحال, فتسبب تضخمه.

وهناك طريقة أساسية لتشخيص المرض وهي من خلال تحاليل الدم المخبرية. ومن انواع هذه الفحوصات: قياس اعداد خلايا الدم المختلفة وتقييم خصائصها وشكلها, تحليل عينة من النخاع الشوكي لتحديد وجود جين او الكروموسوم المزمن, قياس معدل او نسبة كروموسوم المرض او الجين في الدم.. وقد رافق تطور طرق التشخيص زيادة قدرة تشخيص المرض مبكرا وإمكان تقييم تطور المرض واستجابة الجسم للعلاج.

وبالحديث عن العلاج, قبل سنة 2000, كان معدل العمر المتوقع للمصابين بهذا المرض محدوداً ومتواضعاً جدا, نتيجة لضعف فهم آلية المرض وكيفية السيطرة عليه وعدم توافر العلاج المناسب. بيد ان الوضع تغير بعد ذلك نتيجة لبدء انتاج عقاقير سببت ثورة وتمكنت من تغيير مسار هذا المرض. ويركز علاج مرض CML على استخدام عقاقير تتعامل مع انزيم تيروسين كاينيز "غير الطبيعي" والمسؤول عن تصنيع كريات دم بيضاء غير سوية. واغلب العلاجات الموصوفة تتناول عبر الفم, ما يسهل على المريض الالتزام بالعلاج. ويقرن تناولها مع نتائج ايجابية جدا نتيجة لكفاءتها في تثبيط وايقاف عمل هذا الانزيم ما يسبب ايقاف واخماد اعراض المرض بشكل كامل. وهذا خفف معاناة المرضى وزاد من جودة حياتهم كثيرا. وهناك احتمال إمكان شفاء بعض الحالات التي يتم اكتشافها في مراحلها المبدئية.

اما ان وصلت الحالة الى مراحل متقدمة, فالحل الاخير هو الخضوع لعملية نقل نخاع شوكي.

أما بالنسبة لمستقبل المريض, فان التزم بالعلاج والمتابعة الطبية, فمن النادر ان يتوفى نتيجة للمرض نفسه. بل عادة ما يعيش بشكل مقارب للطبيعي ويتمتع بجودة حياه جيدة ويكون سبب الوفاة أمر آخر غير مرض "CML".

التعليقات (3)

    محمد

    ·منذ 10 سنوات 5 أشهر
    ماهي نسبه الشفاء من مرض سرطان الدم بمراحله الاولى

    توتة

    ·منذ 10 سنوات 5 أشهر
    ماهي‏ ‏نسبة‏ ‏الشفاء

    ريم

    ·منذ 10 سنوات 5 أشهر
    ابني صديقتي بالعلاج الكيمياءي بالمرحلة ماقبل الاخيرة على كزل يتقيأ واسنانه سقطت ولا يأكل من سرطان الدم هل من الممكن يموت لانه اصبح كالهيكل
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات