رسالة من ابنة مقاتل في الجيش الحر إلى أدونيس

رسالة من ابنة مقاتل في الجيش الحر إلى أدونيس
يكاد لا يمضي يوم دون أن تقف فيه سيارة تابعة لأحد الفروع أمام باب البيت لاقتياده، أمضى أبي سنوات شبابه في استضافة معظم الفروع الأمنية. والتهمة معارض ويساري ثائر، هو لم يكن يعرفه أحد إلا أبناء حيه الفقير والكثير من الجواسيس والمخبرين، وحينما تقدم به السن التزم بيته وصارت ثورته هي كوم اللحم الذي ينتظره.

أبي الخمسيني أورث أخي الشاب طباعه الثورية فكان من أوائل الملتحقين بالثورة السلمية وصار ينشط ويحرض الشباب على التظاهر، سمع المخبرون عن نشاطه فصاروا يلاحقوه وتذكروا فيه شباب أبيه الذي كان مُفسداً حسب اتهاماتهم لأنه كان يحرض الشباب في حينها على التظاهر أيضا. ذات يوم جاؤوا إلى أبي وبكل مكرِ أقنعوه بأنهم مع السلمية ومع مطالب الثورة ولاسيما المدنية وبأنهم موجودون في المظاهرات ولم يطلقوا في حينها طلقة رصاص ضد أي متظاهر، وهذا الكلام دقيق بالفعل. أقنعوا أبي الطيب أنهم يودون فقط استجواب أخي وبأن عليه أن يكون متعاوناً وهذا السبيل الوحيد لإنقاذه قبل أن ينجرف بعمل مسلح وهذا ما لا يرضى به أبي الثائر القديم المعروف بأخلاقه الحميدة، اقتنع بالفعل فهو الذي لم يحمل يوماً سلاحاً، عادوا إليه وهددوه بأنه في حال تواطئ ولم يخبرهم عن مكان ابنه المطلوب لن يرحموا كليهما وصدق أبي هذه الكذبة وقام بتقديم أخي للاستجواب، مضت شهور مع كل جلدة و صفعة يتلقاها أخي كان أبي يجلد نفسه لأنه سمح لقلبه وخوفه على ابنه أن يصدقهم، أما عن فصول الإهانة والذل التي كان يتلقاها أبي كل مرة حين السؤال عن أخي فتلك حكاية لن تطيب لك متابعة تفاصيلها المُهينة.

بعد عدة أشهر خرج أخي و قد تلون جسده، أدرك أبي أن هؤلاء المجرمين لا يعرفون وعدا ً ولا ميثاقاً وكانوا يعلمون بقرارة أنفسهم أن الثورة يستحيل أن تبقى سلمية ولكن أبي وأخي استمرا بالحراك السلمي رغم ذلك، بدأ الأمن والجيش بأعمال العنف بحق المتظاهرين تباعا ً فانخرط أخي في صفوف الجيش الحر لحماية المتظاهرين وكي لا يتكرر الغدر نفسه هرب أبي وأمي ومعهما نحن ، كوم اللحم اختبأنا في مدينة أخرى، بقي أخي مع الثوار...لكن انتقام هؤلاء المجرمين لاحقنا حيث نحن، فبعد أن ذهبوا ونهبوا وكسروا بيتنا المتهالك أصلاً ولم يجدوا أبي قرروا معاقبته بأغلى ما لديه. قتلوا أغلى أخوتي على قلبه وشوهوا أمي وقاموا بمطاردتنا نحن البنات... لم يكن أمام أبي المسكين خيار آخر حمل من بقي من أخوتي وأخذ أمي وقرر العودة إلى المدينة ،ولكنهم كانوا بانتظاره فاقتادوه وعصبوا عينيه وأرهبونا جميعا ً.كانوا ينظرون إلى أمي باحتقار ومكر أما أبي المسكين فكالعادة عليه أن يقر اين يختبئ ابنه الإرهابي، وبعد أن تأكدوا أنه هذه المرة بالفعل لا يعلم من شهور أين ابنه نال نصيبه من أذاهم وظلمهم وأفرجوا عنه...

أبي اليوم في صفوف الجيش الحر بعد أن كان من أوائل المنادين بالسلمية، يقف بجانبه أخي في الخطوط الأولى وفي جيبه صورة أخي الشهيد ..

مواطني السوري أدونيس ، قرأتَ لك يوماً مقولة تقول فيها : لا يوجد أكثر جحيمية من أن يحارب إنسان ويُقتل من أجل الجنة أو من أجل حورية...

أكتب لك رسالتي لأجيبك ، لا يا سيدي يوجد ما هو أكثر جحيمية من هذا وذاك، وهو أن يُقتل ابنك وتُشوه زوجتك ويُهدم بيتك وتُهان بناتك ولا ترى أن هذا هو الجحيم بعينه ، إن أبي كان يرى أمي حورية من حوريات الجنة ولكن كان هذا قبل أن تفقد إحدى عينيها يا مواطني...

القصة وشخوصها حقيقيون، ولكن تم صياغة هذه الرسالة بتصرف.

التعليقات (6)

    سوري أصيل

    ·منذ 9 سنوات 11 شهر
    أتفه من أن يدكر وأتفه من أن يشكى إليه وأتفه من أن توجه إليه أي رسالة والله عيب أخوك الشهيد ليزعل بأن تختزل قصة كفاحه وأبيه لأشخاص نكرة وعالة على الإنسانية مع شديد إحتراماتي للعائلة الكريمة التي ضحت بما ملكت في سبيل الله والوطن

    azadi

    ·منذ 9 سنوات 11 شهر
    السيد ادونيس نكرة بالنسبة للشعب السوري الثائر الحمد الله قامت الثورة وفضحت الكثير امثال ادونيس ونجدت اسماعيل انزور و............

    أبو القاسم مصياف

    ·منذ 9 سنوات 11 شهر
    الشعب السوري يتعرض لحرب ابادة ومن حقه الدفاع عن نفسه بكل الاساليب والمقاومة العسكرية اهمها. لا قيمة للسلمية بظل عصابات همجية طائفية تذبح السوريين .. من اول لحظة كان يجب مقاومة مجرمو آل الاسد بالرصاص! أدونيس اعتبر ان المجرم بشار رئيس مًنتخب في رسالته له العام 2011 .. فهل هذا يستحق منا أي احترام وبناء على هذه الجملة فقط؟ أدونيس المتحول لا الثابت ووحده محمد الماغوط من عرف حقيقته من زمان طويل! الرحمة للشهيد وتحية إكبار للأب وابنه في الجيش الحر أملنا الوحيد بالخلاص.

    الطنبوري

    ·منذ 9 سنوات 11 شهر
    أدونيس حاله كحال كل العلويين في سوريا،تتحدث معه وقد تتفاجأ بأنه يتفق معك في ان ما حدث في سوريا ما كان يجب أن يحدث، ولكن عندما تذكر له رحيل بشار فسيتذكر أن رحيله يعني ضياع كل الامتيازات التي تتمتع بها الطائفة العلوية من سرقة ونهب وعدم محاسبة، وسيلوح له شبح انتقام شعب سوريا من طائفة بغيضة مارست أبشع انواع التعذيب والوحشية ضد هذا الشعب، وستجده بعد ذلك يتحول متعللاً بكل الحجج الواهية التي صدعوا رؤوسنا بها وسيقول لك في نهاية المطاف أين بديل بشار؟ لذلك وبالنهاية، هم يعلمون مدى قذارتهم ويخشون انتقامنا.

    Anas

    ·منذ 9 سنوات 11 شهر
    يجب أن تسألوا أوﻻ المدعو أدونيس هل هو سوري أم ﻻ ؟ صدقوني في سوريا الجديدة ستسحب منه الجنسية بسبب خيانة الوطن!!!

    سوري درعاوي

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    صدق القول على "اتوبيس" قول الحق تعالى: " لا تعمى اأابصار ولكن تعمى القلوب التي التي في الصدور" صدق الله العظيم . ربما يسال احدهم لماذا اسميه اتوبيس لان الاوتوبيس يحمل داخلة كثير من الناس ومن هم ربما علماء ولكن لا يفقه مما يحمله من شيء إنما هو واسطة لا غير
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات