وتم انشاء نصب تذكراري تخليدا لذكرى ضحايا الأرمن صممه "ساركيس بالمانوكيان" وأفتتح رسميا سنة 1990 بحضور كاثوليكوس عموم الأرمن لبيت كيليكيا، نصب يضم العديد من بقايا وعظام شهداء الأرمن.
هجرة كان لها وجه إيجابي على مدينة دير الزور، انعكس في ارتفاع عدد سكان المدينة،وزيادة نموها، فقد كانت دير الزور مكاناً مفضلاَ للمهاجرين الارمن بسبب ضمان متصرف دير الزور"علي سواد بك" لحياتهم، وقيامه بـ" توفير ظروف سليمة للمبعدين، ضمن فيها أمان المهجرين، وكان عقابه شديداً للبدو الذين يحاولون الاعتداء عليهم".
اضافة الى تسليمهم أعانات مالية تساعدهم على بناء حياتهم .
وبنى المتصرف مشفى عسكرياً صممه مهندسون وبناؤون أرمن، وتحول تجمعهم إلى حي نشط بنيت فيه الأفران وأنشىء فيه سوق صغير يعمل فيه عمال مهرة. وقد اطلق الارمن على حيهم اسم "السوادية" احتراماً"لعلي ساد بك".
تعد مدينة دير الزور مقرا للبعثة الدبلوماسية الأرمنية الثالثة في سوريا ويوجد فيها القنصلية الفخرية لجمهورية أرمينيا والتي أفتتحت في الـ 11 من فبراير/شباط 2010 بحضور رسمي وشعبي كبير.
قام الرئيس الأرمني سيرج ساركيسيان بزيارة المدينة في اليوم الثالث من زيارته الرسمية إلى سوريا في مارس/آذار 2010، حيث زار كنيسة ومقام شهداء الأرمن، كنيسة شهداء الأرمن في دير الزور: تم وضع حجر الأساس لهذه الكنيسة م 1985، ودُشِّنت عام 1991 بحضور قداسة الكوليكوس كاركين الثاني.
هذا الصرح المعماري الذي جاء تخليدا لشهداء الأرمن، وليروي ما تعرضوا له ذات ليل،
يتألف هذا الصرح من مدخل رئيسي يرتفع نحو الساحة بمدرج يشير إلى المآسي والنكبات التي تعرض لها الشعب الأرمني، أما واجهة المدخل الرئيسي من الطرف الداخلي، فهي زخرفة بحمامٍ وصلبان منحوتة بدقة متناهية ومعبّرة عن حب الأرمن للسلام، ونضالهم وتضحيتهم لتحقيقه.
ويطالعنا إلى يمين الساحة جدار الصداقة، وهو جدا منمّق بزخارف ونقوش بالطابعين العربي والأرمني، معبّراً عن الصداقة الحميمة بين هذين الشعبين المتآخيين.
وأُقيم مقابل اخل الرئيسي للصرح نصبٌ تذكاري ضخم يخلّد ذكرى الشهداء، يتوسطه خاتشكار (حجر الصليب) جيء به من أرمينيا، تشعل أمامه بصفة دائمة شمعة الخلود، وعلى جانبيه خمسة نماذج لنصب شهداء الأرمن موجودة في أنحاء العالم.
أما في أسفل الكنيسة فيوجد صالة يرتفع منها عمود يخترق منتصف الكنيسة ويسمّى بعمود الانبعاث.. دُفن في أساسه بقايا من عظام الشهداء ورفاتهم التي انتشلت من مواقع عدة كالشدادي ومركدة في الجزيرة السورية ودير الزور. كما تحوي الصالة واجهات عرض لكتب ومنشورات وصور ثائقية تحكي حكاية الشعب الأرمني ومآسيه.
تحفة فنية لم يبقى الكثير منها اليوم, فبعد تعرض الكنيسة للقصف وايدي العابثين أختفت الكثير من القطع القيمة التي كانت الكنيسة تضمها .
يذكر أن ديرالزور كانت تضم عشرات العائلات المسيحية التي تنتمي لمختلف الطوائف , لكن أغلبهم غادرها , عقب أندلاع المواجهات بين النظام والمعارضة وقيام قوات الاسد بقصف المدينة ,دون ان يستثني دور العبادة .
ما ترك أكثر الكنائس في المدينة عرضة لنهب والعبث لغياب من يعتني بها رغم محاولات من بقي من الاهالي حمايتها والحفاظ عليها , الا أنها تبقى محاولات قاصرة في مدينة لاتزال تتعرض للقصف والتدمير اليومي .
يذكر أن ديرالزور تضم خمس كنائس تعرضت كلها للقصف والتدمير الجزئي والكلي ولم يتم ترميم أي منها أو محاولة اصلاحها .يتحدث الناشطون اليوم عن هجرة 99بالمئة من المسيحين لمدينة ديرالزور ويعبرون عن خشيتهم من انقطاع صلة هولاء بالمدينة ’ التي طالما كانوا جزء اساسي منها , وأحد معالمها المميزة.
هموم كثيرة يحملها الارمن اليوم في هجرتهم الجديدة , لتبقى أجراسهم صامتة و مقاعدهم فارغة تشكو الهجر والبعد, وكنيسة تحتضن عظام ابنائها وتمسح دموعها في ذكرى المجازر فقد تركت بمفردها تعاني ويلات الحرب , ووجع الصمت والوحدة .
التعليقات (5)