فنانو الأسد يتراقصون على الجثث ويقودون حملته الانتخابية

فنانو الأسد يتراقصون على الجثث ويقودون حملته الانتخابية
على الرغم من أن مساهمات فناني النظام في تشويه صورة الثورة وتأليه بشار الأسد لم تنقطع، إلاّ أن النظام خفف من كثافة وجودهم بعد استراحة منحها لهم في فترة أولى فيها اهتماماً أكبر بالأبواق الإعلامية ليس السورية واللبنانية فقط بل أيضاً تلك الأبواق التي تهافتت من دول عربية كثيرة كالعراق وتونس ومصر ثم من روسيا كالبوقين الشهيرين لينا سوبونينا وماتسلاف ماتزوف وجميع هؤلاء وجدوا في استثمار الحدث السوري فرصة للإثراء اعتماداً على التمويل الإيراني السخي..

مرة أخرى يعود فنانو النظام إلى الواجهة بزخم يشابه زخم حضورهم الإعلامي في بداية الثورة ليكونوا من ضمن المساهمين في حملة بشار الأسد الانتخابية دون أن يعلنوا ذلك صراحة، ذات الجوقة من المطبلين الذين ساهموا في إنكار وجود المظاهرات وأكدوا على أن سورية بخير وأن ما يحدث ما هو إلاّ فبركات من القنوات المغرضة وأن الحياة في سورية تسير بشكل طبيعي، هؤلاء الذين انحازوا إلى النظام وروايته وشكل الحل الذي اعتمده فأوصل سورية إلى ما وصلت إليه دون أن يتساءلوا ربما لمرة واحدة بأن من يختار الحل هو المسؤول عن النتيجة، وبدلاً من ذلك راح هؤلاء الفنانون يوغلون في عنادهم ومكابرتهم ويزداد حجم تورطهم يوماً بعد آخر..

أبطال مسلسل الانتخابات حسب ظهورهم على الشاشة هم دريد لحام في دور الفيلسوف، زهير رمضان في دور الفارس، سلمى المصري في دور الملاك، أحمد رافع في دور المضطهد، وغادة بشور في دور الراقصة الفاضلة، سعد مينا في دور الحريص على وحدة سورية، والحبل على الجرار فثمة الكثير من الممثلين الذين ينتظرون أدوارهم في مكاتب الإنتاج الاستخباراتية، وبالطبع ثمة حلقات أخرى ستبث تباعاً على مدار الأيام القادمة وهو المسلسل الأول في تاريخ دراما النظام الذي يبث دون أحداث أو حبكة أو صراع ودون تشويق لأن الجمهور يعرف أحداثه وقصته وحبكته وأبطاله ونهايته ومتيقن منها ..

أسقط الفنانون هذه المرة الحديث عن سيد الوطن في ظاهر الخطاب مكتفين بالحديث عن الوطن "وضمنا سيده"، مشددين على مفهوم الديمقراطية والتعددية والسيادة والعرس الوطني القادم، أما العريس الذي يستحق سورية فأنت تعرفه يا أخي في الوطن كما يقول زهير رمضان، إنه الحريص على الثوابت، القادر على الممانعة، البطل المقاوم الذي دحر المؤامرة والمتآمرين، غير أن الفنانة سلمى المصري تخالف زهير رمضان في الرأي لتدعو لانتخاب القادر على حماية سورية وتخليصها مما هي فيه، أما دريد لحام وتابعه أحمد رافع فيركزان على الجانب الوطني ويميلان إلى اختيار رئيس آخر من غير المترشحين الجدد!!

لا تبدو حملة الفنانين قائمة على فكرة الانتخاب فهم يروجون ظاهرياً لذلك بينما تعبر دواخلهم عن فكرة "الاستفتاء" التي هيمنت على العقل السوري بفعل الحذاء العسكري والبندقية، تلك مسألة تتضح أيضاً في أخطاء المحللين السياسيين وعثراتهم على الهواء مباشرة، ففي الكثير من الحوارات التي عقدتها تلفزيونات الأسد عن موضوع الانتخابات انزلق لسان المحللين ليدعوا الناس للمشاركة بـ: "نعم" أو "لا" وهي فكرة الاستفتاء ذاتها في الوقت الذي يلوكون فيه فكرة التعددية ويزايدون بها..

أثبت فنانو النظام بشكل لا يقبل الشك أن رؤيتهم وانحيازهم كان أكبر سقطة سياسية لو أنهم يدافعون عن نهج سياسي، وأكبر سقطة أخلاقية بعد كم الفجور الذي أبداه النظام خلال أكثر من ثلاث سنوات، وأكبر سقطة وطنية بعد أن دمر من وقفوا معه الوطنَ أمام عيونهم، وأكبر سقطة إنسانية بعد كل ذلك الكم من القتل والأسر والخطف والتهديد والجوع والموت تحت التعذيب في أقبية النظام والموت جوعاً في المناطق المحاصرة، ومع ذلك كله لم يرف لدريد لحام جفن، ولم تنزل لمها المصري دمعة، ولم يتنازل زهير رمضان للتفريق بين الوطن وسيده المزعوم، بل تابع هؤلاء الذين يصرون على تسمية أنفسهم بالفنانين، ويقدمون أنفسهم على أنهم رسل الخير والمحبة والسلام والوطنية والإنسانية تابعوا مسيرتهم في الانتصار لمصالحهم ومكتسباتهم، ارتضوا أن يكونوا أدوات وأراغوزات، ارتضوا بالفضيحة المجلجلة والعار الذي لحق بهم جراء انتصارهم لقاتل معتوه جر البلاد والعباد إلى الدمار والتفكك وأنهى أي حلم للسوريين بالتعايش مرة أخرى ربما لعقود طويلة، وقدم لإسرائيل أكثر مما تحلم به بكثير..

وإذا كان انتصار هؤلاء الفنانين لذلك الطفل المعتوه قد أسفر بعد سنوات ثلاث عن كل تلك النتائج الكارثية، فما النتائج التي يمكن أن تصل إليها سورية بعد سبع سنوات أخرى يبذل هؤلاء الفنانون قصارى جهدهم للترويج لحكم الأسد خلالها ولكن بطريقة ديمقراطية تعددية هذه المرة بعد أربعة عشر عاماً قضاها الأسد دون شرعية!!

المفارقة العميقة أن هؤلاء الفنانين سقطوا تماماً ولم يعد لهم أي تأثير أو مصداقية ولا أحد يعلم على وجه الدقة لمن يوجهون خطابهم: أإلى أمثالهم من المؤيدين والشبيحة الذين ليسوا بحاجة إلى تجييش؟؟ أم إلى عموم الشارع السوري الذي لفظهم وجعلهم مثار تندراته باعتبارهم أضحوكة وباعتبارهم يمثلون قمة السخف والانحطاط الخلقي والقيمي، وفي كلتا الحالتين لن يكون لصوتهم أي معنى ولن يكون لحضورهم في الحملة الانتخابية أي أثر يذكر سواء نجح الأسد في تلك الانتخابات أو سقط منافسوه..

التعليقات (4)

    وسام عمران

    ·منذ 9 سنوات 11 شهر
    كل شريك للنظام فى اجرامه بالكلمة او بالفعل سوف تتم محاسبته عاجلا أم آجلا و خللى بشار ينفعهم

    مجد الأمويين

    ·منذ 9 سنوات 11 شهر
    الفنان الحقيقي يا دكتور عبد القادر هوالذي وقف مع الشعب السوري في هذه الثورة العظيمة، أما هؤلاء الشبيحة فهم *** وليسوا فنانين.. ظهروا وبانوا على حقيقتهم بعد أن غسلوا وجوههم من المكياج الذي كان عالقا عليها..

    عبد الحميد اليوسف

    ·منذ 9 سنوات 11 شهر
    من الأزل في سوريه يوجد عشر اركوزات وخلفوا الدور لأبنائهم ودائما يصفوا للداخل ويلعنو الخارج عاش الملك ومات الملك وكله كذب وخداع لليوم لم يلد الفنان المبدع في سوريا والفنان الحقيقي عذب وشرد وقتل اما هؤلاء اركوزات النظام ومنتفعيه

    هدى الزين

    ·منذ 9 سنوات 11 شهر
    الفنان الذي صنع شهرته الشعب هو الذي يقف على أنقاض بيوته المهدمة وجثث أطفال محترقة هؤلاء *ً** واراجوزات وشخصيا اشعر بالقرف من مشاهدتهم لآني ارى فيهم وحوشا لا يحملون اي قيم أخلاقية ولا إنسانية جمهورهم ومحبيها قتلة ولصوص وبلا دم ولا خلق
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات