حيث يرى الكاتب أن الانتخابات المزمع عقدها في الثالث من حزيران العام الجاري ترمي إلى "تعزيز شرعية الأسد في المدى المنظور على الرغم من أن حكومته كانت السبب بتشريد ملايين السوريين" وعلى الرغم من وجود منافسين للأسد في هذه الانتخابات "لكنها انتخابات محسومة سلفاً لصالح الأسد ومتوقع أنها لن تساعد على إنها الحرب الدائرة في سوريا".
يسرد الكاتب نظرته حول الانتخابات الرئاسية المتتالية في الوطن العربي، ويرى أن ما حققته تظاهرات دول الربيع العربي هو قليل جداً بسبب "هيكلية السلطة المتعارف عليها في هذه البلدان"، حيث نجح عبد الفتاح السيسي في مصر بقمع معارضيه قبل الانتخابات الرئاسية التي من شبه المؤكد أنها ستوصله إلى منصب الرئاسة بعد أن كان وزيراً للدفاع، أما في الجزائر اقسم عبد العزيز بوتفليقة" ذو السبعين عاماً وصاحب الصحة المتدهورة قسمه رئيساً للجمهورية"، في حين ما يزال قادة لبنان يقايضون بعضهم البعض على "منصب الرئاسة الرمزي".
يقول الكاتب إن الانتخابات في سوريا قد وسعت الهوة بين موالين للاسد يعتقدون أنه "يحاربون حرباً لا مفر منها ضد متطرفين مدعومين من الخارج، وبين معارضة تنظر إلى الأسد على أنه ديكتاتور دموي يجب الإطاحة به".
ويبين الكاتب حالة الفرح التي عمت مؤيدي الأسد عقب إعلانه عن ترشحه للانتخابات فيقول:"إن مسلحين موالين للاسد كانوا منتشرين في أرجاء العاصمة دمشق اطلقوا النيران في الهواء ابتهاجاً"، وخرجت مسيرات موالية له ضمت طلاب مدارس وموظفين.
تقول الطالبة رانية التي شاركت في هذه المسيرات: "أنا وكل عائلتي نحب الرئيس بشار، لا أكترث لبقية المرشحين ولا حتى اعرف اسمائهم ".
وعن الجهة الاخرى من الصراع لم يحدث نبأ ترشح الأسد تأثيراً يذكر، بحسب ما قاله الكاتب ويقول الناشط المعارض تمام حازم الذي دُمر منزله في حلب بقصف مروحي:"ماذا تنتظر من هكذا مجرم وقاتل يريد أن يجدد مظهره قائلاً: أنا رئيس شرعي"؟ ويضيف "لقد دمرالبلد وهو الآن يجلس على حطامها".
يقول الكاتب إن الافتقار لانتخابات نزيهة في سوريا يجعل مهمة معرفة شعبية الأسد مستحيلة، علماً أن هناك العديد من السوريين الذين "التصقوا به لانهم يرونه رمزاً للبلد أو لأنهم يخافون من أن نصر المعارضة سيؤدي إلى حكم اسلامي".
يرى الكاتب ان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي "يدعي قيادة الانتفاضة" فشل في جمع دعم كبير في داخل سوريا ووصف الانتخابات بالمهزلة.
وبحسب ما قال الكاتب إن الحكومة السورية لم تعطي أي مؤشرات عن كيفية جمع الأصوات من ملايين السوريين الذين فروا الهروب من سوريا إلى دول الجوار، حيث اكتفت الحكومة للنظام السوري بالقول إنه"يمكن للمغتربين التصويت في السفارات السورية" ولم تفسر كيف ستنظم الانتخابات في المدن الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة واكتفت بالتركيز بصرامة في الإعلام على شكليات الانتخابات.
وبحسب جوشا ستاكير المختص في العلوم السياسية الذي كتب كتاباً عن هيكلية حكم الأسد فان اجراء انتخابات في ظروف، كالتي تمر بها سوريا يدل على"رغبة في اظهار صورة قوة النظام أكثر من تحديد إرادة الشعب" ويضيف "عملياً هذه رسالة للمعارضين وللمعارضين المحتملين أنه ليس لديهم اي حظوظ فحال النظام كمن يقول"سأقوم بإجراء انتخابات الرئاسة في منتصف الحرب".
أما عن المرشحين الآخرين يقول الكاتب: إنه لم يدلي أحداً من المرشحين أي تصريحات علنية عن تصورهم لقيادة سوريا بشكل أفضل من الأسد ويذكر الكاتب أنهم ست منافسين للأسد بينهم رجال أعمال ووزراء سابقين وأعضاء سابقين في البرلمان وبينهم سيدة.
يخلص الكاتب إلى أن الصورة التي حاول النظام رسمها على أنه مسيطر على الوضع تماماً قد اهتزت سريعاً بعد أن وافق على اتفاق ينص على تخفيف القصف على حلب مقابل إعادة"جبهة النصرة " التيار الكهربائي لمناطق حلب الخاضعة لسيطرة النظام.
ففي سابقة هي الأولى من نوعها قامت"جبهة النصرة وقوات المعارضة" بقطع التيار الكهربائي عن الجزء الخاضع للنظام منذ عشرة أيام احتجاجاً على قصف النظام، لكن بعد وساطات قام بها سكان المدينة بين فصائل المعارضة وجبهة النصرة من جهة والنظام من جهة اخرى أعادت النصرة التيار الكهربائي، وحذرت النصرة في بيان"أن عدم توقف النظام لقصف الأحياءالمحررة في حلب سيكون الرد قاسيا في المرحلة القادمة".
التعليقات (4)