كذبة الائتلاف من التأسيس إلى لجنة الحكماء

كذبة الائتلاف من التأسيس إلى لجنة الحكماء
قبل مؤتمر انطاليا للمعارضة السورية المنعقد باستنبول، كتبت مادة عن وضع المعارضة، والموقف الدولي، يمكن للقارئ من العودة إليها بعنوان" حول مؤتمر انطاليا في تركيا" 26.05.2011 قلت فيها" وزير الخارجية الايطالي لتبرير تخاذل المجتمع الدولي تجاه النظام وجرائمه في سورية، يصرح أنه لايوجد معارضة سورية".

قبلها بالطبع ومنذ الشهر الأول لانطلاق الثورة السورية من حوران18آذار2011 كتبنا أيضا انا وغيري من الكتاب السوريين عن تخاذل الموقف الدولي. إذا منذ انطلاق الثورة كانت تواجه الثورة إشكاليتين الأولى وهي الاخطر والاهم، تتعلق بتخاذل الموقف الدولي عن حماية الشعب السوري، اخطر لأن هذا الموقف ينعكس دما سوريا في ميزان القوى على الارض بين تظاهرات سلمية وجيش اسدي يقتل بلا تردد.

الثانية تتعلق بتشظي المعارضة السورية، خاصة وإن الثورة فاجأتها بانطلاقها دون أن يكون لها دور، ودون ان تستطيع لملمة شظاياها، في مؤسسة تمثل تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والتي من أجلها قام بثورته، تأسس المجلس الوطني بعدها باشهر 2 تشرين الأول 2011 . وهو المؤسسة الوحيدة تقريبا، لو ارخنا للثورة، حاز على تمثيل شعبي اكثر من غيره من كافة تشكيلات المعارضة التي شكلت قبله أو بعده وحتى تاريخ كتابة هذه المادة.

لا اريد الدخول في اسباب حصوله على هذه الشعبية النسبية بالطبع. لكن بقاء تيار محاورة النظام، والتيار الروسي، والتيار الذي كان يتشدق بالسلمية، والتيار الذي يرفض التدخل الدولي لحماية المدنيين حاولوا التشكيك بالمجلس وهذه الشرعية النسبية. كلها بقيت خارج المجلس علما أن المجلس كانت ابوابه مفتوحة للجميع.

والاهم من كل هذا ان قيادة المجلس الاولى برئاسة الدكتور برهان غليون لم تطالب بالتدخل الدولي، وكانت ترفض حتى مجرد الحديث عن هذا الموضوع، وحاورت روسيا. وبقيت تراهن على جيش الاسد- باعتباره جيش سوري- وهذا ما عبر عنه الدكتور برهان في اول مقابلة له بعد تسلمه رئاسة المجلس مع قناة الجزيرة.

بغض النظر عن الدور السلبي لبعض قيادات الاخوان وقيادات المجلس. لم تكن معجزة الانضمام للمجلس لو ارادت هذه القوى الانضمام اليه، مسألة رئيسية واجهت الموقف الدولي المتخاذل بزعامة اوباما وهي عدم قدرته على جعل المعارضة السورية كلها صورة لهذا الموقف المتخاذل،خاصة بوجود المجلس الوطني الذي لاسباب تتعلق بطبيعة تأسيسه، كان من الصعب ان يقبل بما اراده اوباما بتنفيذ سفيره السابق روبرت فورد، الذي اعلن منذ اسبوعين عن رفضه لسياسة اوباما تلك، علما أنه هو من اصر على رفض تسليح الجيش الحر حتى قبل أن تدخل النصرة وداعش وبقي على هذا الموقف حتى لحظة استقالته.

وعلى اساس موقفه هذا كان له دور في تأسيس الائتلاف** عوضا عن المجلس الوطني، وهو من الاسماء التي ورطت الاستاذ رياض سيف*** في أن يتحمل مسؤولية الكذبة التي على اساسها تشكل الائتلاف. "عندما قمت بالمبادرة كنت عضواً في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري – وهو أعلى هيئة قيادية في المجلس – وكنت مخلصاً له.

يعلم الجميع أن المجلس بعد مرور ما يقارب العام على تشكيله أصبح غير قادر على تحقيق هدف وحدة المعارضة على الرغم من الحاجة الماسة لسلطة بديلة لنظام بشار الأسد. لقد بتنا نواجه السؤال في كل مناسبة، ماذا لو سقط نظام الأسد فجأة فما هو البديل؟" هذه كذبة فورد اساسا، وعاد نفسه الاستاذ رياض ليؤكد كذب هذه الوعود لأنها لم تتحق يمكن العودة لنص الاستاذ رياض ومكاشفته لظروف تأسيس الائتلاف، ومافيها من تناقض!! فمن جهة يقول انه لادخل لامريكا وغيرها بتأسيس الائتلاف، ومن جهة اخرى يؤكد انه اخذ وعودا من تلك الدول لدعم الائتلاف والجيش الحر!!

دول لا تعطي وعودا لجهة لم تشارك في معرفة تفاصيل تشكيلها على الاقل، وهذا يوضح ان الائتلاف برمته بني على كذبة. كان للاسف مسوقها السيد رياض سيف، الذي كان عضوا بالمجلس الوطني وقيادي فيه منذ لحظة تأسيسه، فماذا فعل بهذا المجلس؟ ولماذا يركض قيادي في مؤسسة معارضة لتأسيس مؤسسة أخرى؟ بعيدا عن النوايا الحسنة والسيئة، مجيئ الشيخ معاذ الخطيب لرئاسة الائتلاف كانت تحمل معها خطة انقاذ دمشق عبر جنيف!! انقاذها من الحرب الدائرة بين الجيش الحر وجيش الاسد!! وكأن دمشق وسكانها ليسوا من سورية!! وكل مبادرات الخطيب الارتجالية وغير الارتجالية لاحقا، تصب في هذا المنحى التأسيسي الكاذب للائتلاف.

استطاع الائتلاف هذا ان يكون خير معبر عن رؤية فورد، ومن خلفه اوباما، لكي يتم هلهلة التمثيل السياسي للثورة، وهذا ماحصل. لم يكن يريدون منذ اول الثورة، بديلا عن الاسد امريكيا لأنه غير مطروح اساسا، كما يفترض الاستاذ رياض سيف وكما عبرت عن ذلك مع غيري من المعارضين، ان الحديث عن البديل هو عبارة عن كذبة كبيرة. المطروح امريكا وهذا ما تبلغه كل قادة المعارضة بشكل مباشر وغير مباشر بين السطور هو الدفع نحو الصوملة، وهذا اتضح جليا قبل تشكيل الائتلاف.

قادة الائتلاف وقبلهم بعض قادة المجلس قبل تأسيس الائتلاف ايضا، عندما سئلوا من قبل الامريكان عن السلاح الكيماوي، اجابوا "انه سلاح الشعب السوري ولايجوز تدميره، إلا بقرار من الشعب السوري!! او باشراف مؤتمر دولي لتدمير كافة اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط، تماما كموقف الاسد، وعلى رأسهم الشيخ معاذ.

العودة لهذه المواضيع تأتي عبر سؤال كبير أين وصلنا الان في الثورة والائتلاف والمجلس؟ وما يجري الآن داخل الائتلاف من مؤامرات وخلافات للزعامة وحسب، دون محددات سياسية ورؤى سياسية واضحة. المناسبة انتهاء ولاية السيد احمد الجربا، وفجر قسما منها السيد علي صدر الدين البيانوني عندما صرح لقناة الاورينت بعد انسحابه الفردي منه على إثر برقية التهنئة التي وجهها رئيس الائتلاف للرئيس المصري المنتخب" أن الائتلاف يتعرض لعدة ضغوط منذ حوالى السنة، وفرض رئيس معين للائتلاف كان بداية هذه الضغوط ومن ثم تم فرض قائمة معنية لإدخالها الى الائتلاف، مشيراً الى انه اقترح على جماعة الاخوان المسلمين حينها الانسحاب من الائتلاف إلا أن قيادة الجماعة كان لديه رأي آخر".**** ومن ثم الحديث عن تشكيل لجنة حكماء من الشخصيات التي ساهمت بغياب الحكمة عن عمل المعارضة. وهم معرفون بالاسم.

نحن الآن أمام كذبة من نوع جديد.. المطلوب من لجنة الحكماء النظر في المرآة قبل الدخول في كذبة جديدة. معقول كل الامتيازات وغيرها التي حصلتم عليها من خلال حكمتكم في تأسيس الائتلاف وتوسيعه ديمقراطيا أن تذهب سدى!! نحن لا نقبل يجب ألا تذهب سدى!! فأنتم حكماءنا قبل الجربا وبعده.

التعليقات (3)

    م. وائل محمد

    ·منذ 9 سنوات 10 أشهر
    أخشى يا استاذ غسان ان نكون كشعب سوري ضحية كذبات كثيرة وكبيرة ( فيما يتعلق بتلك التشكيلات السياسية ) ، فحتى المجلس عندما تم تشكيله لم تكن أبوابه مفتوحة للجميع ، ولعلك تذكر لجنة 5 5 التي تشكلت بعد مؤتمر المعارضة بتاريخ 25 /3 /2012 باستنبول والتي كانت تسعى لإعادة هيكلة المجلس الوطني ، لعل الحديث عن كل ذلك الان بات متآخرا ، ولن يجدِ نفعاً ، ولعله من المهم اليوم عدم السقوط ثانية بذات ( المطبات ) التي تشكل على إثرها الائتلاف ، ونخشى ألا تنتهي السلسة عند لجنة حكماء ، والله المستعان من قبل ومن بعد .

    مواطن سوري

    ·منذ 9 سنوات 10 أشهر
    حابب اعرف انا والسوريين انو تجار الدم من معارضة الخارج وبكل اصنافهم مافي عندهن شرف وكرامة؟الحق عالشعب الي لسه ما فضحهن

    م موسى

    ·منذ 9 سنوات 10 أشهر
    لعنه الله الكاذبين ائتلاف شو ائتلاف من اجل ان تمتلئ جعبهم اموال ثمنها دم الشعب تشريد الشعب والله ستحاسبون يوما ع كل مافعلتم وستفعلون ولا تعتقدون بانكم غي مرئين لكافه شرائح الشعب السوري وان غدا لناظره لقريب وحسبنا الله ونعم الوكيل
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات