أول حفل راقص علني على دماء السوريين، أحياه جورج في ساحة الأمويين، يُسدد به "دفعة" من ديونه المستحقة المتراكمة، لعائلة الأسد، لم يُدَخل في حساباته آنذاك، أن تكون الفاتورة فالجاً، أو جلطة، أو سرطاناً . اللهم لاشماتة.
بالحبر الانتخابي، أحيا حفله الثاني، بصماً على الولاية الدموية الثالثة "للوريث"، سدد دفعة معنوية، وقبض بدلاً منها صورة تذكارية، مع ماهر الأسد "المهدي المُنتظر"، للشبيحة والمنحبكجية.
ظهور العميد، ليست قصتنا، ولا صورته، التي يتوهمها "أبو جريش" سبقاً صحفياً.
الحكاية، أن جورج، لم يكن من "الأراجوزات" شبه الدائمين، أو المعروفين على الأقل، في السهرات الليلية لسيادة القائد، وضباطه، وأزلامه، من نمرة أيمن رضا، و صديقه اللدود باسم ياخور، هذا الأخير "فردة" لا مثيل لها في التهريج، "حاضر ناطر" رهن الإشارة، لتقديم وصلات ترفيهية، بين "برتية الطرنيب" و"برتية التريكس"، طبعاً تتوالى "البرتيات" طوال الليل، وأحياناً حتى منتصف النهار التالي، بحسب مزاج العميد، ورغبته "بالفرفشة.
حرام باسم، فاتته "اللقطة الفرصة" بعد تاريخ من النفاق، والضحكات المُصطنعة، والسهر الاختياري أحياناُ، و الإجباري في أحايين.
كشر الحظ بوجهه، المؤكد أن عقله مع العميد ماهر، لكن جسده خارج سوريا، ولو علم، أو أخبروه قبل لحظة واحدة، بتوقيت الظهور، لتحول إلى "كرندايزر"، أو "سبايدر مان"، ينقض على وسوف، سالباً إياه الفرصة الذهبية، لكن حسابات حقل الماكينة الدعائية للنظام،
لم تنطبق على بيدر انتهازية ياخور، خرج الحزين من المولد بلاحمص، كان يكفيه الوقوف في الخلفية، بتسريحة شعر جودة، وفرشاته، وأناقته.
لأيمن رضا، ظروف أخرى، تبلغَ التوجيهات مُبكراً على ما يبدو، بالخروج من المشهد السياسي، انقلب من بوق ترويجي لنظام بشار، عبر شاشته بدايات الثورة، إلى أحد المدافعين الشرسين عن فكرة عدم تدخل الفنان في السياسة، بحسب أقواله خلال برنامج "بعدنا مع رابعة"، الذي تبثه "قناة الجديد" اللبنانبة، ولا تحتاج معرفة الأسباب إلى فتح فأل، وضرب مندل، إذ لايحمل الرجل الجنسية السورية حتى اللحظة، ولايزال عراقياً شيعياً، فيما يُحتم نجاح الصورة، وجود وجه مسيحي بالدرجة الأولى، وفقاً لمتطلبات التسويق الخارجي، والمحلي، ولا مانع إن كان الوجه سنياً.
الحق، أن للعميد ماهر أفضالاً على الكثيرمن الفنانيين، و في مقدمتهم، باسم وأيمن، حيث أنشأ واجهته الاقتصادية محمد حمشو، أضخم مؤسسة للانتاج الفني، وبتوجيهاته، انطلقت سلسلة "بقعة ضوء"، التي حصدت جماهيرية واسعة عربياً، بجرأة نقدها، و لقطاتها المتنوعة القصيرة وتعدُد كتابها، خاصة في أجزائها الأولى.
بمعية "سوريا الدولية"، تسلق الكثيرون، من فناني الدرجتين الثانية والثالثة، السلم وصولاً إلى النجومية، وللأضواء جاذبية، تحجب رؤية الدماء، والأشلاء، والدمار.
النجومية المُعلنة زائد "الأراجوزية" المُضمرة، في حضرة العميد وسهراته، تعني بالتالي النفوذ، والعلاقات المميزة مع جوقة العزف، وركاب موجة "التريكس والطرنيب" المتناوبين والدائمين، منهم العميد غسان بلال ضابط الأمن الشخصي للعميد ماهر، والمفاوض الحالي باسمه، والعميد هائل الأسد، رئيس سرية الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة، وعمار الساعاتي عضو القيادة القطرية رئيس اتحاد الطلبة، إضافة إلى رجال أعمال شركاء، من عيار محمد حمشو ، وخالد قدور، وغيرهم.
من يحكم سوريا فعلياً، قبل الثورة، خلطة عجيبة من المافيا و الأرجوازات، واستلم السلطة بعدها الجنرال قاسم سليماني، نيابة عن الولي الفقيه، وتبقى العروض مستمرة حتى اشعار آخر.
التعليقات (2)