إعلان نظام بشار الاسد أمس عن رفع سعر الخبز بنسبة 66 % مرة واحدة، صدر عبر عدة قرارات حددت بموجبها سعر ربطة الخبز لدى المخابز التابعة للحكومة، والقطاع الخاص بـ25 ليرة سورية (0.16 دولار أمريكي) و15 ليرة سورية (0.10 دولار أمريكي) للكيلو غرام الواحد من المادة نفسها.
وكان سعر كيلو الخبز قبل صدور القرار 9 ليرات سورية وكان سعر ربطة الخبز 15 ليرة . من جهته وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة النظام برر القرار بأن تكلفة صناعة مادة الخبز ارتفعت من 67 مليار ليرة العام الماضي، إلى 178 مليارا هذا العام، وذلك لزيادة أسعار القمح والخميرة والنقل والوقود، وأن العجز التمويني لدعم مادة الطحين سيصل عام 2014 إلى 138 مليار ليرة سورية بعد أن سجل العام الماضي 65 مليار, بسبب استيراد كميات إضافية من مادة الطحين.
إنتاج الخبز في سورية
بلغ انتاج الشركة العامة للمخابز في سورية (441 ) ألف طن عام 2011 وبنسبة تنفيذ قدرها (137 %) أي بزيادة وقدرها ( 4%) عن العام2010 حيث يتبع للشركة (130) مخبزاً، تحتوي (238 ) خط إنتاجي موزعة في المحافظات السورية... لكن بعد فقدان النظام سيطرته على العديد من المحافظات السورية، واندفاعه وراء تأمين مستلزمات حربه المجنونة على الشعب السوري، يصعب التكهن ومعرفة كميات إنتاج الخبز في سورية في ظل الأزمة.
أسعار كاذبة
تصل كلفة كيلو الخبز على ذمة وائل الحلقي رئيس حكومة النظام بانه وصل نحو 130 ليرة، وهذا ما يعني أن رفع الدعم سيوصل سعر كيلو الخبز الواحد الى 130 ليرة سورية .أي بحدود دولار لكل كيلو خبز ..وهو أمر متروك لما ستخبؤه الأيام القادمة للسوريين فاليوم تم رفع سعر الخبز دون رفع كامل الدعم مع ان الرأي الاقتصادي والمنطق يقول:
اذا كان سعر كيلو الخبز بدون دعم حسب ادعاء الحكومة 130 ليرة والانتاج كان ل23 مليون نسمة 441 ألف طن يصل فان التكلفة لا تتتجاوز 60 مليار ليرة سورية أي 400 مليون دولار بسعر 150 ليرة للدولار ..لكن مع خروج ما نسبته من 60 -70 % من المحافظات عن سيطرة النظام فان انتاج الخبز مؤكد لم يعد يتجاوز200 ألف طن أي بكلفة تنازلية وليست تصاعدية كما تدعي حكومة الحلقي حتى ان تم استيراد قمح اوطحين فانها لن تصل بالعجز الى الرقم الفلكي الذي تدعيه الحكومة وهو 167مليار دولار.
الفقر والسوريين
ويرى اقتصاديون أن خطوة نظام الأسد هذه تشير الى الشلل المالي والاقتصادي ويعتبر قراراً خطيراً وهو بداية كارثة لرفع الدعم عن السلع التي كانت تغطي عجزها الحكومة ,وتأتي مسألة رفع أسعار الخبز بحجة عدم قدرة الخزينة على تحملها, وأن نظام الأسد اليوم بات عاجزا عن تامين 176 مليار ليرة سورية لدعم سعر الخبز الذي كان خطاً أحمراً بات كخط أوباما الشهير ..وفي ظل حاجة السوريين للغذاء والفقر المدقع الذي ألم بالمواطن فقد وصل الفقر الى 75.4% حسب بعض التقديرات وقدتكون النسبة أكبر من ذلك.
الرصاص أهم من الخبز
وكان رئيس حكومة النظام وائل الحلقي من خلال اجتماعات عقدها الأسبوع الفائت تسرب عنها ان دعم الخبز في سوريا يفوق امكانيات الخزينة ..,الخزينة ذاتها التي تمول الحرب على الشعب ويشترى منها الرصاص والقذائف والمدافع والبراميل المتفجرة والغارات الجوية على المواطنين.
ويرى مواطنون أن الأسد بهذا القرار يكون قد فرض الجوع على من تبقى من السوريين في سورية دون حصار ولا حواجز ولانار ..كما فرض الحرب والدمار.
التعليقات (4)