داعش وأوباما

داعش وأوباما
قال باراك اوباما في كلمته للامريكيين عندما قرر ضرب داعش في العراق" زملائي الأميركيين، يواجه العالم العديد من التحديات.

وبينما أمريكا لم تكن قادرة على تصحيح كل خطأ، لكنها جعلت العالم مكانا أكثر أمنا وازدهارا. وقيادتنا ضرورية لضمان الأمن العالمي والازدهار من أجل أطفالنا وأحفادنا". منذ تسلمه منصبه هذا كرئيس لامريكا، عام 2008 وحتى هذه اللحظة، لم يأتي اوباما على ذكر هذه المقولة في أيا من خطاباته ولقاءاته الاعلامية، بأن أمريكا تقود العالم، ما الذي جرى الآن حتى تعود هذه المقولة القيادية، لتتصدر خطاب اوباما، وهو يضرب داعش، علما كان الاجدر ان يضربها في سوريةويضرب منبعها الاساس النظام الاسدي.

تركها تنهب المناطق التي سيطرت عليها في سورية قادمة من العراق، وقتلت من السوريين ما قتلت، وتبيع النفط المنهوب السوري للاسد، وبنفس القيادة العراقية من بقايا نظام صدام، وعلاقات حميمة سابقة ولاحقة مع الاسد، في تناغم قل نظيره ارهابيا، لأن الاسد كان الظهير اللوجستي للبغدادي والزرقاوي من قبله. رغم معرفة الجميع أن داعش هدفها تحصين وضعها في العراق، على حساب الدم السوري، وثروة شعبه وثورة شعبه أيضا من أجل حريته. لماذا اوباما ضرب داعش في العراق ولم يضربها في سوريا، وهي تتمدد ولا تزال تتمدد تحت سمع وبصر اوباما وغيره.

ثمة أمر آخر ماذا يعني أن تضرب تنظيم كداعش بالطيران؟ عسكريا لا يغير بالامر شيئا ملحوظا في ميزان القوى على الارض. لأن تنظيم داعش ليس جيشا ومقرات ثابتة. في كلمة اوباما جملة من الملاحظات الأخرى يمكن للمرء أن يقف عندها، بعد السؤال لماذا اوباما الآن يذكر العالم بقيادة امريكا له؟ عندما كتبت في السابق أكثر من مادة عن النظام الدولي واسميته" النظام الدولي الامريكي" كان بعضهم يحتج ويتحدث عن عظمة روسيا وقوة ايران! المشروع الفارسي الفقيهي بأسوأ حالاته. والشعب الايراني بدأ يحصد نتائج هذا المشروع فقرا وخيبة. بعد ان بعثر الولي الفقيه امواله يمينا ويسارا، رغم العقوبات المفروضة عليه ولاتزال.

نعم اوباما يريد القول أنه نظام دولي أمريكي. ضرب داعش دون حتى الرجوع لحلفائه أومجلس الامن، إذا ما الذي كان يمنعه عن ضرب جيش الاسد القاتل وكتلته الصلدة؟ بنفس السيناريو خاصة أن الاسد وشبيحته وجيشه هذا قتل من السوريين أكثر مما قتل أي نظام في العالم شعبه، وهجر نصف سكان سورية ودمر البلد. النظام الدولي الامريكي شرق اوسطيا محوره إسرائيل يرفض ضرب الاسد. هذا ما جعل اوباما يتصرف كالافعى في سورية، وكالنمر في العراق مع داعش، لكنه حتى اللحظة نمرا ورقيا بالنسبة لتنظيم كداعش. داعش لايقضى عليها إلا بريا. حتى لو بقي اوباما يقصفها بالطيران شهورا.

نعم إنه النظام الدولي الامريكي. لايزال يحتاج لبعبع الارهاب كي ينوجد ويتمدد أكثر.هذه الملاحظة الثانية والتي تتعلق بصمت مطبق لاوباما عن مصادر تمويل داعش، والانظمة التي تدعمها أيا تكن!.

لماذا هنالك تعتيم مطبق على هذا الملف؟ الشعب العراقي بفضل مشروع الولي الفقيه واتباعه من حكومات وميليشيات عراقية، حول الشعب العراقي من مالك لاكبر ثروة نفطية في المنطقة، إلى شعب مشرد وفقير. اوباما كان موافقا على ذلك.

الملاحظة الثالثة في هذه الكلمة أنه لم يأت على ذكر سورية بكلمة واحدة، وهذه رسالة أيضا للاعلام العالمي ألا يأتي على ذكر سورية وما يحدث فيها من جريمة دولية على يد الاسد، رغم أنها خزان داعش المالي. كما خرج البيت الابيض بعد الخطاب الاوبامي باعلان ان هذه الضربة لن تصل لسورية. شيئ مضحك.

سورية وضعت على طريق العراق والصومال منذ زيارة سفير اوباما روبرت فورد لحماة منتصف 2011 كنا كتبنا عن هذه الزيارة وقتها أنها تندرج في سياق الخيار التزميني. وتحويل سورية بفضل اجرام الاسد إلى جرح نازف لشعبها الذي طالب بالحرية بدون العودة لأحد! يقول للعالم الملف السوري بحوزتنا. طيبة في السياسة الامريكية. حتى داعش بسورية يحميها خيار اوباما السياسي. رغم أنها ما فعلته في سورية يفوق ما فعلته بالعراق من جرائم.

الملاحظة الرابعة لم يأت على ذكر إيران وروسيا لا من قريب ولا من بعيد، لكنه تحدث عن حلفائه دون ذكر اسم لدولة بعينها. مفهوم ألا يذكر روسيا، لكن ألا يذكر إيران ودورها في العراق؟ ولا الاسد ودوره أيضا لا في السابق ولا حاليا. هذا يعيدنا إلى ماقلناه في المقدمة" أن هذا الملف- الايراني الاسدي- بقيادتنا الاوبامية للعالم نحن فقط المخولين بالحديث او عدم الحديث عنه، ويعني ايضا ان اوباوما يعلن أنه مع قيادته للعالم ستبقى داعش وتبقى سوريا جرحا نازفا.

الملاحظة الاخيرة هنا تتعلق بحديثه عن الوضع السياسي الرسمي في العراق، حيث برأيه بقي الخطوة الاخيرة وهي تشكيل حكومة بالتوافق. التوافق هنا يعني حربا اهلية مفتوحة دوما. عندما تحركت داعش ضد المسيحيين بالموصل ثم ضد شنكال الكردية القصد خدمة للمشروع الايراني الاسدي، احراجا لكاك مسعود البرزاني، وتصويرا ان إيران ومخبريها هم من يحموا المسيحيين.

لهذا يبقى ضرب داعش على طريقة المثل الشعبي" الرمد احسن من العمى". بعد الخطاب وقبله وتعليقات بعض المعارضين السوريين، اصحاب الهبات الوطنية الثقافوية، أنهم ضد التدخل الدولي في سورية! (وبيطلع معهم رمضان شلح الايراني صناعة ومظهرا، بطلا قوميا فلسطينيا في غزة الجريحة لا يشق له غبار!!) رغم ان الخارطة باتت واضحة، من ليس مع التدخل سابقا من أجل شعبنا هو مع الاسد وداعش لاحقا، ومع أن تبقى سوريا جرحا نازفا.

امريكا حتى وان كانت شرا مطلقا للبعض لكنها تبقى الشر الذي لابد منه لأنها تقود العالم، وهذا ما اعلنه أوباما. اوباما وداعش طرفا الضرورة الامريكية إلى حين في سورية والعراق. المعارضة السورية الائتلافية مشغولة بمكاتب الحج في تركيا.

التعليقات (1)

    البغدادي صنيعه السي آي آيه

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    اولا قول اوباما انه لن يضرب داعش بسوريا هو اخطر ما قاله هذا العبد فالمعنى ان امريكا توافق وتؤيد داعش وتعطيهم ملاذ آمن في سوريا وانها بكم صاروخ احول وغاره على سنجار يا عالم ان كانت ضربت داعش حقا ام مسرحيه تقول امريكا انها هي من تدير معارك داعش فسوريا والجيش الحر هي ما تريده امريكا من داعش ان تركز عليه.وتريد امريكا ان تقطع داعش اي جواز سفر اجنبي ينضم اليها لمنعه من العودة للغرب والبيعه الداعشيه التي تهدد اي داعشي اتى من الغرب بالقتل بتهمه الرده ! اذا حاول العوده الى الغرب اليس ذلك كله خطه مخابراتيه غربيه للتخلص من ابنائها الارهابيين بجمعهم بمكان واحد خارج اراضيها ومنع عودتهم.لماذا لم تغلق الدول الغربيه حسابات التويتر والفيسبوك التي تجند ابناءها للذهاب لسوريا!لماذا تركيز الغرب على ايجاد طرق وقوانين لمنع هؤلاء الدواعش من جاليتها من العوده اليها وليس لمنع ذهابهم! تحرش الدواعش بالاكراد بالعراق جاء باوامر امريكيه ايرانيه لان الاكراد بدؤا بيع النفط خارج الوصايه الايرانيه وارادوا الانفصال فوجب على امريكا ان تتحرش بهم.داعش تمثل القوات البريه الامريكيه ولم تنسحب امريكا من العراق الا بعد تأسيس داعش.لا تنظروا الى الهمج الوحوش الدواعش المقاتلين على الارض فهم لا يسمح لهم بالسؤال عن سبب عدم قتال بشار او رفض الاوامر او عدم التوجه لكربلاء كما وعد و زعم الدجال صنيعه السي آي آيه البغدادي
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات