وحركة أحرار الشام الإسلامية تعتبر من الفصائل الكبرى في الثورة السورية، التي نشأت بعد انطلاق الثورة السورية، والحركة هي نتاج اندماج أربع تشكيلات عسكرية ثورية هي كتائب أحرار الشام، حركة الفجر الإسلامية، جماعة الطليعة الإسلامية وكتائب الإيمان.
شكلت حركة الأحرار مع جيش الاسلام، صقور الشام ولواء التوحيد تجمعاً ضخماً باسم الجبهة الاسلامية العام الماضي، حيث تسلم الشهيد "أبو عبد الله الحموي" رئاسة الهيئة السياسية في الجبهة.
اجتماع توحيد الفصائل
وفي الأخبار التي رشحت عن اجتماع قيادة الحركة المستهدف انه كان يتم البحث فيه حول اندماج لكبريات الفصائل الثورية، وهو ما أكده "عبد العزيز سلامة" قائد لواء التوحيد حيث وجه لمقاتلي حركة الأحرار تعزية بقياداتهم، وذكر فيها أن قادة الحركة كانوا في اجتماعهم يهيؤون لاعلان توحد كبريات الفصائل.
ويرى(سلامة) أن هذا هو السبب الرئيسي في اغتيال القادة، وقال سلامة على حسابه في تويتر عن الشهداء " استشهاد قادة حركة أحرار الشام اللهم ما علمنا فيهم إلا الصدق والإخلاص والجهاد في سبيلك اللهم تقبلهم في عليين واحشرهم مع الأنبياء والصديقين".
ويؤكد أحد أعضاء الحركة في حسابه على تويتر ما ذكره سلامة: " دخل الشيخ حسان عبود سوريا قبل الاجتماع بساعات قليلة وتوجه للاجتماع لمناقشة قرار توحيد ودمج كتائب في حلب مع الحركة".
غموض يحيط بعملية الاغتيال.
من جهة أخرى يلف الغموض، حتى الآن، حقيقة ما جرى، إذ أن بعض شهود العيان أنكروا وجود سيارة مفخخة، وبما أن الاجتماع كان يتم في بناء تحت الأرض، رجح متابعون أن الانفجار جاء بسبب عبوة ناسفة تم وضعها في مكان الاجتماع، فيما ترددت روايات عن انتحاري فجر نفسه.
وتحدثت بعض الأنباء عن استخدام غازات سامة، وأيدت شهادة تناقلتها المواقع لأحد الأطباء الذين عاينوا جثامين الشهداء، أن الانتفاخ واللون الأزرق يدل على حصول عملية تسمم بالغازات.
ولكن حتى هذه الرواية رغم وجاهتها تتناقض مع ما رواه الأهالي والمسعفون الذين هرعوا لمكان الانفجار، حيث لم يلاحظوا أي رائحة غريبة. كما أن هناك حوالي عشرة شهداء حسب شهادات العيان احترقت أجسامهم، مما يرجح من جديد فرضية العبوة الناسفة وحصول حالات اختناق بسبب أن المكان كان مغلقاً.
وتؤكد هذه الرواية الشهادة التي قدمها أحد أعضاء حركة أحرار الشام في حسابه على تويتر: " مجاهد الشام.. أغلب الذين أخرجناهم من المبنى قتلوا اختناقا بسبب الغازات السامة جراء انفجار كميات كبيرة من الـ (TNT).. أكثر من 75 شخصا في المبنى اخرجنا شاب واحد على قيد الحياة والبقية قتلوا خنقا..ثيابهم ممزقة ولا أثر للجروح اغلب الجثث تحولت لزرقاء..لم يدخل انتحاري الى الاجتماع ولا سيارة مفخخة ولا قصف جوي ماحدث هو انفجار ضخم خرج من ورشة تصنيع القذائف..عبوة لاصقة وزن كيلو غرام تكفي لتفجير المبنى بمن فيه لأنها أساسا هي ورشة تصنيع قذائف ..حتى اللحظة سبب الانفجار مجهول..لا زالت بعض الجثث في مستوصف رام حمدان ويوجد 7 مشوهين كليا لم نستطع التعرف اليهم.. مكان الإجتماع تحت الارض مكون من غرفة كبيرة للاجتماعات وأخرى للاستقبال وهذه الغرفة لا يوجد بهامنفذ او فتحات للتهوية..نتج عن الإنفجار كمية كبيرة من الدخان الأسود والتي حالت دون وصولنا لمكان الاجتماع لبعد 10 دقائق ومعظم القادة والمرافقة قتلو خنقا
أكثر من 10 أطباء كانوا موجودين أثناء اخراج الجثث لفحصهم ولم ينجوا منهم الا اخ ثالث لحسان عبود كان على مقربة من الأنفجار ولازالت حالته خطرة".
داعش تتشفّى بمقتل أحرار الشام
اتجهت الاتهامات بتنفيذ عملية الاغتيال للنظام الذي سارعت (أبواقه) لتبني العملية وإحالتها للـ(الجيش العظيم)، بما يذكر بقصصهم عن الخطط الاستراتيجية وغواصات ألمانية، رغم أنها عملية استخباراتية، ولكن يبقى هذا الاتهام ضعيفاً بحسب متابعين لأن العملية استخباراتية وتحتاج لنوع من التكتم والتخطيط الدقيق الذي يفتقده النظام ومخابراته.
والاتهام الأكثر احتمالية يتجه تحو تنظيم الدولة(داعش)، التي هي غالباً من قام بهذا الاغتيال بحسب آراء بعض المطلعين المتابعين وما تنشره على (تويتر)، حيث من المعروف أن حركة الأحرار، ككل أبناء الشعب السوري، يناصبون داعش العداء، وقد كانت داعش تخصص دائماً جزءاً كبيراً من نشاطاتها على وسائل التواصل الاجتماعي لشتم الأحرار وقيادتهم، وكانت داعش استطاعت سابقاً القيام باختراقات أمنية واغتالت شخصيات قيادية من الحركة أبرزهم أبو خالد السوري.
وعقب تنفيذ عملية الاغتيال، قام عناصر من (داعش) بإظهار فرحهم وشماتتهم بسقوط شهداء وقياديي حركة أحرار الشام، ونشرو عدة (هاشتاغات) تعبر عن ذلك بألفاظ سوقية، وقد فاقت حالة الفرح والشماتة التي ظهرت في حسابات (داعش) كل ما اعتاده السوريون حتى بين صفوف الأعداء، يقول أحد السوريين مستهجناً: "قليل من البشر فقط من يشمت بالموت!".
إرهاصات عملية الاغتيال لم تتكشف بعد، وهي تشكل علامة فارقة في الثورة السورية، فهي تأتي في ظل المزيد من الشائعات والخطط المسربة عن نوايا أمريكا حول سوريا، وهناك همسات تتعالى أن النظام يحاول بكل جهده اثبات وجوده وتهميش الشعب السوري وثواره، وتسانده داعش في ذلك بكل جهدها، ومن المعروف أن داعش قتلت من قادة الثوار أكثر مما قتل النظام.
وكان الشهيد (أبو عبد الله) قد كتب في إحدى تغريداته معلقاً عن تحذيرات تأتيه من تحضيرات داعش لاغتياله: "يقول لا زالوا يتوعدونك بالاغتيال.قلت كنت أخشى أن تكون الخاتمة على أيديهم يوم كنا نعدهم بغاة أما اﻵن فطوبى لمن قتلهم وقتلوه.اللهم قتلة ترضاها".
التعليقات (12)