أما آخر التطورات بهذا الشأن، فقد قررت عدد من البلديات وبطلب من عدد من سكان مناطق بيروت وجوارها والضاحية بطرد جميع العائلات النازحة إلى لبنان، ويتحدث لبنانيون عن هذا القرار بأنه "لم يشمل سوى العائلات الفقيرة باعتبار أن الأغنياء من النازحين (السوريين والعراقيين وغيرهم) ولاسيّما من الطوائف الأخرى لا تشملهم تهمة التورّط بذبح العسكريين الشيعة من قبل "داعش"، ففشة الخلق ودفع الثمن والعقاب لا يدفعهم سوى الفقير والغريب عن بلاده".
في برج حمود والدكوانة وسدّالبوشرية (شرقي بيروت) أصدرت بلدياتهم قراراً بإجلاء السوريين من منازلهم كون تهمة "الداعشي" أصبحت مرافقة لكل سوري، حتى أنهم باتوا متهمين بجميع أعمال القتل والسرقة التي تقع في لبنان.
في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، هاجم شبان تابعين لـ (حركة أمل) الشيعية مستشفى رفيق الحريري (بالقرب من طريق المطار) لقتل عدد من السوريين الذين يتم معالجتهم فيه بعد موجة الضرب والطعن بالسكاكين التي طالتهم في اليومين الاخيرين، الامر الذي دفع بعناصر من الجيش اللبناني ومكافحة الشغب بتطويق المشفى كي لا يدخل المسلحون ويرتكبوا (مجزرة) في حرم المشفى بحق سوريين لا ذنب لهم سوى أنهم (سوريين سُنّة)، إلى جانب هذا الخبر فقد تم العثور في وقت متأخر من ليل الثلاثاء على المواطن السوري بشار الحاج عمر كوسا (20 سنة9 مطعوناً في رقبته وإلى جانبه ورقة مكتوب عليها (هكذا سيكون مصيركم جميعاً إن لم تخرجوا من لبنان).
يتحدث سوريون مقيمون في لبنان بحسرة وألم: "هؤلاء الذين ينفذون أحكام الاعدام بحق السوريين نسوا أنهم أول من دخل إلى سوريا بداية الثورة وقاموا بمحاربة الثوار ودعم النظام هم حزب الله وان ما يحصل اليوم هو نتيجة تورط الحزب وغيره من الممانعين في حرب أو ثورة لا شأن لهم بها"، وهذا كلام يكرره مسؤولون لبنانيون من أحزاب 14 آذار يومياً، فوجود داعش اليوم هو حصاد ما زرعه أعوان إيران وجماعة ولاية الفقيه.
اعتداء على المساجين
إلى هنا، فقد تم الاعتداء بالضرب المبرح والعنيف على عدد من المساجين السوريين في سجن "رومية" في بيروت وذلك من قبل جماعة شيعية مسجونة، والسبب أنهم "دواعش سُنّة"، على الرغم من كون الموقوفين الشيعة هم تجار مخدرات وسارقي سيارات وبينهم مغتصبين.
في سياق حملة الكراهية ضد السوريين، والتي هبت منذ يوم السبت بشكل كبير والتي تعتبر بمثابة مجزرة عنصرية طائفية، فقد قام عدد من الشبان في مدينة بعلبك وبعض قرى البقاع، صباح الثلاثاء، بتوقيف عمّال سوريين خلال توجههم إلى العمل أو إنزالهم من الباصات، وحتى أنه قام عدد من مسلحين تابعين لحركة أمل بسحب عمال سوريين من منازلهم في البقاع وتم تقييدهم ووضعهم وسط شوارع بعلبك ثم التنكيل بهم وضربهم والتفّ عليهم، على مرأى من المارة ومن بعض رجال الامن الذين لم يهزهم هذا المشهد الهمجي، ويسخر سوريون من سلوك حركة أمل: "من ينتقد داعش يتصرّف بطريقة أفظع منها".
وقد أصدر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، يوم الثلاثاء، قراراً بمنع إستقبال نازحين جدد إلى لبنان وانه سيتم فرض قوانين جديدة على النزاحين الموجودين في لبنان، منها تصاريح للتجول بعد الساعة السابعة مساءً، كما انه يتم مناقشة قرار عدم استقبال تلاميذ سوريين داخل المدارس الرسمية مهما كان الثمن.
التعليقات (13)