لا يمر يوم إلا ونسمع عن حادثة جديدة تطال السوريين الفقراء عامةً والأطفال خاصةً، وآخر حصيلة هذه الجرائم ما تداوله ناشطون لبنانيون عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن فيديو يظهر من خلاله رجل لبناني يقوم بتهديد ثلاثة أطفال بالذبح فيما هؤلاء يرتجفون من ذعرهم ويبكون، هذا الفيديو الذي احتل فقرات الأولى لنشرات أخبار لبنان يوم السبت أثار إشمئزاز قسماً كبيراً من الشعب اللبناني فيما البعض الآخر الذي يأكله الحقد والمذهبية والتطرّف فقد إعتبره أنه إنتقاماً لكل شخص تعرّض للذبح والقتل من قبل "داعش".
في البداية إنشغل الوسط الإعلامي والشعب اللبناني بحادثة الفيديو الذي أقل ما يمكن القول عنه بأنه فيلم مرعب، وحتماً أن العدو الصهيوني لم يصل إلى درجة الحقد والشرّ كالّتي إجتاحت فئة لبنانية باتت معروفة من هي، شريط فيديو يظهر 3 اطفال يتعرضون للتهديد من قبل رجل من الجنسية اللبنانية، يحمل سكينا في يده ويقول لهم "مين بدنا نذبح اول شي... انت داعش.. مين بدنا نقطعلو راسو قبل ايدو.. قوموا وقفوا كلكن....".
ويلاحظ من خلال الفيديو مدى الذعر الذي يعتري الاطفال وحال الرعب التي تسودهم حيث يصرخون ويبكون من شدة الخوف.
وبعد جهود قوى الأمن الداخلي، وتحديداً مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، تمكن عناصر المكتب الوصول إلى صاحب هذا الفيلم المرعب والمقزز وإذ تبيّن ان هذا بطل هذا المقطع الارهابي، هو لبناني يدعى محمد فحص (وهو شيعي من بلدة جبشيت في جنوب لبنان)، أما الأولاد الذين يتعرضون للتهديد فهم من الجنسية السورية ويعرفون محمد الذي يذهب اليهم كل يوم ويأكل معهم، وبعد أن إعتادوا عليه وأكل معهم لفترة أشهر طويلة انقض عليهم كالذئب محاولاً زرع الرعب في نفوسهم وتصويرهم ثم نشر قذارته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال التحقيقات معه إعترف فحص أنه أراد من هذا الفيلم إيصال رسالة لكل نازح سوري بضرورة الخروج من لبنان لأنهم "داعشيين يقتلون الشيعة" على حد اعترافاته.
وبعد مضي ساعات قليلة من اعتقاله سارعت جهات حزبية في المنطقة الجنوبية بالضغط على الأجهزة الأمنية للقول بأن "محمد فحص شخص معاق فكرياً وأنه غير مسؤول أو متحكم بتصرفاته، وما قام به هو تصرف شخص مريض غير سوي".
وتأتي هذه الضغوطات بعد وقوع عدة أعمال مشابهة قام بها أهل الضاحية الجنوبية بحق مئات السوريين، كذلك الأمر في قرى الجنوب والبقاع، وبعد احتقان نصف الشارع اللبناني من هذه الأعمال الإرهابية التي تطال النازحين العُزل البسطاء، أتى هذا الفيديو ليزيد الطين بلّة فكانت الضغوطات لتحريف الحقيقة والقول بأن الفاعل هو مختل عقلياً.
ولكن هذه اللعبة لم تنطل على الأجهزة الأمنية ولا حتى على الشعب كون رجل لا يملك الأهلية العقلية السليمة، لا يمكنه تصوير الفيديو وإنزاله على مواقع التواصل الإجتماعي والتويتر، إلى جانب تنزيله على موقع "يوتيوب" وهذه الامور لا يمكن لرجل مجنون ومتخلّف أن يقوم بها بهذه الدقة إلا إذا كان "رجل المعجزات في هذا القرن".
وفي هذا السياق المتصل بحملة الإعتداءات على الأطفال السوريين، فقد عثر على الطفل السوري جعفر احمد الجبل، والذي كان قد فقد منذ ايام، جثة هامدة في احد بساتين التفاح في منطقة بقوفا في بلدة اهدن في قضاء زغرتا، وبعد الكشف على جثته تبيّن أنه قضي بالرصاص، ووبنتيجة التحريات والاستقصاءات المكثفة تمكنت شعبة المعلومات من توقيف القاتل ويُدعى محمود العلي وهو لبناني، والذي اعترف أنه قتل الطفل كونه كان يأتي إلى حقل والده للعب وقطف التفاح، فغضب منه ولم يتمالك نفسه وأرداه قتيلاً بالرصاص.
التعليقات (6)