لكنها بالمقابل كشفت المنطقة كلها. كشفت بنيتها التحتية السياسية والمصلحية، وعرت كل الأطراف أيضا الداخلية والخارجية، لم يبقى احد بمنأى عما كشفته هذه الثورة!
أنظمة قطرية واقليمية ونظام دولي. الاخطر في قصتنا هنا هو المحاولات التي بذلتها وتبذلها ادارة اوباما واصدقاءها من اجل صوملة الوضع السوري منذ بداية الثورة وحتى اللحظة لاتزال المحاولات جارية. من هذه المحاولات تقديم سورية كساحة للحرب على الإرهاب، وما كان ممكن أن تقف هذه السياسة على قدميها دون حواملها، وهي نظام الاسد بجرائمه، وتنظيم القاعدة ومشتقاته كتنظيم ما فوق وطني وما فوق دولتي من جهة وتنظيم يخضع لعالم الاستخبارات وعملياته، المكتوب منها والشفهي.
عندما لا يكون هنالك دورا لاستخبارات دول المنطقة، ولا لاستخبارات امريكا وروسيا والدول الاوربية فمن يكون له دور إذا؟ لايمكن فهم اي عملية سياسية او عسكرية، على مستوى المنطقة مثل داعش دون فهم البنية الاستخباراتية التي تعمل فيها او معها او ضدها. الأحداث توحي لكل مراقب سطحي أو عميق، ان الاستخبارات الامريكية (السي إي إي) إما فاشلة تماما، أو انها عرفت بنوايا داعش وتمددها في العراق وسورية!
بدون هذه المقدمة لايمكن فهم ما يجري في المنطقة من جرائم منقبل طهران وحلفائها، ولا يمكن فهم محاولات الصوملة الامريكية التي اوصلتنا للسورنة. كل الذين يحاولون تصوير داعش على انها منتج داخلي اهلي ديني او طائفي هم في الواقع ابعد من ان يقدموا تحليلا ملموسا لواقع ملموس. باعتبار أن جميع هؤلاء من اصول لينينية ( احمد الله انني كنت تروتسكيا) منطقة فيها كل هذا النفط وفيها كل هذه الاسرائيل وفيها كل هذا الفساد الحاكم والجريمة المنظمة دولتيا على يد هذه الانظمة، وفيها حضور مباشر لكارتلات المصالح والنوايا " الحسنة" والصفقات، لايمكننا فهم السياسة فيها دون ان نحاول السؤال، مجرد السؤال عن البنى الاستخباراتية التي تخترق هذه المنطقة. الغريب ان جميع هؤلاء يقرون بدور السي أي أيه بالقاعدة في افغانستان ودور بعض دول المنطقة، لكن عندما تصل الامور لسورية، يصبح الشعب السوري هو المنتج لداعش!! ثم من جهة أخرى يتحدثون عن تدخل بعض الاستخبارات العربية لزعزعة استقرار جريمة اسدهم، حتى اللحظة يتحدثون هم وحزب الله عن الامير بندر بن سلطان ودوره، ومن جهة اخرى عندما يصل الموضوع لداعش يتحدثون عن مجتمع اهلي ارهابي وحاضن لها!!.
لهذا الكشف عن البنية الاستخباراتية الذي تم بفعل موضوعي من الثورة السورية، لا يحتاج للاطلاع على وثائق وماشابه بل يحتاج إلى طرح الاسئلة الأكثر التصاقا بموضوعنا.
ليجيبنا هؤلاء، ماذا كان دور استخبارات الاسد والمالكي وايران وروسيا في سورية والعراق؟، ما دور بقية اجهزة المخابرات التي ذكرنا بعضها اعلاه؟ الغريب في الموضوع، أن ال م 6 البريطانية تعرف كم بريطاني نزل من لندن لسورية والعراق ليلتحق بداعش لكن لا يعرفون من يمول داعش ولم يكونوا في حالة رصد لعملها !!! إنه الكذب العلني.
أين كانت كل تلك الاجهزة عندما حذرنا كمعارضة وزارات خارجيتها، قبل مجيئ داعش ومنذ اللحظة للثورة من خطر القاعدة ومشتقاتها، وربما غفل عن اذهاننا أن اوباما بحاجة القاعدة في سورية اكثر من ايران واسدها في سورية ايضا. كيف استطاعت داعش الاستيلاء على كل تلك الفرق العسكرية العراقية واسلحتها بلمح البصر؟ على فرض ان كل تلك الاجهزة الاستخباراتية بريئة، لكن في المستوى السياسي طرح مثل هذه الاسئلة وغيرها امر مشروع ويفترضه العمل السياسي في هذه المنطقة. أليس حريا طرح اسئلة اخرى من نوع كيف يرى حزب الله وضعه الآن مع إسرائيل، ولماذا اسرائيل أذنت لايران وعملائها كحزب الله بدخول سورية وذبح شعبها؟ وهي التي لم تسمح للاسد الاب دخول لبنان 1975 قبل موافقتها وموافقة امريكا مؤتمر الرياض الشهير1975 والتسويات مع الرئيس المصري الراحل انور السادات؟
ربما لا نحوزعلى إجابات شافية لكن على هؤلاء الذين يريدون شيطنة الشعب السوري عبر داعش، أن يسألوا أنفسهم هذه الاسئلة علها تعيد لديهم قليلا من ضمير، وتكشف لهم أن ليل سورية الدموي الاسدي كان نهارا لكل تلك البنى التي تعمل سياسة في المنطقة من أجل مصالحها. حيث يعتقد بعضنا بحسن نية تجاه امريكا وسوء نية تجاه شعبنا، أن أمريكا لا تعلم شيئا عن داعش أو غيرها، علما كان هنالك أمثلة كثيرة عما تفعله أمريكا في المنطقة خلال الثورة السورية وتواطؤ اوباما مع الجريمة الاسدية، عندما اصدرت الادارة الامريكية قرارا بعدم تسليح الجيش الحر في سورية بصواريخ مضادة للطائرات، لم تصل هذه الصواريخ لأي طرف في سورية حتى النصرة وداعش!!!
كيف اذا تستطيع داعش عمل كل ما قامت به، وهي لاتستطيع الحصول على صواريخ مضادة للطيران!! ربما داعش نفسها لاتريد خرق الخط الاحمر الامريكي بهذا القرار الاوبامي لحماية طائرات الاسد وهي تقصف اطفالنا، ما يحدث خلال كتابة هذه المادة من قصف لحي جوبر الدمشقي، قصف لم تشهد مثله الحروب الاسرائيلية العربية. لا ادعي أنه لدي اجابات مقنعة عن كل هذه الاسئلة لكن لايزال لدينا القدرة على طرح الاسئلة التي وضعتها الثورة السورية على الطاولة في هذه المنطقة الموبوءة بفساد النظام الدولي الامريكي على طريقة أوباما وجرائم نظام الاسد وملالي قم.
أوباما سيلاحقه العار....دم اطفال سورية في عنقه أيضا.
التعليقات (5)