ثلاثة افتراضات للسيناريو السوري..

ثلاثة افتراضات للسيناريو السوري..
تتنازع في هذه الايام الأفكار والافتراضات حول الحلول للمسألة السورية التي تعقدت وتشعبت وأصبحت تتناثر لخارج الحدود السورية كما افترضها الرئيس اوباما وافترض استمراريتها ، فقضية داعش خلطت الأوراق مجتمعة وأدت الى استنفار من الدرجة الحمراء لدى كل الادارات الدولية الفاعلة في المجتمع الدولي خوفاً من عودة المجاهدين الغربيين من حملة الجوازات الغربية الى بلدانهم وتصدير الجهاد الى تلك المجتمعات .

ولعل قضية (داعش) التي ألغت الحدود بين سوريا والعراق وهددت الحدود الايرانية واللبنانية والأردنية واستقطبت ردود فعل ايجابية من مناصري التيار السلفي في كل بلدان المنطقة أصبحت نموذجاً لهذه التيارات ..ولكن يبدو بأن التاريخ يعيد نفسه مجدداً فالتحالف الدولي الذي أعلن الرئيس أوباما تشكيله للقضاء على هذا التنظيم وعدد الدول التي بلغت أربعين دولة مشاركة فيه تذكرنا بالتحالفين السابقين الذين شكلتهما الولايات المتحدة ، الأول في عام 2001 عقب ضربات الحادي عشر من ايلول في الولايات المتحدة والثاني في عام 2003 في التحالف الدولي الذي شكله جورج بوش الابن ضد نظام صدام حسين وهذين التحالفين كان لهما دور كبير في تأسيس وتدعيم النظام العالمي الجديد .

ولنتذكر التحالف الأهم والأخطر هو التحالف الأول ضد طالبان ..التي ارتكبت برفقة تنظيم القاعدة أسامة بن لادن غزوتي مانهاتن وواشنطن.. ولكن قبل هذه (الغزوة ) كما يسميها رعاتها ..وبالتحديد في 9 /9/ 2001 قتل رئيس تحالف الشمال أسد بانشير (أحمد شاه مسعود) قبل يومين فقط من كارثة الحادي عشر من أيلول، وهو الحليف الرئيسي للغرب وعدو طالبان الأول في أفغانستان. وكان مقتله فاتحة لسلسة من التطورات التي غيرت العالم، والتي أدت في النهاية الى احتلال أفغانستان و بدء حرب عبثية لا منتهية فيها.

وبالمثل في العراق فقد قتل في فترة سابقة قريبة للحرب، عدد من الشخصيات الجدلية في بغداد مثل (صبري البنا) أبو نضال، وعدد من المعارضين من الطائفة الشيعية كان أهمهم محمد باقر الحكيم، قتلوا قبل وبعد الغزو... والأهم اننا في المحصلة كنا أمام نظامين سقطا أمام هذا التحالف!

في سوريا وعلى حين غرة قتل جميع قادة تنظيم أحرار الشام الناشط والفاعل في الجيش الحر والذي يحسب على المعارضة الاسلامية الداعية الى اقامة دولة اسلامية ومن أعداء تنظيم داعش الرئيسيين ..ان عمليات التصفية الغامضة والتي تعقب عادة التحالفات الدولية الكبيرة ، تهدف الى اعداد الأرضية اللازمة لمرحلة ما بعد سقوط الأنظمة المسيطرة على تلك البلدان ..ومن هنا فعلى طاولة الأميركي ثلاثة سيناريوهات مقدمة من البلدان الاقليمية الأكبر التي تريد التفرد بحكم المنطقة أو تود قبولها كشرطي منتدب من الغرب في المنطقة ..وتلك الدول هي السعودية وايران وتركيا ..ولكل منها دوافعها و مصالحها في فرض وجهة نظرها على الواقع السياسي العربي المنهار بعد ثورات الربيع العربي والتخبط الذي تلاه ..

فالسيناريو الايراني الذي وصل الى مداه الأخير مع انتصاف العام الرابع من عمر ثورة سوريا وانهاك الوضع الاقتصادي الداخلي وعدم التوصل الى صفقة متعلقة بالبرنامج النووي الايراني مع الغرب تقايض النظام بالشق العسكري من المشروع ، يقترب من التفكير حل سياسي ما في سوريا على غرار العراق و التخلي عن المالكي ..ولكن بدمج الحل العراقي بالواقع اللبناني فايران لن تتخلى عن ما تسميه حلف المقاومة والممانعة بسهولة لما يقدمه لها من عصا تطال الغرب ومصالحه وبنفس الوقت هي ليست بقادرة على فرضه على شعوب المنطقة بعد الحرب الدموية العنيفة التي دعمتها في بلدان الهلال الشيعي واليمن ..ومن هنا هي تفترض تقسيم البيدر مناصفة بين ما يشبه تجمع الثامن من أذار السوري الموالي لها وبين ما يشبه الرابع عشر من اذار المعادي لها والميال الى الاعتدال وما تمثله السعودية ..وبذلك يستمر الصراع في سوريا ولكن سياسيا هذه المرة الى ما لا نهاية وذلك حسب ما يفرضه البرلمان السوري الذي يركب بناء على طائف سوري يتقاسم فيه الأفرقاء السوريون الكعكة السياسية حسب الوزن العسكري الحالي الذي تفرضه المعركة الدائرة.

اما السيناريو السعودي المتمثل بطرد ايران تماما من سوريا ووجودها كرأس حربة يواجه التطرف والارهاب و يمثل الاسلام السني المعتدل في المنطقة والعالم ، ولكنه في نفس الوقت لا يتيح للنظام السوري القادم في سوريا بأن ينجرف نحو الاخوان او نحو المحور الثالث (التركي القطري )..ومثال السعودية في هذا الحل هو نموذج حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القادم من المؤسسة العسكرية للجيش المصري والذي يمسك البلاد بيد من حديد رافعاً راية العداء للاخوان ولتركيا ..

السيناريو التركي الذي يدعو الى استعادة البلاد السورية التي تمثل امتدادا لتركيا الداخلية شعباً وأرضاً ، يفترض فيه اردوغان أن الجمهور السوري سيصوت لحزب يشبه حزب العدالة والتنمية ليمسك البلاد ويعيد لنظرية ااردوغان الحياة في أن سياساته و قبوله كنموذج عن الاسلام السني المعتدل في العالم هي الانسب وخصوصاً بعد محاولته تصدير التجربة الى تونس وليبيا ومصر وفشله في الدول الثلاثة ..ان سيناريو اردوغان يعتمد على الصبر الطويل الذي أبدته ادارته في تحمل الثقل الكبير للنازحين السوريين الذين قاربوا مليون ونصف و فتحه الحدود لدعم هائل للثورة السورية ولكن أدواته لفرض نظام مشابه في سوريا هي الاخوان المرفوضين خليجياً و مصرياً واردنيا و عراقياً ..

ومن هنا تتحول سوريا الى بيضة قبان حقيقية لهذه السيناريوهات الثلاثة التي يفكر الاميركي بهدوء فيها وبأي منها سيختار ...لأنه يعلم علم اليقين أن قبوله لأي منها سيعطيه قصبة السبق واليد العليا في التصرف في المنطقة كلها ..

التعليقات (15)

    روزيت سكر

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    مقال مهم جدا ، شكرا اورينت

    لا ينبغي لأمريكا إغضاب مسلمي العالم

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    لا ينبغي لأمريكا إغضاب مسلمي العالم. فقد تحتاجهم فيما إذا تعرضتْ أمريكا لخطر من الصين الجاهدة لتطوير حاملات طائراتها لتطهير الباسيفيك من الوجود الأمريكي - أو قد يضطر مسلمي العالم للتحالف مع اليهود من أول وجديد كما كانوا أصدقاء لثمانية قرون في الأندلس - على امريكا تخليص العالم الإسلامي من الديكتاتوريين ليتسنى لهم حرية التفكير على غرار النهضة المسيحية التي حصلت في أوربا قبل عدة قرون.

    محمد

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    يا مرحبا بوحدة كاملة مع الأخوة العثمانيين... والله لو دخل العثمانيون لخرجت الملايين ترحب بهم، ولو قيض لنا وحدة مع تركيا فسنختصر سنوات طويلة قادمة من المعاناة، فهل يعقلون

    America should not anger the Muslims of the world

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    America should not anger the Muslims of the world. May need them if America is exposed to danger from China which is developing its aircraft carriers to cleanse the Pacific from the American presence Otherwise world's Muslims might form an alliance with the Jews same as they were friends for eight centuries in Andalusia. America must rid the Islamic world of its dictators to allow people the freedom to think Renaissance-style as Christians did in Europe few centureis ago GOOD LUCK AMERICA WE LOVE YOU

    اصيل

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    جميل لا رابع لهم

    زهران

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    عزيزي المؤلف لا أعرف إن كان يمكن التحدث عن ثلاثة سيناريوهات بثلاث فقرات. يحتاج المقال إلى المزيد من القراءة المعمقة لتفاعلات الأحداث في المنطقة وللمصالح الدولية والإقليمية. المقال سريع ولا يلامس سوى السطح وثمة فراغات فيه كفراغات المقاعد المجاورة في الصورة يجب أن تمتلئ ليكتمل المشهد. وشكراً لك.

    ابراهيم

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    اللهم انصر المجاهدين.. اتمنى تحقق التجربة التركية في سوريا

    سبق للمسلمين ان قدموا خدمات للأوربيين وللأمريكان

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    المسلمون السنغال خدمة للإستعمار الفرنسي لسوريا و لبنان المسلمون الهنود ـ قبل إختراع الباكستان ـ في الجيش الإنكليزي في شمال أفريقيا وفلسطين والأردن المسلمون الأتراك في الحفاظ على كوريا الجنوبية شو بدنا أحلى من هيك واليوم داعش صنع النظام السوري الذي ينفّذ كل ما يطلبه الروس لتجربة أسلحتهم في الميدان ولتزويد أعداء إيران بما يحتاجونه من معلومات عن الشخصيات الإيرانية

    عبد يوسف

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    تركيا تريد وايران تريد والسعودية تريد واسرائيل تريد وروسيا تريد والمارضة تريدزوالموالات تريد وامريكا تريد وتقرر وانا اريد وانت تريد .والله يفعل ما يريد .والحقيقة ان افضل نموزج يصلح لسوريا ويريح شعبها هي النموزج التركي الاردوغاني ولكن هذا صعب لانه لا يوجد في العالم انسان مثل اردوغان خدم وطنه وشعبه ووقف مع كل حق وضد كل باطل ارضاءا لله فقط ولم يميل لا لخوف ولا لطمع ........

    جمال

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    هي أمريكا مسكينة ما عندها شي سيناريو,كل واحد بيحلم بفيق الصبح بيطلع بتحليل.

    محمد الشامي

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    الاحتمال الكبير ان تبقى البلاد تحث حرب مليشيات تابعة لاطراف عدة تستنزف شباب المنطقة ...لحماية اسرائيل بخلق منطقة رهوة هشة ضعيفة تمهيدا لاحتلالها دوليا بجيش اوربي غربي ....يا أهل الشام انسوا سوريا...ما نراه من هدم وقصف وقتل ...ما هو الا مؤشرات على نية الغرب بإخلاء الشام من أهلها...

    معاوية بن صخر

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    لو رشح أردوغان نفسه لرئاسة سورية لفاز فوزا منقطع النظير حتى لو ترشح أفضل الموالاة وأفضل من هم في المعارضة .

    الى *** تعليك رقم 8

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    اما انك واحد غبي أو انك *** كثير, ارجع للتاريخ القريب والبعيد, الخيانة ماركة مسجلة للاوطان باسم بعض الطوائف والأقليات. تطوع *** في الجيش الفرنسي لمواجهة ثورة الشعب السوري والتي انخرط فيها الدروز الى جانب السنة أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا. قبلها تحالف *** مع الصليبيين ضد أهل الشام المسلمين وقاتل *** الى جانب الصليبيين طوال 200 عام. بعد ذلك بقليل تحالف *** مع غزاة بلاد الشام المغول وقدموا دورهم الخياني نفسه. لاننسى كذلك مساعدة مسيحيي الشرق للصليببين والفرنسيين

    صحفي من تشرين

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    بس مافهمنا شو سيناريو حضرتك ولا أنت ماعندك رأي.؟ سورية عصية على المؤامرات بوجود قدوتنا الله يحميه

    اسامه الشامي

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    احذرواالمخبر للنظام حسام ساره ابن ظابط المخابرات فايز ساره
15

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات