فقد وقع ليل الخميس اشكالاً كبيراً في منطقة جونية السياحية (شرقي بيروت) في ساعات الفجر الاولى بين مجموعة من السوريين المتجولين ليلاً خارج الاوقات المسموح بها والتي فرضتها البلديّة (كذلك غالبية البلديّات اللبنانية) وهي منع تجوّل العمال السوريين من الساعة 7 ليلاً حتى الساعة 8 صباحاً، مما خلق ريبة لدى شباب المنطقة، خصوصاً ان أعدادهم وصلت فيما بعد لحوالي الـ 35 سوري، حيث قامت مجموعة شباب مسيحيين تنتمي للتيّار الوطني الحرّ وهم أيضاً من اهالي المنطقة بضرب الـ35 عامل ضرباً مبرحاً على العلم أن هؤلاء لم يقوموا بتصرفات خارجة عن الأدب والقانون، بل مجرّد كانوا عائدين من سهرة لدى بعضهم، ومنهم من كان عائداً من عمله في بعض المقاهي والمطاعم التي تفتح حتى الساعات الأولى من الفجر.
وعلى خلفية ذلك تطور الاشكال بين الطرفين مما اسفر عن اصابات بليغة لدى السوريين اودت ببعضهم الى المستشفيات المتوزعة في المناطقة، وبحسب مصادر طبيّة أفادت ان حالة 12 عاملاً حرجة نظراً لعمق الجراح والتي تركّزت في الرأس والظهر، ومنهم في الرقبة، ولا يزالون حتى الساعة داخل المستشفيات يتلقون العلاجات على حسابهم، حيث لم تقم وزارة الصحة بأي مباردة لمعالجتهم على نفقتها، كذلك بالنسبة إلى الجمعيات التي تطلق على نفسها صفة "جمعية غوث او إغاثة اللاجئين السوريين". أما علامة الإستفهام الكبيرة والتي يطرحها غالبية الناشطين والمعنيين وهي "لما لا يقوم الميسورين جداً من الأخوة السوريين المتواجدين في لبنان بتقديم المساعدات المالية إلى الفقراء النازحين، بدلاً من تمضية أوقاتهم الثمينة في المقاهي والمطاعم الفاخرة بشارع الحمراء، او في الفنادق والمسابح البرجوازية والمولات الفارهة طيلة اليوم. ولكن بعد التدقيق تبين ان عدداً من هؤلاء الأغنياء هم من مناصري النظام، ويعتبرون أن النازحين هم من المعارضة وبالتالي لا يستحقون الشفقة والمساعدة، على الرغم من أن هناك 30% من النازحين مع النظام وهم من إنتخبوا بالدم داخل السفارة السورية في بيروت ومسجلين نازحين، وفوق ذلك الفقر والظلم لا يميّز بين مع أو ضد لان القضية هي إنسانية فقط".
وفي هذا السيّاق فقد تعرضت عائلات سورية كثيرة في الضاحية الجنوبية لأعمال التنكيل النازية، ولم توفر هذه الجرائم الأطفال والنساء، فمنذ بداية الإسبوع الحالي والإعتداءات على السوريين في هذه المنطقة تسجّل نسبة عالية من الإهانات والضرب والطرد، وقد قام عدد من الشبان في المنطقة بالتهجّم على أطفال سوريين (بحسب ما تظهر الصور) وضربهم بعنف مع أمهاتهم لدرجة خروج الدماء منهم.
وهنا سيبقى السؤال الذي لا يبدو انه سيلقى الجواب "من سيخلّص هؤلاء من الذل والظلم وهل سيتكاتف السوريين جميعاً لمساعدة النازحين وإخراجهم بكرامتهم قبل أن يتم تصفيتهم واحداً تلو الآخر".
التعليقات (22)