تاريخ الكنيسة
وتضم كنيسة شهداء الأرمن رفات بعض من قضوا من الأرمن عقب ما تعرضوا له من مجازر وتهجير 1915، حيث اصبحت ديرالزور الوجهة النهائية لكثير منهم الذين. وتم انشاء نصب تذكراري تخليدا لذكرى ضحايا الأرمن صممه "ساركيس بالمانوكيان" وأفتتح رسميا سنة 1990 بحضور كاثوليكوس عموم الأرمن لبيت كيليكيا، نصب يضم العديد من بقايا وعظام شهداء الأرمن أضافة الى عدد من الأعمال الفنية التي أبدعها بعض الفنانين الأرمن تخليدا لذكرى المجازر التي عاشها أجدادهم.
وتعد مدينة دير الزور مقرا للبعثة الدبلوماسية الأرمنية الثالثة في سوريا ويوجد فيها القنصلية الفخرية لجمهورية أرمينيا والتي افتتحت في الـ 11 من فبراير/شباط 2010 بحضور شعبي كبير.
وقد قام الرئيس الأرمني سيرج ساركيسيان بزيارة المدينة في اليوم الثالث من زيارته الرسمية إلى سوريا في مارس/آذار 2010، حيث زار كنيسة ومقام شهداء الأرمن, وقد تم وضع حجر الأساس لهذه الكنيسة م 1985، ودُشِّنت عام 1991 بحضور قداسة الكوليكوس كاركين الثاني. تتألف الكنيسة من مدخل رئيسي يرتفع نحو الساحة بمدرج يشير إلى المآسي والنكبات التي تعرض لها الشعب الأرمني، أما واجهة المدخل الرئيسي من الطرف الداخلي، فهي زخرفة بحمامٍ وصلبان منحوتة بدقة متناهية ومعبّرة عن حب الأرمن للسلام، ونضالهم وتضحيتهم لتحقيقه.
ويطالعنا إلى يمين الساحة جدار الصداقة، وهو جدا منمّق بزخارف ونقوش بالطابعين العربي والأرمني، معبّراً عن الصداقة الحميمة بين هذين الشعبين المتآخيين. وأُقيم مقابل اخل الرئيسي للصرح نصبٌ تذكاري ضخم يخلّد ذكرى الشهداء، يتوسطه خاتشكار (حجر الصليب) جيء به من أرمينيا، تشعل أمامه بصفة دائمة شمعة الخلود، وعلى جانبيه خمسة نماذج لنصب شهداء الأرمن موجودة في أنحاء العالم. أما في أسفل الكنيسة فيوجد صالة يرتفع منها عمود يخترق منتصف الكنيسة ويسمّى بعمود الانبعاث.. دُفن في أساسه بقايا من عظام الشهداء ورفاتهم التي انتشلت من مواقع عدة كالشدادي ومركدة في الجزيرة السورية ودير الزور. كما تحوي الصالة واجهات عرض لكتب ومنشورات وصور ثائقية تحكي حكاية الشعب الأرمني ومآسيه. تحفة فنية لم يبقى الكثير منها اليوم, فبعد تعرض الكنيسة للقصف وايدي العابثين أختفت الكثير من القطع القيمة التي كانت الكنيسة تضمها.
يشار الى أن 99% من مسيحين المدينة قد غادروها بحسب الناشطين الذين أكدوا مصاردة داعش لاملاكهم واستباحة أموالهم. وقد كانت ديرالزور تضم عشرات العائلات المسيحية التي تنتمي لمختلف الطوائف, لكن أغلبهم غادرها, عقب أندلاع المواجهات المسلحة بين النظام والمعارضة, وقيام قوات الاسد بقصف المدينة, دون ان يستثني دور العبادة. ما ترك أكثر الكنائس في المدينة عرضة لنهب والعبث لغياب من يعتني بها رغم محاولات من بقي من الاهالي حمايتها والحفاظ عليها, الا أنها تبقى محاولات قاصرة في مدينة لاتزال تتعرض للقصف والتدمير اليومي, وعجزهم أمام بطش التنظيمات المتشددة وبخاصة ’’داعش’’ يذكر أن ديرالزور تضم خمس كنائس تعرضت كلها للقصف والتدمير الجزئي والكلي ولم يتم ترميم أي منها أو محاولة اصلاحها.
إدانة محلية وعالمية
وقد لقي تدمير الكنيسة تنديد واسعا محليا وسط الناشطين الديرين بشكل خاص والسوريين بشكل عام كما لقي التفجير إدانه عالميا وبخاصة من قبل المسئولين الأرمن حيث دان نائب رئيس البرلمان الارميني والمتحدث باسم الحزب الجمهوري الحاكم ادوارد شارمازانوف بشدة تفجير الكنيسة الارمينية مؤكدا’’ ان هذه الجريمة الإرهابية تهدف إلى القضاء على القيم الروحية الارمينية والمسيحية’’ كما أصدر وزير خارجية أرمينيا إدوارد نالبانديان بياناً يدين فيه تدمير كنيسة الشهداء الأرمن بدير الزور، حيث جاء في البيان: “ندين بشدة تفجير كنيسة الشهداء الأرمنية بدير الزور على يد الإرهابيين، وهي الكنيسة التي تضم رفاة العديد من شهداء الإبادة الأرمنية في دير الزور.
إن هذا الاعتداء الهمجي على الأماكن المقدسة يدل مرة أخرى على أن تنظيم ما يسمى “دولة الخلافة الإسلامية” إرهابي. وينبغي على المجتمع الدولي منع هذا الطاعون الذي يهدد الإنسانية المتحضرة، ومنع سبل تمويله ودعمه” كما اصدرت عدد من الكنائس الارمنية في سورية والعالم بيانات تندد فيها بحادثة التفجير وترى أن ذلك جزء من مشروع تهجير واسع لمسيحي المشرق.
التعليقات (5)