نصر الله "المُقدس"!
لكن. قبل هذه، وتلك. تعمدت بروباغندا الحزب، إضفاء هالة من القداسة. قداسة، لم تقتصر على تسمية الحزب ذاتها. وربطها مباشرة "بالله". إنما انسحبت على أمينه العام. "كائن" فوق البشر بمن فيهم الصحابة. أقل من الأنبياء بشعرة. معصوم من الخطأ والأهواء. ليس مستبعداً أن يكون "المهدي المنتظر" بشحمه ولحمه. لذا لا غرابة، أن تُستبق عمداً خطابات "انتصاراته الإلهية" المزعومة، بآيات من
"القرآن الكريم"، تتضمن لفظة "نصرالله"، مدعمة بأناشيد التمجيد الحماسي لشخصه. تحفُر عميقاً. وتُكرس في الأذهان، والوجدان صورته "المُقدسة".
"الحزب الإلهي" يخاف السخرية!
في بلد متعدد الطوائف والمذاهب والأعراق مثل لبنان، يملك سقفاً مرتفعاً من الحريات الإعلامية، والتعددية الحزبية. والتناقضات السياسية. أدرك "الحزب الإلهي" باكراً، أهمية الخلط بين العسكري والسياسي والديني. كوسيلة وحيدة، ليس لتجنب النقد السياسي. وهو أمر مستحيل، مع وجود خصوم سياسيين. يملكون وسائل إعلامية، وجماهير واسعة. بل لتحجيمه، وضمان عدم بلوغه حدود السخرية.
وحدها "السخرية"، قادرة على تقويض "امبرطورية حسن"، ومواجهة سلاحه النوعي. و بالتالي دك معاقل "الحزب الإلهي"، إلى ما بعد .. بعد "الضاحية الجنوبية". وصولاً إلى "الذقن المُقدسة" لسماحتة.
"الشاطر حسن" خط أحمر. لا يمكن ترسيمه، إلا بإلباسه عمامة سحرية. تعصمُه، كما مغامراته وانتكاساته العسكرية من سخرية، كفيلة بقذفه من علياء "القداسة" إلى وحول السياسة، وزواريبها. ولذلك "جاهد" أنصاره بالنزول الفوري إلى شوارع بيروت عام 2006، احتجاجاً على "سكتش" تلفزيوني ساخر. قدمه برنامج "بس مات وطن". تناول شخص نصر الله. وكانت الذريعة أنه رجل دين. ما أرغم معدي البرنامج على الاعتذار عن ارتكابهم "فاحشة".
غلطة "الشاطر حسن"!
"القداسة" نفسها. حاول "آيات الحزب"، إضفاءها على الموقف من الثورة السورية. قتل السوريين الثائرين على مافيا الأسد، هي"رغبة إلهية" ينفذها "الوكيل الحصري حسن". مرة تحت راية حماية "المُقدسات". ثانية بدعوى مواجهة التكفيريين. ثالثة باجترار نكتة "المقاومة والمُمانعة"، والحبل على الجرار.
مسكين "الشاطر حسن". جاءت غلطته قاتلة. إذ ليس لدى أحرار سوريا ما يخسرونه. بعد ما نقل الرجل "ميليشياته" إلى أراضيهم. تعيث فيها قتلاً وتدميراً.
لم يكتفِ السوريون، بمسخ "حزب الله" إلى مجرد "حالش". وبالرد على اعتداءات "الحزب الإلهي" ميدانياً على الأرض. حيث نقلوا المواجهة إلى فضاء الإعلام، وميادين التواصل الاجتماعي، مستخدمين سلاح السخرية، الأقل كلفة، والأشد فتكاً. أداة من المستحيل وأدها، أو قهرها.
استهدف الأحرار"المُقدس حسن"، وحزبه "الإلهي" بنحو 300 كاريكاتور. دمرت هيبتهما إلى غير رجعة. وحولت ما بنوه من "قدسية" بالسطوة والمال والإعلام إلى ركام.
شخصية "كاريكاتورية" بامتياز!
الواقع، يملك نصر الله، كل المقومات الشكلية، لتجسيده في رسم كاريكاتوري ناجح بامتياز، من النظارة إلى الكرش المتدلي، واللباس، فيما يبدو أن الفنانيين، فضلوا التركيز على أفعاله، وادعاءاته، وأكاذيبه، وتناقضاته بالدرجة الأولى. كما ارتبطت الرسوم بتطورات الأحداث، ورافقت مراحل تورط الحزب من الخطاب والموقف، حتى الزج العلني بمقاتليه في مواجهة الشعب السوري، ليتكشف القناع عن وجه حسن نصر الله، هو ليس أكثر من صبي للولي الفقيه، وإحدى أدوات تنفيذ المشروع الإيراني في المنطقة.
الزلزال الساخر يضرب لبنان!
الزلزال الساخر، الذي هشم هيبة الحزب "الإلهي"، وصلت ارتداداته إلى لبنان. والصوت المتردد في انتقاد "المُقدس" نصر الله. تحول إلى صراخ، وجد صداه على صفحات الجرائد. وامتد إلى شاشات المحطات اللبنانية. وتلقفته مواقع الكترونية شيعية، لم تعد تخاف سطوة وتغول الحزب على الطائفة. لتجد جماعة "نصر الله" نفسها عاجزة، عن إعادة ترميم صورتها، مكتفية بمراقبة الطوفان. وهو يبتلع هيبتها، ولاحقاً وجودها إلى الأبد.
ولا ينسى السوريون واللبنانيون على حد سواء، تاريخ 8/11/2013، يوم قطع شباب لبنانيون بعض الطرق في طرابلس، وتجمع مناصرو حزب الله أمام سرايا بعلبك قاطعين الطرقات بالإطارات المشتعلة، رداً على ماسموه “وقاحة” البرنامج اللبناني الساخر “بس مات وطن” بالسخرية من حسن نصر الله في واحدة من اسكتشاته.
التعليقات (10)