النظام يستعيد مدخل دمشق الشمالي.. وأنباء عن استخدام "الكلور"

النظام يستعيد مدخل دمشق الشمالي.. وأنباء عن استخدام "الكلور"
أعلنت دمشق، مساء أمس، استعادتها السيطرة على عدرا البلد في ريف دمشق، بعد يومين على استعادة السيطرة على عدرا العمالية، إثر اشتباكات عنيفة خاضتها قوات المعارضة منذ ليل أول من أمس، لمنع تقدم القوات النظامية باتجاه الغوطة الشرقية، وتهديد معقل المعارضة فيها، وهي مدينة دوما.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد صباح أمس، بأن القوات النظامية سيطرت على أجزاء واسعة من منطقة عدرا البلد، وسط تقدم لها في البلدة، إثر اشتباكات مع «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الإسلامية. وبهذا التقدم، تكون دمشق اخترقت الغوطة الشرقية، وهي معقل المعارضة منذ شتاء عام 2012، في 3 بلدات هي: عدرا العمالية، وعدرا البلد الواقعة شمال الغوطة، والمليحة الواقعة جنوبها.

وتعد الغوطة الشرقية لدمشق، معقل «جيش الإسلام» الذي يتزعمه زهران علوش، ويتخذ من دوما معقلا له. وكانت المعارضة تسيطر على الغوطة كاملة، حتى شهر يوليو (تموز) الماضي، حين شنت القوات النظامية حملة عسكرية على المليحة، أسفرت عن السيطرة عليها بعد 134 يوما من القتال.

وقال ناشطون في المليحة، إن قوات المعارضة «انسحبت من البلدة إثر قصف عنيف تعرضت له أحياء عدرا البلد باتجاه العمق»، مؤكدين أن خسائر النظام «كبيرة».

وقال هؤلاء إن الطيران الحربي النظامي «نفذ خلال يومين عشرات الغارات الجوية، مترافقة مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف على البلدة».

وأعلنت دمشق، مساء أمس، سيطرتها على البلدة الواقعة على المدخل الشمالي للغوطة الشرقية. ونشرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بيانا صادرا عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، قالت فيه إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، أحكمت بعد سلسلة عمليات مركزة ودقيقة سيطرتها الكاملة على مدينتي عدرا البلد وعدرا الجديدة بريف دمشق، وأعادت الأمن والاستقرار إليهما بعد استعادة السيطرة على مدينة عدرا العمالية ومجموعة المعامل والمنشآت الصناعية والمزارع المحيطة». وجاء في البيان أن وحدات الجيش النظامي و«وحدات الهندسة تتابع تفكيك العبوات الناسفة والمفخخات والألغام، ولا تزال وحدات من قواتنا تلاحق» مقاتلي المعارضة في المزارع المحيطة.

وكان ناشطون قالوا إن «جيش الإسلام» دفع بمقاتلين منه إلى منطقة عدرا بغرض منع القوات النظامية من التقدم، فيما تحصن مقاتلون آخرون في المواقع القريبة من عدرا، بغرض الدفاع عنها. وتضم الغوطة الشرقية 39 بلدة، ويقدر عدد المقاتلين فيها بنحو 35 ألف مقاتل معارض، بينهم 25 ألفا يشكلون عدد «جيش الإسلام»، فيما يقدر مقاتلو «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» بنحو 4200 مقاتل، إضافة إلى مقاتلي «جبهة النصرة» وألوية «الحبيب المصطفى» ومقاتلين يتبعون الجيش السوري الحر.

ويعد هذا التقدم مكسبا لقوات النظام، نظرا إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمنطقة كونها تقع في مدخل العاصمة وتشرف على الطريق الدولي الذي يربط بين دمشق وحمص، إضافة إلى كون المنطقة، خط الدفاع الأول عن دوما، عاصمة الغوطة الشرقية، وأولى البلدات التي خرجت عن سيطرة قوات النظام.

لكن المدينة، بحسب ما قال ناشط من دوما لـ«الشرق الأوسط»: «محصنة جيدا ضد هجمات النظام خلافا لمنطقة عدرا التي سيطرت عليها المعارضة قبل أشهر»، واقتادت منها رهائن من العلويين، لم يستطع النظام استعادتهم. وأفاد ناشطون أمس، بمقتل مواطنة جراء إصابتها في قصف استهدف مناطق في مدينة دوما، كما سقطت قذيفتان على مناطق في مدينة دوما.

وتحاصر القوات النظامية الغوطة الشرقية لدمشق منذ سنتين، ولم تستطع التقدم فيها، إلا بإحداث اختراقات على أطرافها، أهمها خرق على محور المليحة الذي ردت المعارضة عليه بفتح الجبهات من القابون إلى جرمانا، وهي خط التماس مع العاصمة السورية، إضافة إلى السيطرة على منطقة الدخانية المحاذية لدمشق القديمة. وتصعد القوات النظامية من وتيرة القصف الجوي ضد جوبر، آخر الأحياء الدمشقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، في محاولة لاستعادته وتأمين العاصمة من الهجمات بقذائف المورتر. كما تقصف بعنف منطقة عين ترما المحاذية لجوبر، في الغوطة الشرقية لدمشق.

وقال ناشطون إن حالات اختناق أصيب بها عدد من الأشخاص في منطقة الدخانية أمس، جراء استهداف المنطقة بغاز الكلور السام من قبل قوات النظام.

فيما تجدد القصف على بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية. كما تعرضت بلدة جوبر المتصلة بشرق العاصمة دمشق لغارات جوية مكثفة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على أطراف المنطقة، وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت منطقة جوبر بصاروخ أرض – أرض. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» من جهة، وقوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني و«حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، في حي جوبر، وسط تجدد القصف من قبل قوات النظام على مناطق في الحي، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي غارتين عليه. وقال المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية، إن عددا من عناصر قوات النظام قتلوا إثر اشتباكات مع الثوار في محيط حي جوبر.

وفي سياق متصل، وقعت اشتباكات في مخيم اليرموك بدمشق في شارع فلسطين بين قوات النظام والكتائب الإسلامية المقاتلة، وسمع دوي عدة انفجارات في المنطقة، فيما قصف الطيران المروحي بـ4 براميل متفجرة مناطق في مدينة داريا، مما أدى إلى أضرار مادية، في تصعيد جديد ضد مناطق جنوب دمشق والغوطة الغربية.

واندلعت اشتباكات قرب مقام سكينة في داريا، شارك فيه مقاتلون من «حزب الله» اللبناني وميليشيات عراقية إلى جانب قوات النظام، وسط قصف بقذائف الهاون استهدف منطقة الاشتباك.

وبينما تتواصل المعارك التي يشارك فيها «حزب الله» في القلمون بريف دمشق الغربي، قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين مناطق في الجبل الشرقي للزبداني، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها بالقرب من حاجز الجرجانية في الزبداني، كما قتل عنصر من «حزب الله» اللبناني خلال اشتباكات مع «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات