ألمانيا وفرنسا: لا يجوز غض النظر عن جرائم الأسد.. ولا حل معه

ألمانيا وفرنسا: لا يجوز غض النظر عن جرائم الأسد.. ولا حل معه
قال وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير إن المواجهة العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لا تكفي، إنما «يجب أن يكون هناك توافق إقليمي بخصوص العمل السياسي المشترك للتصدي» للتنظيم. كما أعرب عن أسفه للوضع الحالي في سورية، مؤكداً أن نظام بشار الأسد يتحمل ما يجري وأنه «لم تبق للأسد أي صدقية، ولا يجوز غض النظر عنه، ولن يتم نسيانه».

وأكد الوزير الألماني في تصريحات إلى «الحياة» عشية زيارته السعودية اليوم، أن «الحرب الأهلية في سورية أودت بحياة أعداد كبيرة من الناس. كما أدت إلى معاناة آلاف الأسر وألحقت الدمار بالكثير مهم وشردت الملايين وجعلتهم يغادرون بلادهم. وهذا كله يتحمل الأسد المسؤولية الرئيسية عنه. ومن الحقائق المحزنة أيضاً أنه بعد استمرار الحرب الأهلية السورية لأكثر من ثلاثة أعوام لم يؤدِّ ذلك إلى حسم عسكري للوضع، أو إلى اتخاذ خطوات نحو تحقيق حل سياسي»، مشيراً إلى أن التحالف الدولي يسعى من خلال استخدام الوسائل العسكرية إلى «تضييق مجال تنظيم «داعش» الإرهابي والحد من تحركاته، إلا أنه يجب علينا أن نستخدم المقدار نفسه من القوة لنتوصل إلى انطلاقة جديدة لتحقيق حل سياسي للحرب الأهلية السورية».

وشدد شتاينماير على التعاون الوثيق بين برلين والرياض في مكافحة الإرهاب، وقال: «نقوم بالتنسيق على مختلف المستويات بصفة وثيقة، وسبق أن أجريت لقاء مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قبل أسبوعين في نيويورك، كما نلتقي اليوم (الإثنين) مرة أخرى في جدة، ونحن متفقون على أنه لا يكفي أن تتم مواجهة إرهاب تنظيم «داعش» بالوسائل العسكرية فقط، حيث نحتاج قبل كل شيء أيضاً إلى توافق إقليمي بخصوص العمل السياسي المشترك للتصدي لتنظيم داعش».

وأضاف:» من المهم أن يتم كشف أكاذيب تنظيم «داعش» الذي يدعي شرعية دينية مزيفة. الأمر يتعلق أيضاً ببعض الشباب والفتيات في ألمانيا الذين يتم التغرير بهم من جانب المتطرفين لاستغلالهم لأغراض إجرامية، وسبق أن اتخذت السلطات الدينية المسؤولة سواء في ألمانيا أو السعودية موقفاً واضحاً للغاية من هذه المسألة، لا سيما أن السعودية وألمانيا تعملان في شكل مشترك من أجل التغلب على النتائج الإنسانية الكارثية للأزمة. لذلك، قمت بتوجيه الدعوة لحضور مؤتمر يعقد في 28 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في برلين من أجل التشاور حول السبل الكفيلة بتقديم مساعدات أكثر فعالية وطويلة الأمد ليس فقط للاجئين، بل وللدول التي قامت باستضافتهم».

ودعا القوى السياسية في اليمن، خصوصاً الحوثيين إلى «تنفيذ اتفاق السلام الذي تم توقيعه»، وقال: «تعرض التطورات الأخيرة عملية التحول الديموقراطي في اليمن للخطر، هذا التحول الديموقراطي الذي ناضل مواطنو اليمن ومواطناته من أجله رغم كل الصعاب، يجب على القوى السياسية كافة بما في ذلك الحوثيون تنفيذ اتفاق السلام الذي تم توقيعه والالتزام به، الأمر الذي يعني نزع السلاح عنهم والانسحاب من صنعاء والاعتراف بسلطة الدولة اليمنية، ويحتاج اليمن بصفة عاجلة إلى حكومة قادرة على العمل، وإلا فإنه مهدد بالانجرار إلى دائرة العنف، إضافة إلى أن الاعتداءات البشعة التي شهدتها كل من صنعاء والمكلا الخميس الماضي، دليل على مدى جدية الخطر المحدق باليمن».

وعن الملف النووي الإيراني، قال إن «المجتمع الدولي مستعد للتوصل إلى اتفاق، وإذا نجحت الجهود في تسوية الخلاف النووي، فستكون هناك أيضاً فرصة كبيرة للتوصل إلى خفض التصعيد في المنطقة في شكل عام، وليس سراً أنه لا تزال هناك اختلافات كثيرة حول هذه المسألة. وعلى إيران الآن أن تقدم الدليل على أنها لا تملك فعلاً الإرادة السياسية للتوصل إلى اتفاق. ونتوقع من طهران المرونة اللازمة في ما يتعلق بالمسائل الجوهرية، خصوصاً في ما يخص مسألة تخصيب اليورانيوم. ولا بد من صد الطريق للتسلح النووي بكل صدقية وبوسائل قابلة للتحقق».

في حين تشهد باريس اعتباراً من اليوم وغداً، اجتماعات ثنائية بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف واجتماعاً آخر بين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ولافروف وأيضاً مع جون كيري. كما يلتقي كيري في العاصمة الفرنسية وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد الذي سيلتقي أيضاً فابيوس.

وقالت مصادر مطلعة إن كيري أراد هذه اللقاءات للتحدث عن الأوضاع في ليبيا وموضوع مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والتطورات الراهنة. ويقوم وزير خارجية ليبيا محمد الدايري بزيارة الى باريس، يلتقي خلالها فابيوس وكيري قبل لقاء رئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة الأوروبية - الآسيوية في ميلانو الخميس المقبل.

ووفق مصدر فرنسي مطلع على اوضاع الشرق الأوسط، فإن الدول المشاركة في الحرب ضد «داعش» في العراق وسورية دخلت في مرحلة بالغة الهشاشة حيث ان كل شيء بإمكانه ان يحصل في اي اتجاه كان.

وكان فابيوس التقى الأسبوع الماضي نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في باريس الذي قدم له خطة تتمثل بإرسال قوات على الأرض، لكن من دون مشاركة الأتراك، لإخراج «داعش» ومن ثم الاهتمام بـ «حزب العمل الكردستاني». وتعتبر باريس انها خطة غير عملية لأن إنشاء منطقة آمنة بتطلب حظر طيران لمراقبتها ما يعني الدخول في الحرب على الأرض في سورية ونشر جنود في شمال سورية في مواقع وبيئة معقدة، اذ انه ليس من المؤكد ان يرحب السكان في سورية بجنود اميركيين او اتراك او فرنسيين وما يعني ان حماية السكان مسألة معقدة جداً.

وتابع المصدر ان التخوف حالياً من امرين: «داعش» يتعزز موقعه رغم ضربات التحالف. وفي الوقت نفسه فإن قوات بشار الأسد تتعزز في بعض الأماكن مثلاً في حلب شمال. وأضاف المصدر: «هناك تساؤل وتخوف من اتجاه الأحداث، علماً أن الأسد لا يمكن أن يأتي بحل أو أن يكون حلاً».

وتابع أن «وضع أي استراتيجية أمر قد تأخر مع تواجد عدد من اللاعبين في المنطقة. وكل لاعب له هدف مختلف او اجندة مختلفة من مكافحة داعش. ومكافحة الإرهاب ليس برنامجاً سياسياً كافياً».

وأكد المصدر انه «طالما لا يمكن التوصل الى اتفاق مع الروس والإيرانيين حول برنامج سياسي لسورية لن يتم الخروج من المحنة. فالوضع الحالي يفرض على الدول المشاركة في حربها ضد «داعش» ان تضعفه بالوسائل التي تملكها وبعد ذلك ينبغي ان يبقى في اذهان جميع المشاركين في الحرب ضد «داعش» ومن ضمنهم الولايات المتحدة ان المشكلة هي في دمشق ولن يكون هناك حل للأزمة العامة طالما لا نصل الى انتقال سياسي في سورية والتوصل الى توافق ادنى لهذا الهدف»، مضيفاً ان «من يقول ان هناك اسوأ من الأسد، كلام غير عملي لأنه لا يمكن للأسد ان يمثل أي حل. مع ان قواته تتعزّز في بعض الأماكن، لم يتعزز وضع النظام الذي فقد سيطرته على اماكن عدة».

وقال المصدر ان «الدول التي تشارك في ضرب «داعش» هي مجموعة دول وليست ائتلافاً عسكرياً فعلياً بأمر اميركي. مثلاً فرنسا لها خطتها الخاصة في محاربة التنظيم الإرهابي في العراق وهي تتعاون مع الولايات المتحدة من دون ان يكون ائتلافاً عسكرياً بقيادة اميركية موحدة».

وعن «حزب الله»، قال المصدر انه «يخطىء في حساباته فهو الآن في بلد فيه مليونا لاجئ سوري و»داعش» موجود في عرسال و»جبهة النصرة» تتقدم في جبل عامل، والحزب لم يعد في موقف القوة التي كان عليه منذ ستة اشهر او سنة ومن مصلحته الا يكون هناك فراغ في لبنان وأن يكون هناك رئيس جمهورية. لكنه لا يحسب لهذه العناصر و هو يخطأ في حساباته». تابع ان باريس نبّهت مرات عدة طهران إلى ذلك، لكن سياسة ايران في المنطقة هي «سياسة الحرس الثوري».

وخلص المصدر الى أن الوضع في المنطقة «سيأخذ وقتت طويلاً جداً والمزيد من المجازر والقتال والأخطار، وليس هناك خيار سياسي سهل وواضح».

التعليقات (1)

    ميكانيك

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    شكله مثل الحمار
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات