وكان ثوار معرة النعمان قد تمكنوا أمس الأول من نسف حواجز (الشنيرة، الطابو، الدحروج) التابعة لمعسكر الحامدية، وجاءت العملية بعد ما تمكن الثوار من حفر نفق تحت الأرض للوصول للحواجز المذكورة، وتلغيمها بمئات الأطنان من مادة الـ (تي إن تي) شديدة الإنفجار, وتفجيرها عن بعد.
هذه العملية النوعية، خطط لها ونفذها كل من فصيليّ (أحرار الشام) التابع للجبهة الإسلامية، و(الفرقة 13) التابعة للجيش الحر، والتي تسمت بالسرية المطلقة منذ بدء التخطيط لها وحتى التفجير، وكانت نتائجها أن أودت بحياة أكثر من أربعين جنديا لقوات النظام، كانوا يقبعون تحت حصار خانق ، قبل أن يجهز الثوار عليهم اليوم، بالإضافة لتكبيد قوات النظام خسائرة فادحة في العتاد.
وفور التفجير، باشر الثوار بعملية اقتحام هذه الحواجز وتمشيطها، لإتمام السيطرة عليها , فيما دكت كتائب أخرى حاجز ( مدرسة عين قريع) والحواجز القريبة، بهدف منع المساندة، لقوات النظام المنسحبة من الحواجز المستهدفة.
وفي تصريح خاص لـ (أورينت نت)، قال القائد الميداني محمد قيطاز قائد كتيبة (أنصار الحق) التابعة للفرقة 13، الذي حفر النفق بصحبة عناصره , ولغموه قبل الوصول إلى لحظة التفجير أمس , شكر مقاتليه على هذا الإنجاز , وقال : "فقدت مدينتا أكثر من 2200 شهيد على يد عناصر هذه الحواجز المجرمين , وكان لا بد من الثأر لدماءهم , وكان التفجير الذي أثلج الصدور".
وأضاف: "شققنا الصخر للوصول لأعدائنا وأعداء الشعب هذه المرة , ولن ندع وسيلة من شأنها الذود عن عن ارضنا وعرضنا , والثأر لدماء شهدائنا".
تسمية الحواجز التي تم تفجيرها
الشنيرة: وهو عبارة عن أربعة منازل كانت لآل (شنيرة ) إحدى عوائل معرة النعمان , والتي احتلتها لهم قوات النظام مع امتدادها لتحصين معسكر الحامدية.
الطابو: وهي صالة أفراح كان اهالي المعرة يقيمون فيها أعراسهم , كونها تقع في مكان بعيد قليلاً عن مركز المدينة , دخلتها قوات النظام بعد فك الحصار عن الحامدية , مع نهاية معركة "البنيان الرصوص".
الدحروج: وهو معمل (الهندسية) للمحركات الذي كان يملكه وليد دحروج واخوته , تحصنت به قوات النظام ،وجعلت منه درعاً للمعسكر من جهته الشمالية.
شمال معسكر "الحامدية" مكشوف للثوار
وبتفجير هذه الحواجز يكون ثوار معرة النعمان , قد كشفوا تماماً معسكر الحامدية من جهته الشمالية , بعد أن كانوا حرروا كل من حواجز (الطراف والدهمان والهنجاك) قبل خمسة أشهر من الآن , خلال معركة القيامة أو الحسم كما أسماها الثوار في ذلك الوقت ,والتي كبدو خلالها قوات النظام خسائر فادحة في العدة والعتاد , وخاصة الدبابات والمدرعات , حيث توفرت بين أيديهم صواريخ (تاو) و(كونكرس) النوعية، التي قنصوا بها العشرات من اليات قوات النظام , قبل اقتحام الحواجز المحررة.
خمسة أشهر من الحفر
المقدم أحمد سعود قائد (الفرقة 13) , أعرب عن سعادته برؤية نتاج خمسة أشهر من التخطيط والعمل , وقال في تصريح خص فيه (أورينت نت):
"خمسة أشهر من الحفر والتفخيخ , لم يشعر عناصرنا خلالها بالتعب أو الملل , على أمل رؤية ما أقر أعين الجميع اليوم , و ما كان لعملنا أن يكتب له النجاح لولا السرية التامة , التي رافقت العمل منذ بدايته حتى النهاية , ونحن نعد أبناء مدينتنا الذين ضاقوا ذرعاً جراء غطرسة هذه الحواجز وغيرها بالمزيد , فالقادم أعظم".
وأضاف السعود : " أنحني أمام كل قطرة دم سالت في معركة اليوم أثناء الاقتحام والتمشيط بعد التفجير , وأحيي كل قطرة عرق سالت من مقاتل حفر ولغم وكبر مع التفجير , احيي اعلاميي معرة النعمان الذين احتشدوا جميعهم لينقلوا هذا الحدث الذي أثلج صدور الجميع , وإننا نهدي هذا العمل , لأرواح شهدائنا جميعا , وللأمهات الثكالى والأرامل واليتامى , الذين فقدوا ذويهم , على يد عناصر هذه الحواجز وغيرها".
الدكتور عمرو الجندي , قائد كتيبة (المجاهدين) التابعة لحركة أحرار الشام في معرة النعمان , أهدى عملية التفجير ,لأرواح شهداء قادة الأحرار الذين قضوا في تفجير (رام حمدان وقال لأورينت نت : "عَمِل (المجاهدون) بإخلاص طوال مدة الحفر ليلاً نهاراً للوصول لهذه النتيجة , واليوم نستطيع القول اننا نجحنا الى حد كبير بفصل معسكر الحامدية عن معسكر وادي الضيف وقطع الاتصال بينهما , ولن نقف عند هذا الحد , وان كنا خرجنا اليوم لهم من تحت الأرض , سنخرج لهم من كل مكان في قادم الأيام , وسنخرج لهم حتى في نومهم".
رد النظام كان فورياً وعنيفاً، انتقاماً لخسائره في الحواجز المستهدفة، لكن انتقامه كان من المدنيين، حيث شنت المقاتلات الحربية أكثر من خمسة غارات على المدينة , استشهد خلالها مدنيين اثنين وجرح آخرون , فيما قصفت المدفعية المتمركزة في معسكر (معمل القرميد) , الأحياء المدنية في المعرة , مسببة دماراً واسعا في المنازل والبنى التحتية، فيما استشهد مقاتلين من الثوار خلال عملية الاقتحام والتمشيط.
يذكر أن ثوار معرة النعمان , تمكنوا في الخامس من أيار الماضي من تفجير حاجز الصحابة، أحد حواجز الحماية لوادي الضيف، أتبعوه بتفجير حاجزة تلة السوادي المتاخم لمبنى القيادة في ذات المعسكر بالطريقة ذاتها، (الحفر والتفخيخ والنسف)، ليعلن ثوار سوريا بعدها مرحلة جديدة من حرب الأنفاق، بعدما أثبة التجربة نجاحها في معرة النعمان.
التعليقات (3)