الدور الأمريكي والأدوار الأخرى

الدور الأمريكي والأدوار الأخرى
أهم ما قامت به الثورة السورية هو أنها كشفت عرت الجميع أمام مصالحهم. كشفت زيف اربع خطابات:

الأول- خطاب ما يسمى الممانعة والمقاومة، وجماعة السفير والاخبار ومن لف لفهم بأنهم يقبلون احذية إسرائيل وأمريكا واوروبا من أجل بقاء مافياتهم الاسدية في سورية، اعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية. حسين أمير عبداللهيان، أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يمثل تهديداً لأمن إسرائيل. وحذر مساعد وزير الخارجية من أن حدوث التغيير السياسي في سوريا يترتب عليه تبعات كثيرة، وقال: "قمنا بنقل هذه الرسالة بصورة جيدة إلى أميركا، وإذا كان من المقرر أن تجري سياسة تغيير النظام السوري عبر أداة مكافحة الإرهاب، فإن اسرائيل لن تنعم بالأمن". هذا تصريح منذ عدة ايام فقط. باسم هذا الخطاب ارتكبت ابشع جريمة في تاريخ المنطقة بحق شعبنا السوري على يد الطغمة الاسدية وحلفاءها.

الثاني- خطاب الاسلاميين الذي اتضح أنهم بكل مكوناتهم ومؤسساتهم، انهم دنيويون حتى أكثر من غيرهم، وينطبق عليهم ما ينطبق على بقية القوى السياسية. وما كلام الله سوى غطاء لستر اغراضهم الدنيوية. لكنهم رغم تضحياتهم إلا انهم سياسيا كانوا اكثر رداءة من بقية المكونات لأنهم بالضبط طرحوا انفسهم مشروع سلطة. هذا ما ادى إلى أن يتحمل شعبنا مسؤولية الضحالة السياسية عندهم. وكان لديهم الفساد أكثر من غيرهم باعتبارهم كانوا الاكثر مأسسة داخل صفوف المعارضة.

الثالث- التيار العلماني الذي حمل سيفه ليقطع رأس الثورة منذ اللحظة الاولى كان غطاء لجرائم الاسد، ومدافعا شرسا عن نظامه مثلتهم هيئة التنسيق وحواشيها. محادثات أكثرية رموزها مع المحافل الدولية كانت تؤكد على خطر سقوط الاسد منذ اللحظة الاولى، بعض شخصياتها حتى قبل الثورة كان موقفهم كذلك. حجتهم أن الاسد علماني وحامي الاقليات، رغم أنه نظام طائفي ولا يمت للعلمانية بصلة. كانوا كلما قام الاسد بجريمة أو مجزرة لا تسمع لهم صوتا، بينما خطأ فرد من المكون الثوري" يقيموا الدنيا ولا يقعدونها" !! على المستوى الحقوقي مثلهم المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يديره رامي عبد الرحمن والذي هو عضوا فيها اساسا. كانت كل معلوماته منذ اول لحظة بالثورة من اجل أن تعطي انطباعا أن الخروقات مشتركة بين النظام والثورة، تزوير وادعاء وتبجح مغمس بدم شعبنا. اطرف ما في الموضوع ان هؤلاء الانتي امريكا اصبحوا الان يرون أن التحالف الدولي يمكن ان يكون مفيدا في قضائه على داعش، لكن عندما علموا ان الاسد خارجه تغير موقفهم. هذا لايعني أن هنالك من رموزهم من كان صادقا في خطابه وعلى رأسهم المعتقلين منهم.

الرابع- خطاب الديمقراطية وحقوق الانسان لدى ادارة اوباما، الذي تحدث عنه في تلك الرسالة التي وجهها لشعوب الشرق الاوسط، في الاشهر الاولى من توليه رئاسة أمريكا. هذه الادارة تباكت منذ وصولها للحكم أنها ستفتح صفحة جديدة مع شعوب الشرق الاوسط، لكن اتضح أنها تريد دولا فاشلة محكومة بانظمة فاسدة وقمعية، واخص بالذكر الدول المحيطة بإسرائيل. لهذا هي لا تريد تغيير النظام الايراني، رغم قدرتها على ذلك.تريده ان يتعقلن بمشروعه الفارسي الطائفي. يتعقلن وفق المنطق الامريكي لادارة اوباما. لهذا ادارة اوباما كانت ولا تزال شريكة في قتل شعبنا.. كما اتضح تهافت خطاب حمايتها للاقليات، لأنها لم تحمي الاكثرية ولم تحمي الاقليات ايضا. لبنان على شفير حرب اهلية واليمن والعراق وسورية. كان باستطاعة باراك أوباما ألا يكون عديم الاخلاق لهذا الحد، والوقوف ولو جزئيا مع مطالب شعبنا وحمايته، كما حمت بعض الادارات من قبل شعوبا أخرى. لكنه مصر على أن يبقى وجه أمريكا القبيح.

عالمية الدور الامريكي وإقليمية الادوار الاسرائيلية والتركية والايرانية والسعودية... حيث تراجعت ادوار كلا من العراق ومصر وسورية منذ أن انهار السوفييت. عموما هذه الادوار كانت محمولة على نظام الحرب الباردة الدولي، وبعد انتصار امريكا اصبحت هذه الادوار محمولة على ما يراد تثبيته من نظام دولي أمريكي كنت كتبت عنه كثيرا. محصلة الدور وهذه الادوار أن أمريكا لم تعد تريد وكلاء في المنطقة هي حاضرة بكل ثقلها. أمريكا تطرح نفسها قائدة للعالم، لهذا نتجه دوما للسياسة الامريكية نفندها ونحاول معرفة دورها في مأساة شعبنا. محصلة سياسة هذه الادارة أنها تواطأت مع الجريمة الاسدية حتى اللحظة. المسألة ليست رغبات وليست اصدقاء واعداء بالنسبة للدور الامريكي، في كلمة شهيرة للرئيس الراحل انور السادات قال فيها قبل ذهابه لكامب ديفيد1977" أن اوراق الحل بيد امريكا" هذا صحيح تماما، بغض النظر عن اهداف السادات من ذاك التصريح في تلك المرحلة، فإذا كان هذا الكلام منذ ثلاثة عقود وقبل انتصار امريكا في الحرب الباردة، فمابالنا الآن؟

أمريكا تحمل معها منذ عقود مشروع سلطة عالمية، لكن اوباما بادراته وسلوكها الاجرامي بحق شعبنا، جعلت صورة أمريكا في الحضيض. من جهة أخرى الامة الامريكية امة عظيمة من زواية منجزاتها للبشرية، التي استفادت منها على كافة الصعد السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. كان ولايزال هنالك دورا لامريكا في حماية شعوب من بطش انظمتها، وهنالك في سورية كان دورها مشين.

في النهاية لابد من قول كلمة أخيرة أكررها دوما" أمريكا فيها الشر وفيها الخير، لكن حتى لو كانت شرا محضا فهي تحمل خشبة خلاص شعبنا من هذه الجريمة" لهذا سيبقى رهاننا على قائدة هذا العالم بلامنازع.

التعليقات (2)

    الكل خدم

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    أرى أنه ﻻ يوجد أحد نظيف . لقد نسيت بقية المكونات الأخرى كالأقليات في سوريا بالإضافة الى الجوار والفلسطينيين ومافياتهم . ولكن أقول لك أن الكل خدم عند اليهود في اسرائيل والكل يخدم مصالحها

    مواطن عربي

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    سيدي الكريم أمريكا قائدة العالم كما تقول أنت تريد تدمير سوريا وتفتيتها (بعدم تسليح الجيش الحر بأسلحة تضمن إنهاء النظام نهائيا ) خدمة للصهاينة فرهانك خاسر
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات