قنبلة موقوتة اسمها اللاجئون!

قنبلة موقوتة اسمها اللاجئون!
لا أعلم بالضبط مالذي تفكر فيه الدول الكبرى المتحكمة بالقرار الأممي، حينما قررت وعبر مجلس الأمن أن تخفض المساعدات الغذائية والمالية ل اللاجئين السوريين في دول اللجوء المجاورة لسوريا ...

تلك المساعدات التي تكفل للمواطنين السوريين في دول اللجوء القليل من كفاف يومهم ، فهي تضمن لكل مواطن لاجئ في دول الاردن ولبنان ومصر وتركيا والعراق مبلغ 24 يورو في الشهر.

والآن وبعد أن قلصت مفوضية اللاجئين مبالغ دعمها في لبنان و الغت الدعم عن 12000 عائلة في الاردن ومصر، فماذا تريد المفوضية ..في دول يمنع فيها اللاجئون السوريون من العمل لا وبل يتم اعتقالهم وترحيلهم في حال ثبت أنهم يعملون دون تصريح عمل والذي هو بدوره أمر مستحيل تحقيقه.

فاللاجئ السوري الذي ذهب ضحية احراق النظام لبلده.. فرَّ من قراه ومن مدنه دون أن يكون بحاجة الى معونة، فهو ملاّك في بلده، أو صاحب أرض، أو صاحب ماشية، أو تجارة صغيرة أو كبير.. ولكن الظروف أدت الى نزوحه الى دول الجوار التي لطالما كانت سنداً له.. مثلما كانت سوريا سنداً لتلك الدول شعباً وأناساً.

ذلك اللاجئ الذي منع عنه العمل بعد أن أحدث وجوده في دول مثل مصر أو لبنان أو العراق فرقاً حقيقياً في المهن التي يعمل بها، ففي مصر على سبيل المثال ارتفعت ذائقة الطعام لدى المطاعم المصرية بعد وصول السوريين و في العراق تعرف النا على الخبز السوري والنجار السوري والحداد السوري الخ.. ولكن تلك الدول قررت منعه من العمل لا وبل منعه من دخول تلك البلاد على الاطلاق من دون الحصول على فيزا وهو أمر غاية في الغرابة من تلك الدول التي تعاقب الشعب البسيط على أمور لم يرتكبها.

في تلك الدول منعوا من العمل وقلصت عليهم المساعدات المالية بانتظار الغائها ..وما معنى الغائها في بلد مثل لبنان يحتوي على مليون و400 الف سوري دون عمل او مساعدات، مضاف اليها عنصرية كبيرة جداً تجاههم و حرب دموية طاحنة في بلادهم ..تمنعهم من العودة الى بيوتهم.

فما الذي تفكر فيه الدول المانحة للاجئين السوريين بالفعل وهي تدرك هذه المعلومات أكثر من أي أحد آخر؟!

ربما تذهب المبالغ التي تقدمها بعض دول الخليج مشكورة وكندا وأوربا و أميركا الى المجهود الحربي الذي أعلن عنه التحالف الدولي لضرب داعش ..فوزير الدفاع الأكيركي أعلن أن الحرب على داعش تحتاج الى ما يزيد عن 30 مليار دولار.

ومن أين ستأتي تلك المبالغ سوى من نفس الدول المانحة للاجئين لتمويل قصف داعش التي تعيث في سوريا والعراق فساداً... ولكن الأسوأ لم يأتي بعد فدولة مثل لبنان على سبيل المثال بسكانها الأربع ملايين و اللاجئيين السوريين فيها وقد بلغوا المليون و400 الف لاجئ ومن المتوقع في اخر العام ان يبلغوا المليونين.. هؤلاء وقد حشروا في الزاوية وهددوا بوجودهم ولقمة عيشهم.. هم أمام احتمالين:

- إما أن يأتي أحد ملئ بالنقود والأموال ويستغل فقرهم من أجل تنفيذ أجندته الخاصة.. فوزير الأشغال اللبناني السيد درباس نقل عنه بأن المليون ونصف سوري في لبنان على الأقل واحد بالعشرة منهم قد ادى الخدمة الالزامية العسكرية وبالتالي فانهم متمكنون من استخدام السلاح و الذخائر وتلقائياً هؤلاء مرشحون للانضمام الى أي ميليشيا.. هذا تصريح من وزير لبناني.

- أما الخيار الثاني فهو أن يتحولوا إلى الأسلوب التقليدي القائل بأنه يجب على الإنسان أن يعيل أسرته بغض النظر عن الطريقة، من السرقة الى النهب الى الجريمة المنظمة وغير المنظمة؛ وبالتالي فان الحاضنة الشعبية للدول المضيفة ستبدأ جدياً بالتذمر منهم ومن أذاهم المباشر على السكان...علماً - وهذا رأي شخصي- بأن الكراهية المتزايدة للسوريين في دول الجوار المتجلية في أعمال العنف تجاههم او المظاهرات او التحرشات النفسية، سببها الحكومات نفسها، لأن تلك الحكومات لو أرادت ضبط الكراهية لاستطاعت، ولو أرادت تأجيج تلك الكراهية لفعلت أيضاً... فأي زيارة لأي مسؤول كبير لمخيم كبير أو تجمع سوري ضخم ستقوم بفعل ايجابي كبير وستقوم بعدوى بقية الفعاليات في المجتمع كون مجتمعاتنا هي مجتمعات قطيعية تتبع حتى الآ الرأي الحكومي.. إلا من رحم ربي.

فما الذي يريده فعلاً المجتمع الدولي من تخفيض المساعدات على اللاجئين وهو يعلم أن اللاجئين في أسوأ وضع انساني في التاريخ منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ربما صانعو القرار بشكل من الأشكال يودون تفجير المنطقة من الداخل عبر استغلال ملف هؤلاء المساكين لتحويلهم إلى مشاة بريين، يقومون مقام القوات البرية في مواجهة تنظيمات مثل (حزب الله) و(فيلق بدر) والميلشيات العراقية و(تنظيم الدولة الإسلامية).

التعليقات (2)

    نور معاوية

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    مقال في توقيت عظيم ، اللاجئين قضية سوف نكتشف اهميتها فيما بعد ...مقال مهم جدا جدا ...شكرا اورينت

    حسبنا الله ونعم الوكيل

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    ومثالا على ذلك ما يحدث الآن في أحد مخيمات كيليس في تركيا حيث بلغت إدارة المخيم حوالي 100 عائلة بالخروج من بيوتهم بحجة توسيع المخيم. طبعا لا يهم إدارة المخيم أين سيذهب هؤلاء. فقط قالوا لهم اخرجوا..
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات