حرمان الفتيات من التعليم عاد إلى الواجهة: ما الأسباب؟

حرمان الفتيات من التعليم عاد إلى الواجهة: ما الأسباب؟
مع استمرار أزمة اللجوء للبلدان المجاورة للسنة الرابعة على التوالي، تعود للواجهة مشكلات اجتماعية كانت قد بدأت بالاندثار، إلا أن الظروف الحالية للاجئين السوريين أعادتها للواجهة من جديد.

حرمان الفتيات من التعليم احدى هذه الظواهر التي بدأت مؤخرا تنتشر بين العائلات السورية في تركية. والأسباب كثيرة وقد فرضت نفسها بقوة على واقع تلك الأسر.

الفقر وضيق الحال

ويعد نقص المال أحد الأسباب الرئيسية التي تحول دون تعلم الأطفال، لاسيما البنات منهن، وخاصة عندما يكثر عدد الأولاد في العائلة الواحدة، فلا يقدر رب الأسرة على تحمل نفقات تعليمهم جميعا.

إسراء من ريف ادلب في الثالثة عشر من عمرها حرمت من اكمال تعليمها منذ قدوم عائلاتها للعيش في تركيا، وذلك بسبب محدودية الدخل المادي للأسرة. في حين يتابع اخواها الصغيران دراستهما. الأعراف والتقاليد القديمة التي ترى في الفتاة ربة منزل فقط كانت المبرر الذي أوردته والدة اسراء السيدة ام أدهم عندما تحدثت اليها في الموضوع. حيث قالت:

"أنا لست ضد تعليم الفتيات لو كانت الامكانيات تسمح بذلك، ولكن عندما يكون الدخل المادي محدود يصبح هذا الأمر صعباً،وبكل الأحوال كل فتاة سواء كانت متعلمة أو غير متعلمة ستتزوج في النهاية،وسيكون هناك شخص مسؤول عنها وعن متطلباتها، أما الشاب فهو المتكفل بكل تلك الأمور وأرى أن تعليمه أولوية".

نقص عدد المدارس

رغم انتشار بعض المدارس الخاصة في غازي عنتاب لتعليم الأطفال السوريين، إلا أن عدد هذه المدارس لا يكاد يكفي أعداد الطلاب الهائلة، اذ حسب بيانات صادرة عن المكتب الاعلامي لوزارة التربية في الحكومة المؤقتة، هناك حوالي 200 ألف طالب سوري في تركيا محرومون من التعليم. وهذا الضغط الكبير على المدارس الموجودة لا يفسح المجال للكثير من العائلات بحجز مقاعد دراسية لجميع أبنائهم. ومرة أخرى تكون الضحية هي الفتاة.

السيدة نجاح لم تستطع أن تسجل طفليها في المدرسة لعدم توافر الشواغر، وهي تحاول جاهدة أن تبحث عن مدرسة تستقبل ابنتها التي لن تذهب الى المدرسة هذا العام اذا لم تجد والدتها مدرسة تستقبلها. تقول السيدة نجاح:

"كانت ابنتي مسجلة في احدى المدارس ولكن قبل بدء الدوام أعلمتنا ادارة المدرسة بأنهم سيحولولها للطلاب الأيتام فقط، بحثت عن مدرسة بديلة ولكني لم أجد بسبب أعداد الطلاب الكبيرة، كما أني لم استطع تسجيلها بنفس المدرسة التي يدرس فيها أخيها لأن المدرسة مخصصة للمرحلة الابتدائية فقط وابنتي في الصف السابع".

أما أم عادل فقد اكتفت بتسجيل عادل في المدرسة فقط،لأنها وكما قالت لم تجد سوى مقعد واحد شاغر بعد جولة على كل مدارس المدينة وقررت أن تمنح تلك الفرصة لابنها الذي تعتبره أحق باكمال تعليمه من ابنتها لأنه متفوق دراسيا أكثر!!

عادات وتقاليد

من المعروف سابقا أن عدداً لا بأس به من العائلات السورية كانوا لا يفضلون تعليم بناتهم في مدارس مختلطة، بالاضافة الى أن أغلب المدارس السورية كانت غير مختلطة سابقا في المرحلتين الاعدادية والثانوية. طبعا هذا التوجه الأسري لرفض الجمع بين الذكور والاناث في مدرسة واحدة نابع من عادات وتقاليد وبعضها من معتقد ديني.

أسعد يرى أن ذهاب ابنته لمدرسة فيها شبان جاؤوا من بيئات وعادات مختلفة ومجهولة بالنسبة له أمر غير مقبول. ويتحدث مضيفاً:

"عندما كانت ابنتي في مدرسة للفتيات فقط في سوريا لم تكن تسلم من تحرشات الشبان الذين يقفون أمام أبواب المدارس، فكيف ستدرس في مدرسة مختلطة وتحتك بشباب لا أعرف شيئا عن أخلاقهم وتربيتهم؟؟ نحن حاليا نعيش في وضع اجتماعي مفتوح على كافة البيئات وهذا من شأنه أن يجعلني كأب أتخوف على ابنتي من الدخول في علاقات تؤثر عليها واستغلالها من قبل البعض ولاسيما انها في فترة المراهقة وهي فترة حرجة كما نعلم".

تبقى مسألة تعليم الأطفال اللاجئين في تركيا بشكل عام والفتيات بشكل خاص مشكلة خطيرة لابد من جميع المعنيين لاسيما في الائتلاف والحكومة اعطائها أهمية حقيقية والعمل على ايجاد حلول لها بأسرع وقت ممكن.فهي قضية تتعلق بمصير جيل بأكمله.

التعليقات (1)

    ابو خطاب

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    ان من يتحمل المسؤولية هو المعارضة الخارجية (الائتلاف)التي تعيش في عالم بعيد عن واقع السوريين ريما فليحان تجني الملايين من الدولارات ولباسها يكفي لاطعام قرية باكملها ومن بعدها قد تعود لحضن النظام لنا الله نحن اللاجئين وسنحاسبكم نحن والتاريخ باذن الله
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات