طرابلس لبنان: إرهاب اللادولة!

طرابلس لبنان: إرهاب اللادولة!
طرابلس لبنان تعتبر مدينة ملحقة ببيروت، ليس بوصف بيروت عاصمة لدولة لبنان، بل لأن سياسيي بيروت من الطائفة السنية، يعتبرونها ملحقا بهم. قليلة هي العائلات الطرابلسية التي صدرت رئاسة وزراء في بيروت، ربما ماخلا آل كرامي، كعائلات لها باع في العمل السياسي. كما صدرت صيدا آل الحريري أيضا. رغم ذلك نجد ان التمرد في صيدا وطرابلس على هذه الزعامات هو تاريخي، خاصة في طرابلس. لأن طرابلس هي الكتلة الاكبر سنيا في لبنان. رغم ذلك تجد زعامات سنة بيروت هم الاكثر حضورا.

ملاحظة آخرى تجدر الاشارة لها أيضا، أن الاسلام السياسي اللبناني عند الشيعة يتركز في حزب الله، وعند السنة تتقاسمه تجمعات سنية معظمها طرابلسي المنشأ، بدءاً من حركة التوحيد التي أسسها الشيخ (سعيد شعبان) وانشقاقاتها اللاحقة وانتهاءً بالجماعة الاسلامية، ما عدا حركة الأحباش!

كل هذه المظلومية التي تشعر بها طرابلس، بدأت تزداد بوتيرة عالية منذ دخول الاسد وقواته للبنان، وتقوية الكتلة العلوية في جبل محسن بزعامة آل عيد وتسليحها. عصابة الأسدين استطاعت أن تلعب على هذه المظلومية بالجهة المقابلة، مظلومية تجسدت من الدولة اللبنانية ككل ومن زعاماتها السنية أيضا. بدأ الاسد بضرب حركة التوحيد وشقها أيضا، واعتقل قسماً من قادتها الذين رفضوا الولاء له، لكن مفارقة تسجل هنا أن الشيخ (هاشم منقارة) من القادة للعسكرين للحركة، الذي قضى في سجون الاسد أكثر من 15 عاما. خرج من السجن مدافعا عن بشار الاسد!!

أدخل المجموعات الارهابية إلى مخيم نهر البارد المحاذي للميناء الطرابلسي، بدء من فتح الاسلام وجماعة شاكر العبسي وغيرها. لتؤثر في المدينة أيضا، حيث تركت اثرها على قسم قليل من شباب المدنية. منذ عام 1984 تقريبا وطرابلس تعيش محنة دامية هي الاقتتال المتجدد بين جبل محسن بزعامة آل عيد ومسلحي درب التبانة. علما في غالب الاحيان المخابرات الاسدية كان لها علاقة بالطرفين حتى خروج القوات السورية من لبنان2005 بعدها بقي الامداد لجبل محسن، لاستمرار جاهزيته في اي لحظة يريد الاسد فتنة متحركة هناك. في هذه الايام تعيش طرابلس اجواء حرب اهلية، والجيش اللبناني يقصف أو قصف بعد منازلها، عدا عن مداهمات واعتقالات واشتباكات مع عناصر مسلحة في بعض الأحياء.

ثمة أمر آخر تبين بعد خروج قوات الاسد من لبنان، أن مخابرات الاسد تركت خلفها زعامات ومؤسسات تعبد القمع والمخابرات من جهة ويتنعمون بالديمقراطية اللبنانية من جهة أخرى!! حلال عليهم الديمقراطية وحرام على الشعب السوري!! قلة أخلاق إن لم يكن انعدامها، مثل ميشيل عون ووئام وهاب وحسن نصر الله والاحباش هؤلاء يمثلون تيارات سياسية ومصالح ارتبطت مع آل الاسد وليس مع سورية. لهذا نجد أنه دوما لدينا اكثر من نصف وزراء لبنان ثلة من الزعران، بشكل دائم منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي.

في هذه الأجواء يتم الاعتداء على طرابلس، من أجل ان تكون مؤسسات حسن نصر الله وميشيل عون مشاركة في التحالف على الارهاب، مع ان عون عندما اخرجه الاسد بالبيجاما لفرنسا كان يحاول ان يخرق الدستور اللبناني آنذاك، ويريد أن يصبح رئيس بالقوة وبدعم من صدام حسين. وحسن نصرالله مصدر إرهاب دولة ايران والاسد معا مأجور من طرفين. جميع اللبنانيين يعرفون هذا الامر، لكن من يساهم في تضليله هم رجال دين كبشارة الراعي وعبد الامير قبلان ورشيد قباني.

ولكن، من جهة أخرى على مسلحي طرابلس أن يعوا أنهم بحركاتهم هذه غير المحسوبة كحركة الشيخ احمد الاسير، عادت بالفائدة على حزب الله وما يمثله من مصالح داخلية وايرانية. ثمة التباس في الموضوع يتعلق بحركية هذه المجموعات في طرابلس، لكن اهل طرابلس هم المستهدفون من قبل الجيش بقيادة حكومة تمام سلام ومشاركة كل تيارات لبنان السياسة الطائفية الوازنة، المستقبل وشخصيات سنية طرابلسية ممثلة في هذه الحكومة أيضا!! سعد الحريري ومؤسساته الاعلامية وغيرهم نهاد المشنوق وزير الداخلية مثالا!! تهاجم تحركات الجيش في طرابلس وقبلها في عرسال من جهة لكنها توافق عليها في الحكومة. هنا يصبح الامر مدعاة للتساؤل، والرثاء للحال الذي وصلته ما يسمى قوى 14 آذار.

أما حزب الله فمشروعه ليس جديدا. منذ تأسيسه بعد الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982 بعام واحد، هو مشروع ايراني طائفي زرع كلغم في لبنان، من اجل استمرار حالة حرب اهلية، لم يستطع لبنان تجاوزها ويبدو ان نخبه السياسية لا تريد تجاوزها. على هذا الاساس لا يوجد ما هو جديد في احداث طرابلس. لهذا حزب الله سيبقى حزبا مسلحا، وسيبقى دولة ايران الارهابية داخل اللادولة اللبنانية. ما يحدث في لبنان هو إرهاب اللادولة. المشكلة تكمن عند الأطراف الأخرى خاصة بعد انكشاف كذبة المقاومة وأن هذه المقاومة أداة لقتل اللبنانيين والسوريين فقط.

التعليقات (1)

    للأسف العالم يتأمر على السنه العرب

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    للأسف نسي أو تنسى المسيحين اهذه الحقيقة وأصبحوا حلفاء لحالش في قتل السنه وطردهم من قراهم ومدنهم وللأسف شاركوا بالقيام بمجازر شنيعة بحق أهل القرى السنية , رغم أن السنة في تاريخهم لم يشتركوا بأي جريمة ضد المسيحين منذ أن فتحت بلاد الشام وكانوا ينظرون لهم بأحترام وتقدير , وحتى في الحرب البنانية لم يشترك السنه في تلك الحرب بل كانوا يتعرضوا للقتل والأرهاب من المقبور حافر دون أن يكون لهم مليشيات , الأن المسيحين ورغم أن حافر وأبنه قتلوا الكثير من المسيحين الا أن الفاتيكان والكنيسة تقف مع بشار بقوة ضد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات