المملكة العربية السعودية لديها من المشاكل الداخلية التي تتعلق بنظام البلد كحالة خاصة وخاصة جدا، لم يوجد مثيلا لها، رغم محاولة قادتها الحثيثة لكي يتحولوا للاعب إقليمي وازن ذو استمرارية، إلا أن التوازنات الداخلية وإشكالياتها تعيدها للخلف رغم ما تصرفه من أموال على لعب هذا الدور. ليست موضوعنا العربية السعودية لكن الشيئ بالشيئ يذكر، لأن السعودية مع تركيا ومصر وايران وتركيا هي الدول الوازنة في المنطقة. أما اسرائيل فوزنها محمول غربيا أي ليس له حمولة تاريخية في المنطقة؛ لأن اسرائيل محمولة مصالحها كدولة وشعب وليس فقط كنخبة حاكمة للأبد كحال انظمة المنطقة ما عدا تركيا!! مصالح اسرائيل محمولة على مصالح الغرب وهي جزء عضوي فيه.
ما نريد الحديث عنه هنا يتعلق بالدور الإيراني الذي بالنسبة للنظام الدولي الأوبامي يشكل بيضة القبان في استمرار الخراب، وهذا سر التواصل الاوبامي الايراني، تواصل من نوع تبادل منافع الخراب الحاصل في الدول التي فيها نفوذ ايراني. لكن تبادل المنافع هذا يتم وفقا لميزان قوى كل دولة على كافة الصعد. امريكا تجني من الخراب ارباحا طائلة مادية ورمزية على مستوى قيادة العالم، بينما إيران موضوعة على قائمة الدول التي تريد استمرار نظامها الديكتاتوري الطائفي المغلق. لهذا وزنها مهما اتسع، سيكون ضيقا في عملية تبادل المصالح مع امريكا والغرب عموما وروسيا والصين. حيث معرفة الامر تتوقف على وزن الاجابة عن سؤال: ما هو وزن إيران دوليا واقليميا وما هو وزن امريكا والغرب واسرائيل دوليا وإقليميا؟
إيران خسرت كدولة وتخسر كشعب ايضا، وربما ربحت بعض القضايا الشكلية كنظام سياسي مارس ويمارس القتل بحق شعوب المنطقة، على رأسهم الشعب الايراني، وشيعة المنطقة الذي يريد هذا النظام قيادتهم، قيادتهم إلى أين؟ ما هو مشروع ايران للشيعة في العالم؟ لماذا امريكا لم ترفع العقوبات عن ايران ولم تسمح لاقرب حلفائها برفع العقوبات عنها رغم هذا التواصل العلني والسري؟ لأن تبادل المنافع جراء الخراب الحاصل بالمنطقة، لا يقوي ايران كدولة بل ربما يجعل نظامها يستمر أكثر على هذا الشكل، المخرب والخاسر وهذه مصلحة امريكية سعودية ايضا!!
إيران تشكل الدولة الأقوى نفطيا ونفوذا لاستمرار حالة الحروب الأهلية المنتشرة في مناطق نفوذها، وهي مناطق عموما ذات أغلبية عربية كاسحة: (اليمن - لبنان - سورية - البحرين - العراق)، لذلك هي لا تستخدم الخطاب الفارسي بل الخطاب الشيعي الطائفي لاستمرار حالة الخراب.
لا يمكن أن نجد دولة تملك كل هذا وشعبها ربعه تحت خط الفقر، من أين لامريكا أن تجد حصان طروادة الخراب، وهو يعتقد انه يحقق انتصار عليها!! المتضرر هي الشعوب العربية وغير العربية التي تعيش في هذه البلدان، بما فيهم شيعتهم.
قضية أخرى لا بد أن نعرفها، أن اي نظام ديكتاتوري لا يمتلك مشروعا حضاريا وتغيب دولته لصالح مافيات الملالي او الانظمة العربية، هو نظام زبائني لدى الغرب عموما. يتعاملون فيه مع أشخاص الحكم بوصفهم حكام فاسدين ومجرمين لا أكثر ولا أقل. هذا الامر كان ينطبق على نظام الأسد ولايزال ينطبق أيضا على نظام الولي الفقيه.
حاجة أمريكا وليس كل الغرب لهذا الخراب في الشرق الاوسط هو أيضا حاجة إسرائيلية عميقة. لن يجد الطرفان افضل من ايران لاستمرار هذا الدفق الدموي على شعوب المنطقة. ستكون الخطوة اللاحقة وقودها الشعب الإيراني نفسه... والحي يذكر حي كما يقال.
التعليقات (5)